stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

المطران أوربانتشيك : علينا محاربة الإتجار بالبشر باقتصاد شجاع، والاستثمار في البشر بدلاً من الأرباح

545views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

18 يونيو 2021

كتب : فتحى ميلاد – المكتب الاعلامي الكاثوليكي بمصر .

المطران يانوش أوربانتشيك، بين الرابع عشر والسادس عشر من حزيران يونيو الجاري في المؤتمر الحادي والعشرين للتحالف ضد الاتجار بالبشر، الذي نظمته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والذي عُقد عبر Zoom. تحت عنوان: “مواجهة السؤال: السبب الأساسي للاتجار بالبشر”.

الأسباب الأساسية للاتجار بالبشر وانعكاساته على عالم العمل والاستغلال الجنسي الناجم عنه وأدوات التناقض الممكنة: هذه هي المواضيع التي تناولها المطران يانوش أوربانتشيك، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أربع مداخلات مختلفة، بين الرابع عشر والسادس عشر من حزيران يونيو الجاري، إذ تحدث الأسقف في المؤتمر الحادي والعشرين للتحالف ضد الاتجار بالبشر، الذي نظمته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والذي عُقد عبر الإنترنت عبر منصّة Zoom. وقد حمل اللقاء عنوان: “مواجهة السؤال: السبب الأساسي للاتجار بالبشر”.

وبالتالي قام المطران يانوش أوربانتشيك يوم الاثنين الماضي بتحليل الجذور العميقة للاتجار بالبشر، وحدد عاملين رئيسيين، كلاهما مأساويَّين: الفقر، وما ينتج عنه من بطالة وانعدام الفرص، ونظام اقتصادي يهتمُّ فقط بتحقيق أقصى قدر من الأرباح، التي تخدم جشع القليلين بدلاً من التنمية الكريمة للبشرية جمعاء. وكدليل على ذلك، أشار الأسقف إلى أنه على الرغم من أن ٩٦ في المائة من الدول قد اعتمدت تشريعات لمكافحة الاتجار بالبشر، إلا أنها تستمر في زيادة واستعباد الأشخاص حتى خلال الوباء الحالي. ومن هنا، في خطِّ ما ردده البابا فرنسيس، أدان مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تشويه الرأسمالية النيوليبرالية وتحرير الأسواق بهدف تعظيم الأرباح دون قيود أخلاقية واجتماعية وبيئية، يكون فيها الأشخاص مجرّد أعداد يتمُّ استغلالهم. ولكن خلُص المطران يانوش أوربانتشيك إلى القول إنَّ المطلوب هو اقتصاد يعزز العدالة وليس المصالح الخاصة والحصرية.

في الخامس عشر من حزيران يونيو ركّز مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مداخلته على الرابط بين الاتجار بالبشر وعالم العمل. وقال إن حالة الطوارئ الصحية الناجمة عن فيروس الكورونا قد أثرت بشدة على قطاع التوظيف، وخاصة على الأشخاص الأضعف والأكثر هشاشة والأقل حماية، الذين شهدوا انتهاكات متزايدة لحقوقهم. وقد أدى ذلك إلى زيادة الاتجار، لأنَّ العمال غير الرسميين كانوا أول من رأى سبل عيشهم تتلاشى وبقوا بدون شبكات ضمان اجتماعي، مثل إعانات البطالة والرعاية الصحية. لذلك، وبدافع اليأس، وقع هؤلاء الأشخاص في شبكة الجريمة والاتجار. وأشار الممثل الفاتيكاني في هذا السياق إلى أن الكنيسة الكاثوليكية لم تقف مكتوفة الأيدي، ففي أجزاء مختلفة من العالم، قدّمت الجماعات الكاثوليكية المحلية الملاذ والمساعدة للعديد من هؤلاء الأشخاص، الذين غالبًا ما خدعوا، وتمَّ انتزاعهم من أراضيهم، واستُغِلوا وهُجروا. ولم يعُد بإمكانهم أن يعودوا إلى بلدانهم بسبب غياب الوثائق أو بسبب الحظر. لكن هذا كلّه لا يكفي، كما أوضح المطران يانوش أوربانتشيك، لأن الوباء لم يكن لديه تأثير فوري على الاقتصاد والمجتمع فحسب، وإنما أيضًا تأثير طويل الأجل، سيؤدي مع مرور الوقت إلى تفاقم الأسباب الجذرية للاتجار بالبشر. في الواقع، ووفقًا للبنك الدولي، تشير التقديرات إلى أن انتشار فيروس الكورونا قد دفع من ٨٨ إلى ١١٥ مليون شخص إضافي إلى الفقر المدقع في عام ٢٠٢٠، مع معدّل إجمالي سيرتفع إلى ١٥٠ مليونًا في عام ٢٠٢١. ولهذا، حث مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على تذكر أن لكل شخص الحق في الحصول على الوسائل اللازمة له ولعائلته: وهو هدف لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تعزيز السياسات القادرة على ضمان العمل للجميع في احترام حقوق الإنسان، لكي يتمَّ تقدير كرامة الأشخاص والاعتراف بهم على الصعيد الاجتماعي.

