المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة – الأب وليم سيدهم
المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة
يبدو أن المرنم عانى كثيرًا من معاشرته لأناس منافقين والمنافقون موجودون في كل وقت وفي كل مكان يكفي أن تدخل معبدًا أو كنيسة سترى أن إلى جانب المؤمنين الصامتين القابضين على الجمر، آخرين يدّعوا الإيمان ويمارسون طقوسه ولكن أفعالهم تفضحهم، فهم لا يخافون الله ولكن يخافون من رجال الدين. وهم لا يقولون الحقيقة ولكنهم يقولون ما يُرضي من يصغي إليهم وهم لهم لسانان، لسان يماليء السلطة وآخر يماليء العامة.
إن سلوكهم يستفز المؤمنين الحقيقين لأنهم يشوشون عليهم. فبينما عباد الله الحقيقيين يمتهنون الصدق يفاجئون بالأكاذيب، وبينما هم يدعون إلى السلام يقوم المنافقون ببذر الشقاق والفتن. ويتحير المؤمن ويتسائل عن سبب هذا النفاق.
ولا يجد جوابًا إلا سطحية المنافق وعدم استيعابه لمتطلبات الإيمان الحقيقي فهو جُل ما يريده أن ترضى الناس عنه ولا يهمه رضى الله. الله بالنسبة له مجرد قوة غشيمة غامضة يعبر عنها أصحاب السلطة والوجاهة لذا يغبط المرنم الذين لا يسلكون لطريق المنافقين.
ويُعلي من شأنهم فيراهن “فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ” (مزمور 1 : 3) ليس كذلك المنافقون، إذ أردنا أن نغلق أحد أبواب الشر التى تدق على أذننا فتطرشها، علينا أن نبتعد عن ذى اللسانين وعن المنافقين، لأنهم يلوثون براءتنا ويؤخرون نمونا الروحى والإجتماعي.
لنبعد عن مجالس السوء ونصلي لأجل المنافقين وندعو لهم بالتوبة ولكن نبتعد عن مسامراتهم المليئة بالكذب والمغالطات، لأنها تشوش أفكارنا وتنزع منّا سلامنا.
إن البعد عن هؤلاء ليس هروبًا من مسئولياتنا نحوهم ولكن هو إتقاء لشرهم، وإذا أردنا أن نغير فيهم شيئًا، فليكن لدينا القوة الكافية والمتعة حتى لايحدث ما لاتحمد عقباه، فنصير مثلهم عوضًا أن يصيروا مثلنا معتصمين بالله مخلصنا وساهرين على حراسة عقولنا وقلوبنا من التلف وهكذا ننجح في كل ما نسعى إليه