الموانع على وجه خاص2- مانع العجز – الأب د./ أيوب زكي
الأعضاء التناسلية في الرجل والمرأة
تعتبر عناصر الأعضاء التناسلية في الرجل ستة ألا وهي: الخصيتان والبربخ والقناتان والنقلتان والحويصلتان المنويتان والبروستاتا والقضيب، ولكل من هذه الأعضاء وظيفة هامة في الإيلاد وتقرير العجز. وللمرأة أعضاء تناسلية، منها ما هو خفي كالمبيضين والرحم والمهبل، ومنها ما هو ظاهر كالفرج والبظر والشفرين وغشاء البكارة وفتحة مجرى البول.
التناسل:
يحصل التناسل عن طريق اتحاد الرجل والمرأة جنسياً وذلك بواسطة الأعضاء التناسلية التي ذكرناها، وهذا ما يطلق عليه عملية الجماع وعنه يصدر الحمل بفعلين متميزين، البشري والطبيعي: ويعتبر الرجل، في الفعل البشري، عنصراً فعالاً لدخول مهبل المرأة، وهي تعتبر عنصراً انفعالياً لقبولها السائل المنوي في مهبلها، أما ما يتبع ذلك أو يسبقه، فهو يعتبر من عمل الطبيعة، وهنا يكمن سر التناسل. مما سبق ذكره، نشير إلى أن الأعضاء التناسلية لدى الرجل التي تقوم بالفعل البشري هي الخصيتان المفرزتان زرعاً، والقضيب الذي يهرق بواسطة القناتين الناقلتين هذا الزرع في مهبل المرأة، ومن جهة هذه- أي المرأة- هو المهبل القابل عضو الرجل. أما أعضاء المرأة الأخرى فهي من أعضاء الفعل الطبيعي.
الجماع:
إن الجماع هو فعل بواسطته يهرق الرجل بطريقة طبيعية، زرعاً في مهبل المرأة، ولكي يتحقق ذلك لابد من عدة أمور:
* إهراق الزرع
* إهراق الزرع في المهبل لا خارجاً عنه.
* إهراق الزرع بصورة طبيعية أي بواسطة القضيب المنتصب داخل المهبل.إن الجماع الأول يمزق غشاء البكارة ما لم يكن الغشاء من النوع المرن، وتعتبر سلامة غشاء البكارة برهاناً قوياً على عدم اكتمال الزواج. ما لم تثبت مرونته، كما يعتبر عاجزاً الرجل الذي لم يتمكن من تمزيقه.
العجـــز:
يقرر القانون 801- البند1: “العجز السابق والدائم عن المجامعة، سواء كان من طرف الرجل أو من طرف المرأة، مطلقاً كان أو نسبياً، يبطل بطبيعته الزواج”.إن المقصود بالعجز هو عدم القدرة على الجماع سواء كان من طرف الرجل أو من طرف المرأة. وترجع أسباب العجز، لدى الرجل أو المرأة، إلى أسباب مختلفة، منها ما هو طبيعي أو نفسي. ونستطيع تقسيم العجز إلى ما يلي:
· عحز مؤقت وهو الذي يزول مع مرور الوقت مثلاً عن طريق عملية جراحية.
· عجز مؤبد وهو الذي يستحيل شفاؤه.
· عجز سابق وهو الذي ينشأ قبل الزواج.
· عجز مطلق وهو الذي يسببه لا يستطيع الشخص أن يقوم بعملية الجماع مع هذا أو ذاك بسبب تركيب خاص في الأعضاء التناسلية أو بسبب عامل نفساني.
· عجز معروف وهو الذي أطلع عليه الطرف الآخر، وعجز مجهول وهو الذي لم يُطلع عليه الطرف الآخر.
وهناك معايير للعجز:
أ-أن يكون العجز سابقاً للاحتفال بالزواج، أي أن يكون الشخص، ساعة الاحتفال، عاجزاً عن إتمام العملية الجنسية مع زوجه.
ب- أن يكون العجز لحظة الاحتفال بالزواج غير قابل للشفاء، أي عجز دائم.
ج-أن يكون العجز مطلقاً أو نسبياً…
إذا تحققت كل هذه المعايير، يكون المانع أكيداً، وبالتالي لا يحتفل بالزواج صحيحاً.
الشك في وجود المانع:
يقرر القانون 801- البند2: “إذا كان العجز مشكوكاً فيه، سواء كان الشك من حيث الشرع أو من حيث الواقع، فلا يمنع الزواج، ولا يعلن بطلانه مادام الشك قائماً”.يجب أن يكون العجز أكيداً، أما إذا كان هناك شك في وجود العجز ساعة الاحتفال بالزواج، فلا يمكن أن يمنع سواء كان هذا الشك في الشرع أو في الواقع، كما أنه لا يمكن أن نحكم بأن الزواج باطل مادام الشك قائماً.
العقم:
يقرر القانون 801 البند 3: “العقم لا يحرّم الزواج ولا يُبطله مع سريان القانون 821”.يُعتبر العقم، في الرجل أو المرأة، عيباً ثابتاً، طبيعياً أو عارضاً، يحول دون بلوغ الجماع هدفه أي الإنجاب. ولا يحول العقم الاحتفال بالزواج على وجه صحيح، حتى وإن كان مؤبداً أو غير قابل للشفاء.ولكن إذا حدث ولم يطلع الشخص الطرف الآخر بأنه عقيم وغير مُنجب، وذلك عندما يسأله عن ذلك، ففي هذه الحالة يحدث نوع من الخدعة، وبالتالي يكون الزواج باطلاً، لهذا يحدد المشرّع في القانون 821: “يحتفل بالزواج على وجه غير صحيح من وقع في خدعة دُبّرت له النيل رضاه، متعلقة بإحدى صفات الطرف الآخر التي قد تنغص بطبيعتها شركة الزوجية على نحو خطير
طبيعة مانع العجز:
إن مانع العجز هو مانع طبيعي وبالتالي لا يُفسح فيه أبداً.سؤال: هل يتعارض مانع العجز الجنسي وإنجاب طفل؟قد يعتقد البعض إن إنجاب طفل معناه استيفاء جميع عناصر اكتمال الزواج، ولكنّا نقول إنه قد تحصل ولادة طفل رغم وجود مانع العجز، وهذا يحدث عندما يكون الشخص مصاباً بالعِِنّه- أو لا انتصاب القضيب. ويستطيع الرجل العنين (مصاب بالعنة) أن ينجب طفلاً بواسطة انتصاب جزئي وإدخال جزئي في فتحة المهبل وإهراق الزرع. هذا وقد حكمت محكمة الروتا المقدسة ببطلان مثل هذا الزواج رغم ولادة طفل.
عن مجلة صديق الكاهن /عدد1/1996