كذلك في الخامس عشر من حزيران يونيو حلل المطران يانوش أوربانتشيك ظاهرة مأساويّة أخرى مرتبطة بظاهرة الاتجار بالبشر، وهي الاستغلال الجنسي، آفة حقيقية تحصد ضحايا يوميًّا في جميع أنحاء العالم، والتي لا يمكننا أن نؤجِّل أكثر الإجراءات القادرة على القضاء عليها. وأوضح الأسقف، في هذا السياق أن هناك في جذورها ثقافة تحطُّ من قدر جسد الآخر وتحوِّله إلى شيء يمكن استخدامه وتنكر الكرامة البشرية للأشخاص الذين تعتبرهم دون المستوى، كذلك أيضًا من خلال لغة تهين الأشخاص، وتشوش المواقف، وتقلل من المشكلة، وتثير طلبًا يغذي سلسلة إجرامية اقتصادية. فكيف يمكننا إذًا أن نحُد هذه اللا-ثقافة”؟ وفي هذا السياق حدد مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مسارين محتملين: من جهة تعزيز ثقافة الاحترام والكرامة ترافقها توعية وتنشئة دائمتين؛ ومن جهة أخرى قانون تشريع يزداد صرامة لقمع الاستغلال الجنسي وتعزيز أدوات الحماية التي يمكنها أن تدعم الضحايا. في هذا السياق، يصبح مركزيًا أيضًا التحكم في المعاملات النقدية لأنه بفضل براعة الجريمة وقوتها الاقتصادية والمالية، شمل الاتجار بالبشر أيضًا عالم الإنترنت. وأشار المطران يانوش أوربانتشيك إلى ضرورة العمل بشكل مُلِحٍّ في هذا المجال، لكي يعزز الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي كرامة الإنسان ولا تصبح وسيلة تغذي انتهاك حقوق الإنسان. وذكَّر المطران يانوش أوربانتشيك في هذه الحالة أيضاً بالتزام الكنيسة الكاثوليكية الطويل في حماية ضحايا الاستغلال الجنسي وفي تعليم الأشخاص أيضًا لكي يتمَّ تخطي الأفكار النمطية المُنتشرة في المجتمع. وخلص مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى القول إنها نقط صغيرة في محيط ولكن يمكنها أن تشكّل أمثلة صالحة يمكن تطبيقها بفضل الإرادة الصالحة للمؤسسات والمجتمع المدن، لكي تصبح هكذا محاربة الطلب الذي يغذي الاتجار بالبشر أكثر فعالية.

وأمس وفي الجلسة الختامية للمؤتمر أشار المطران يانوش أوربانتشيك كأداة تباين يتمُّ تنفيذها بشكل مُلِحّ إلى الشجاعة والإرادة لتغيير عيوب نظامنا الاقتصادي، وتجديد القوانين والأدوات القادرة على الحصول على رؤية أوسع، والاستثمار أكثر من أي وقت مضى في الأشخاص وليس في الأرباح والحدّ من تركيز القوة والثروة في أيدي القليلين، وتعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف الذي يمنع العنف والصراعات.