stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

الله يسبقنا في المحبة على الدوام

1.4kviews

OSSROM15079_Articolo

“الله يسبقنا في المحبة على الدوام” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكّد بأن المحبة المسيحيّة لا تقوم على الكلام بل على الأعمال الملموسة، وأشار إلى أن المحبّة ضروريّة لنتمكن من معرفة الله لأن العقل وحده لا يكفي.

قال البابا فرنسيس: إن الكلمة الجوهريّة التي تقدمها لنا الليتورجيّة في هذه الأيام بعد عيد الميلاد هي كلمة “ظهور”. يسوع يظهر ذاته في عيد الدنح، في المعموديّة وفي عرس قانا الجليل. وتساءل الأب الأقدس: “كيف يمكننا أن نعرف الله؟” وقال: هذا هو الموضوع الذي تدور حوله رسالة القديس يوحنا الأولى مشيرًا إلى أن العقل لا يكفي وحده لمعرفة الله، لأن معرفة الله تقوم على اللقاء الشخصيّ معه، والعقل لا يكفي للقاء إذ نحتاج إلى ما هو أكبر!

الله محبة! تابع الأب الأقدس يقول، ووحدها درب المحبة يمكنها أن تقودنا لمعرفته. قد يسأل أحدكم: “ولكن كيف يمكنني أن أحب ما لا أعرفه؟” تقول لنا الوصيّة “أحبب الله” و”أحبب قريبك”، تأتي محبّة الله أولاً ومن ثمّ تأتي محبة القريب ولكن لكي نحب الله ينبغي أن نصعد سلّم محبّة القريب أي أننا نصل إلى معرفة الله ومحبّته فقط من خلال محبّتنا للقريب، فنصل إلى الحب عن طريق الحب!

أضاف الحبر الأعظم يقول: لذلك ينبغي علينا أن نحب بعضنا البعض، “لأَنَّ المَحَبَّةَ مِنَ الله وكُلَّ مُحِبٍّ مَولودٌ لله وعارفٌ بِالله. ومَن لا يُحِبّ لم يَعرِفِ الله لأَنَّ اللّهَ مَحبَّة”. وبالتالي لنعرف الله ينبغي علينا أن نحب. كما يقول لنا القديس يوحنا: كل من يحب يعرف الله والذي لا يحب لا يعرف الله لأن الله محبة، ومحبّته ليست محبة مسلسلات وإنما هي حب ثابت، قوي وأزلي، حب يظهر نفسه من خلال ابنه الذي جاء ليخلّصنا. حبٌّ ملموس، حب يقوم على الأعمال وليس على الكلام. وبالتالي فإن معرفة الله تتطلب منا حياة بكاملها، لأنها مسيرة، مسيرة محبة ومعرفة، مسيرة محبة للقريب والأعداء، محبة للجميع.

تابع الأب الأقدس يقول “نَحنُ لَم نُحِبُّ الله، بل هو الَّذي أَحَبَّنا و أَرسَلَ ابنَه كَفَّارةً لِخَطايانا”. وفي شخص يسوع، ظهر الله لنا ويمكننا أن نتأمل بمحبّته لنا وبإتباع مثله نصل – خطوة بعد خطوة – إلى محبة الله ومعرفته. بعدها ذكّر الحبر الأعظم بنبؤة إرميا وقال إن محبة الله تسبقنا، فهو يحبّنا قبل أن نبحث عنه. إن محبّة الله هي “كزهر اللوز” الذي “يُزهر مع إطلالة الربيع”، هكذا يحبنا الرب أولاً أيضًا، ويدهشنا على الدوام بمحبّته هذه. وعندما نقترب من الله من خلال أعمال المحبّة والصلاة، في الشركة ومن خلال كلمته نجده هناك بانتظارنا… هكذا يحبّنا الله!

ثم انتقل الأب الأقدس للحديث عن الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من القديس مرقس والذي يخبرنا فيه عن حدث تكثير الخبز والسمك وقال، يخبرنا الإنجيلي مرقس: “لَمَّا نَزَلَ يسوع إِلى البَرّ رأَى جَمعًا كثيرًا، فَأَخذَته الشَّفَقَةُ علَيهم، لأنّهم كانوا كَغَنَمٍ لا راعِيَ لها” وهذا هو حال العديد من البشر اليوم في مجتمعاتنا ومدننا وبلداننا. وبالتالي يتابع الإنجيلي ويقول لنا: “أَخَذَ يسوع يُعَلَّمُهم أَشياءَ كثيرة. وفاتَ الوَقت، فدَنا إِلَيه تَلاميذُه وقالوا: “المَكانُ قَفرٌ وقد فاتَ الوَقْت، فَاصرِفهُم لِيذهَبوا إِلى المَزارِعِ وَالقُرى المُجاوِرَة، فيَشتَروا لَهم ما يَأَكُلون” فأَجابَهم: “أَعطوهُم أَنتم ما يَأكُلون”. فغضب التلاميذ لقوله هذا لأنهم لم يفهموا مجدّدًا أن الله بمحبّته يسبقنا على الدوام!

هذه هي محبة الله: ينتظرنا ويدهشنا على الدوام. إنه أبانا الذي يحبّنا كثيرًا والمستعد على الدوام ليغفر لنا ويسامحنا سبعين مرة سبع مرات، كأب يفيض بالحب ولنتمكن من معرفة هذا الإله-المحبة ينبغي علينا أن نصعد سلّم المحبّة من خلال محبّة القريب وأعمال المحبّة والرحمة التي علّمنا الرب إياها. ليجعلنا الرب نتأمل خلال هذه الأيام بظهور الله بيننا وليمنحنا نعمة التعرّف إليه من خلال درب المحبة!

الفاتيكان