النازحون الداخليون موضوع كتاب للدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة
نقلا عن الفاتيكان نيوز
7 مايو 2020
أصدر قسم المهاجرين واللاجئين في الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة كتابا يتمحور حول النازحين الداخليين وضرورة الاهتمام بهم. وإلى موقع فاتيكان نيوز تحدث معد الكتاب الأب فابيو باجو.
رسالة الكنيسة الجامعة التي تواصل مد نظرها نحو الضواحي الجغرافية والوجودية حيث تعيش عائلات بكاملها في فقر تام محرومة من كل شيء، من الحقوق الأساسية والكرامة. من هنا ينطلق كتاب أصدره قسم المهاجرين واللاجئين في الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة بعنوان “توجيهات رعوية حول النازحين الداخليين” تم تقديمه في 4 أيار مايو الجاري. ويقدم هذا الإصدار مقترحات وخطوطا توجيهية من أجل استقبالٍ وحماية وتعزيز ودمج، لا بالكلمات بل بأفعال ملموسة ومنسقة، لمن يفرون من الحروب والصراعات الاثنية والجوع والتغيرات المناخية فيتركون بيوتهم نحو أماكن أخرى في بلدانهم تطلعا إلى ضمان مستقبل لأبنائهم.
وحول هذا الكتاب أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الأب فابيو باجو وكيل قسم المهاجرين واللاجئين والذي أعد هذا الكتاب مستجيبا لتحدٍ أطلقه قداسة البابا فرنسيس. وقال في بداية حديثه إن الأب الأقدس كان قد أراد افتتاح عام 2020 بالكلمة التي وجهها إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي مشيرا بشكل مباشر إلى النازحين الداخليين، وذلك باعتبار هذا موضوعا يتطلب الاهتمام كأولوية من وجهة النظر الرعوية، ويتجاوز الجوانب السياسة حيث يتعلق بالمحبة والخدمات التي تريد الكنيسة دائما تقديمها لجميع مَن يسكنون ضواحي العالم وضواحي مجتمعاتنا. وتابع أن البابا فرنسيس أراد لفت الأنظار إلى النازحين الداخليين لأنهم غير مرئيين، فهم لا يعبرون حدودا دولية بل يبقون في بلدانهم ولا تُعرف أماكنهم ويعانون من الضعف بدون أن يسلَّط الضوء عليهم. ومن هذا المنطلق، حسب ما واصل الأب فابيو باجو، أراد قسم المهاجرين واللاجئين في الدائرة الفاتيكانية تقديم تأمل موسع حول النازحين الداخليين وذلك بمشاركة خبراء كاثوليك والمنظمات الدولية الكاثوليكية التي تعمل في هذا المجال وبشكل خاص مجالس الأساقفة في دول مختلفة. وأضاف أن جوهر هذا الكتاب هو تجديد التزام جميع اللاعبين الكاثوليك الأساسيين إزاء مَن يختبرون، ومثل الطفل يسوع في الهرب إلى مصر، مأساة الاضطرار إلى هجر أوطانهم أو أقاليمهم ليجدوا أنفسهم يعيشون في أوضاع ضعف تميز هذا الانتقال.
تطرقت المقابلة بعد ذلك إلى الأفعال الأربعة التي يتحدث عنها الكتاب والتي كان قداسة البابا فرنسيس قد شدد على ضرورة القيام بها وهي الاستقبال، الحماية، التعزيز، والدمج. وتحدث الأب باجو في البداية عن الاستقبال مشيرا إلى أن سنة 2019 قد شهدت 33،4 مليون من النازحين الداخليين الجدد في 145 بلدا. وقد أجبرت الحروب أكثر من 8،5 مليون شخص على النزوح بينما أسفر 1900 من الكوارث عن نزوح حوالي 25 مليون شخص في 140 بلدا. وفي حديثه عن الحماية قال إنه لا توجد مع الأسف وسائل حماية دولية بل هو أمر متروك للدول المفردة، ودعا في هذا السياق إلى بذل المزيد من الجهود من أجل حماية كرامة وحقوق هؤلاء الأشخاص. ثم انتقل الأب باجو إلى الفعل الثالث، التعزيز، فشدد على ضرورة إشراك هؤلاء الأخوة والأخوات في مسيرات التنمية واعتبارهم موارد لا مصاعب أو مشاكل. وأخيرا وفي حديثه عن آخر الأفعال الأربعة، أي الدمج، أكد أنه يجب تجاوز عقبات التنافس والتمييز والاعتراف بأننا جميعا أعضاء في البشرية ذاتها التي أرادها الله.
وفي ختام المقابلة التي أجراها معه موقع فاتيكان نيوز تحدث الأب فابيو باجو وكيل قسم المهاجرين واللاجئين في الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة عن التوجيهات التي يتضمنها الكتاب مشيرا إلى الحاجة إلى التعامل مع حالات طوارئ، مثل اكتظاظ أماكن الاستقبال وحالات الإقصاء التي يتعرض لها كثيرون من النازحين، هذا إلى جانب ضرورة الاهتمام بالتعليم والعلاج وتوفير الغذاء في حال مخيمات اللاجئين. كما وذكَّر بدعوة البابا فرنسيس إلى عدم نسيان مَن يعيشون الوضع الحالي بسبب الوباء في ظروف أسوأ من غيرهم، مَن يسكنون الضواحي الوجودية.