1.2kviews
المرأة والتنّين
للاب هاني باخوم
“وظَهَرَت آيَةٌ عَظيمَةٌ في السَّماء: اِمرَأَةٌ مُلتَحِفَةٌ بِالشَّمْس والقَمَرُ تَحتَ قَدَمَيها، وعلى رَأسِها إِكْليلٌ مِنِ اثَني عَشَرَ كَوكبًا، 2 حامِلٌ تَصرُخُ مِن أَلَمِ المَخاض . 3وظَهَرَت في السَّماءِ آيَةٌ أُخْرى تِنِّينٌ كَبير… ووَقَفَ أَمامَ المَرأَةِ الَّتي توشِكُ أَن تَلِد، حَتَّى إِذا وَضَعَت وَلَدَها ابتَلَعَه” (رؤ 12: 1-3).
كلمات سفر الرؤيا عن العذراء مريم، صورة الكنيسة: ممجدة، مكرمة، وفي نفس الوقت تصرخ من الم المخاض، تتالم وتصارع التنين، رمز الشر. تلد المسيح للعالم وها هو التنين ينتظر كي يبتلعه.
مشهد درامي مركب، معقد ومحير في اوقات كثيرة، تضاد وهذا ما اثر في، مريم هي انا وانت. من ناحية نختبر مجد، فرح، ابناء الله، كرامة، حرية، وفداء، ومن ناحية يسطو علينا في اوقات كثيرة الم، صراع، شر، خيانة، خطيئة اخر تسقط علينا….
نعم سفر الرؤيا يوضح ان الايمان لا يمحو الصعوبات، بل الصعوبات تظهر الايمان، المحنة لا تختفى مع المجد، بل المجد يظهر وسط المحنة، الصليب لا يزول مع القيامة، بل القيامة تأتي من على الصليب.
التدين الطبيعي لا يقتنع بهذا الكلام، يتشكك، ينكر الله ويقول لماذا انا؟ اذا كنت مؤمن، انا اذهب للكنيسة، انا اخدم، اذا لماذا هذا الشر علي؟
مريم صورة الايمان تقول هذا لكي يظهر الايمان. سفر الرؤيا يؤكد لنا: الايمان لا يمحو التنين ولكن ينتصر عليه، المجد يبقى وسط الالم مجدا، والفرح يبقى على الصليب رجاء.
