المطران يوركوفيتش : التغيير المناخي هو مشكلة عالميّة ونحن بحاجة لخطّة مُشتركة
نقلا عن الفاتيكان نيوز
11 يوليو 2020
إنَّ التغيير المناخي هو مشكلة عالمية وهناك حاجة إلى خطة مشتركة لمواجهته: هذا ما أكّده مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش في مداخلة له أمام المشاركين في أعمال الدورة الرابعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان والتي افتتحت يوم الثلاثاء الماضي في جنيف.
تمحورت مداخلة المطران يوركوفيتش بشكل خاص حول المسألة المناخيّة، وقال إزاء معاناة الأشخاص الأشدَّ فقرًا واستغلال بيتنا المشترك لم تعد العائلة البشرية قادرة على الوقوف والمراقبة بلامبالاة. وبالتالي وإذ ذكّر بكلمات البابا فرنسيس في رسالته العامة “كُن مسبّحًا” حول العناية بالبيت المشترك قال مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة إنَّ المناخ هو خير مشترك للجميع ومن أجل الجميع. وعلى الصعيد العالمي، يشكّل نظامًا معقدًا يتعلّق بالعديد من الظروف الأساسية للحياة البشرية. يُعتبر التغيير المناخي مشكلة عالمية ذات آثار بيئية واجتماعية واقتصادية وتوزيعية وسياسية خطيرة، ويشكل أحد التحديات الحالية الرئيسية للبشرية، والترابط يجبرنا على التفكير في عالم واحد، ومشروع مشترك.
تابع مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة مؤّكدًا أنَّه لا يمكن لأي دولة، أو أي ممثل خاص، أو أية منظمة دولية أن تنجح بالعمل وحدها، لأن تعاون الجميع والتزامهم هما أساسيّان. وذكّر المطران يوركوفيتش في هذا السياق أنّه في هذه المرحلة الصعبة التي سببها وباء فيروس الكورونا، نحن مدعوون لكي نعتني ببعضنا البعض، ليس لكي نعزل أنفسنا في الأنانية، وإنما لكي نعزز الحياة البشرية لتقديم وندافع عنها لكي نقدّم للجميع المساعدة الطبية المناسبة، ونعزز التضامن ونحارب ثقافة الإقصاء. من هنا جاء نداء مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة من أجل تضامن عالمي جديد لكي يتمكّن الجميع من التعاون كأدوات لله من أجل العناية بالخليقة، كلُّ فرد من خلال ثقافته وخبرته، ومبادراته وقدراته.
وبالتالي، هناك ثلاثة مبادئ يجب بموجبها تنفيذ التعاون الدولي من أجل حماية البيئة على المستوى العالمي: والمبدأ الأوّل الذي أشار إليه رئيس الأساقفة يوركوفيتش هو الاعتراف بأن التغيير المناخي هو قلق مشترك للبشرية بأسرها، ويتطلّب تعاونًا أوسع لصالح الأجيال الحالية والمستقبلة. أما المبدأ الثاني فيتعلق بالدول التي لديها مسؤوليات مشتركة، ولكنها تختلف بحسب قدرات كل منها. وأخيرًا، المبدأ الثالث وهو تعزيز القناعة بأننا عائلة بشرية واحدة. وشرح مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة في هذا السياق أنّه عندما نواجه القضايا العالمية، يجب ألا تكون هناك حدود أو حواجز سياسية أو اجتماعية يمكننا أن نختبئ وراءها، كذلك لا يجب أن تكون هناك فسحة لعولمة اللامبالاة.
ووجه المطران يوركوفيتش نداء في هذا السياق قال فيه نحن نواجه تحدِّ حضارة لصالح الخير العام، الذي يتطلب تغييرًا لوجهة النظر إزاء الوجه الإنساني لحالات الطوارئ المناخية. وخلص مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف إلى القول إن التضامن ليس خيارًا وإنما هو مسألة عدالة أساسيّة.