stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

المثابرة على الصلاة وقدرتها

930views

las-mujeres-y-su-memoria-1

المثابرة على الصلاة أمر صعب يتطلّب إرادة قويّة وعزماً وعملاً مستمرين .

تبقى وعودنا لتحسين سيرتنا وحياتنا عقيمة ، ومقاصدنا غير مثمرة .

ما السبب ؟

عدم الرؤية الواضحة والقرار القاطع . القداسة تبدأ بقرار ثابت . والحياة الروحيّة تُزهر بعد القناعة ، والقرار بعون الله .

إنّ سرّ النجاح في المسيرة الروحية ، مسيرة القداسة هي كلمة ” حَقَاً ” : “حَقَاً أُريد ” . لأننا في غيبها ، نؤكّد أننا ، رغم تفكيرنا في القداسة والكلام عنها ، في الحقيقة لا نقصد ” حَقَاً ” .

يؤلمنا بأنه لا يُستجاب لنا ؟

والسبب واضح ، لأننا لا نعرف كيف نُصلّي . ونتناسى عطايا الربّ أو نتغافل عنها … هو الذي قدّم لنا أموراً عظيمة . إنّنا نطلب منه ، وبإلحاح ، كل ما نُريد . أمّا هو ، بحكمته ومعرفته ، الحاضر دائماً ، يمنحنا الضروريّ منها ، وما نحتاجه !

ليست الصلاة مساومة مع الربّ ، وليست مبرمجة بمقاييس بَشَريّة .

الصلاة قبل كلّ شيء صمت وخشوع ، بحضور عظَمة الآب السماويّ والتأمّل في الله والإنسان ، وفي ضوء هذا الحضور الإلهيًّ، لفحص طلبنا ومنفعته . ويستجيب لنا الربّ في الوقت المحدّد وبالطريقة التي يُريد . وجوابه لواحدنا يختلف عن الآخر : عند الساعة التاسعة ، أو ظُهراً ، أو آخِر النهار ، أو عند آخر لحظة من العمر . المهمّ أن نعيش بكلمته الأزليّة ، ويتأكّد لنا أنّه سيعطف بنا ” لأننا تعبون رازحون ، كغنم لا راعيَ لها ( متى ٩ : ٣٦ ) .

الربّ بمشروعه الخلاصيّ ، ينتظر منّا تكريس حرّيَتنا ، ويعطينا نعمة الإيمان . لقد أردنا أن نكون مستقلّين ، وأسياد ذواتنا ، وأن نخلص بوسائلنا البَشَريّة المحدودة ، فكانت النتيجة أنّنا ، في عواصف الحياة ، ما عدنا نرى حضور الربّ بقربنا وفي قلوبنا ، فوقعنا في الخوف والريبة !

هلاّ نرفع أيادينا مفتوحة إلى الربّ الساهر والمستجيب ، لتمتلئ من نِعمته تعالى ، فنعيش فرح أبناء الله الآب ، ونشهد بحياتنا لحضوره المُحيي .

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك