stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

المعرفة تنفخ صاحبها من الكبرياء – الأب وليم سيدهم

466views

حينما تصبح المعرفة سبب عثرة للمؤمن، وبالتالي سببًا في إحتقار الله، فإننا نكون قد خرجنا عن منطق الايمان. فعلى مرّ التاريخ، وجدنا دائمًا أشخاصًا رفضوا أن يمتثلوا إلى منطق الايمان واكتفوا بمنطق التلاعب بالألفاظ، أو منطق الاكتفاء الذاتي بما حصدوه من معارف وقراءات في كل أنواع المعرفة، معرفة الفلك والطب والفلسفة والهندسة وغيرها من المعارف يصبح صاحبها ضحية معرفته هذه.

وفي عصر القديس بولس، كانت المهارات الفلسفية وعلماء السفسطة  الذين اتقنوا فنون الكذب والتلاعب بحقوق الناس. وأشهر هؤلاء هو السفسطائي جورجياس وهو يوناني في الأصل.

ولعل ما يحدث في عصرنا على أيد رجال القانون والمحامين هو أقرب إلى ذلك، حيث يستخدم المحامون للدفاع عن موكليهم حججًا أقرب إلى السفسطة وقوة الاقناع لتبرئة القتلة وكبار الموظفين وكل من يدفع لهم أكثر. فلم يعُد المحامي من هو يدافع عن تطبيق القانون، بل هو من يعرف الأكثر في التلاعب بالألفاظ.

وجدير بالذكر أن هناك نظريات كثيرة تتحدث عن ما يُسمى بالعرفان وهي تتلخص في أن الإنسان يمكنه الخلاص بفضل وصوله في المعرفة إلى درجات مرتفعة تمنحه القدرة على التواصل مع الكون ومع الموجودات.

أما معرفة الكتاب المقدس فإنها لا تقتصر على إكتساب المعارف من الكتاب المقدس فقط، بل هي قدرة المؤمن على تطبيق المعاني والرسائل والمشيئة الإلهية التي تعبر عنها نصوص الكتاب المقدس.

ومثلنا في هذا المجال الشاب الغني الذي قال ليسوع أنه حفظ كل الوصايا منذ زمن طويل وعندما طلب منه المسيح أن ينفذ أحد هذه الوصايا، مضى حزينًا لأنه كان ذا مال كثير، بالطبع أراد يسوع أن يحرره من عبادة المال حيث لا يمكن للإنسان أن يعبد ربين الله والمال، ولكن الشاب الغني فضل الغنى على محبة الله.

إن حياتنا تكتسب معناها العميق والحقيقي حينما تصبج معرفة الله اسلوبًا في الحياة وليست مجرد تخزين للمعلومات عن الله في عقولنا.

يارب، لقد عرفت بأن تعثر دربي فجئت أليّ تقود خطايا.