الله لا يجرّب أحدًا – بقلم نهاد فرح
المقدّمة
“إنّ الله يجرّب من يحبّه”. نسمع هذه العبارة مرارًا من الذين يواجهون صعوبة في الحياة ولا يستطيعون تفسير الداعي إليها ولا موقف الله منها. والأنكى من ذلك، نسمعها أحيانًا من رجال دينٍ لمناسبة وفاةٍ أليمة.
ومن هذه العبارة، تولد فكرة ضمنيّة تقول: “إذا كان نصيب من يحبّك يا ربّ هو أن تجرّبه، وأن تجعله يعاني الآلام، فخير لنا ألّا نحبّك وتتركنا في سلام”.
إذا كان الله يجرّب مَن يحبّه، فلماذا تسمّي الأناجيل الشيطان: “المجرّب” ولا تطلق هذه التسمية على الله؟ مَن هو المجرِّب إذًا: الله أم الشيطان؟ يقول بعضهم: الشيطان هو المجرّب والله يسمح له بالتجربة! ألّا يعني هذا أنّ الله يرضى في بعض الأحيان عن أفعال الشيطان؟
وثمّة من يقول: “إنّ الله يجرّب المؤمن ليقوّي إيمانه”. وهذا القول أقسى من القول الأوّل؛ فالإنسان يمرّ أحيانًا بأزمات تجعله ينهار جسديًّا ونفسيًّا، وتبدو التجربة أقوى من أن يتحمّلها. ألا يستطيع الله أن يثبّت من الإيمان بدون اللجوء إلى الضغط على الإنسان بطريقة مؤلمة؟
للردّ على هذه التساؤلات، سوف نتقفّى أثر “التجربة” وما تعنيه في الكتاب المقدّس، وسنعتمد في ذلك على كتاب تجارب يسوع في البريّة، من سلسلة “دراسات كتابيّة”، الرقم 42، دار المشرق، بيروت 2009.
يسوعيون