stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

النُّورُ يَشرِقُ في الظُّلُمات ولَم تُدرِكْه الظُّلُمات – بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013‏

749views

بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013‏
عظة بتاريخ 07/ 04/ 2012‏
النُّورُ يَشرِقُ في الظُّلُمات ولَم تُدرِكْه الظُّلُمات – يو 1: 5‏‎

 

في احتفال العشيّة الفصحيّة، ومن خلال قراءة رواية الخلق، تستمع ‏الكنيسة بشكل خاصّ إلى الجملة الأولى: “قال الله: ليكن نور!” (تك 1 :3) ‏تبدأ رواية الخلق، بطريقة رمزيّة ، بخلق النور… حقيقة أنّ الله خلقَ النور ‏تعني أنّ الله خلق العالم كمكان معرفة وحقيقة، مكان لقاء وحرّيّة، مكان ‏خير ومحبّة. مادّة العالم الأوّليّة هي طيّبة، الكائن ذاته هو طيّب. والشرّ لا ‏يأتي من الكائن الذي خلقه الله ، بل موجود فقط بحُكم النّفي؛ إنّه الـ”لا‎”. ‎وفي عيد الفصح، في صباح اليوم الأوّل من الأسبوع، قال الله من جديد : ‏‏”ليكن نور!”. قبل ذلك كانت هناك ليلة جبل الزيتون، والكسوف الشمسي ‏لألم وموت الرّب يسوع (راجع مت 27: 45)، ليلة القبر. لكن من الآن ‏فصاعدًا، إنّه مجدَّدًا اليوم الأولحيث تبدأ الخليقة متجددّة كلّيًّا. “قال الله ليكن ‏نور وكان نور”. قام الرّب يسوع من القبر. فالحياة أقوى من الموت؛ ‏والخير أقوى من الشرّ؛ والمحبّة أقوى من الكراهية ؛ والحقيقة أقوى من ‏الكذب. لقد تبدّد ظلام الأيّام التي مرّت لمّا قام الرّب يسوع من القبر ‏وأصبح، هو نفسه، نور الله النقيّ‎. ‎مع ذلك، فهذا لا يشير إليه فقط أو إلى ‏ظلمة تلك الأيّام. إنّ النور نفسه، مع قيامة الرّب يسوع، قد خُلِقَ بطريقة ‏جديدة. إنّه يجذبنا جميعًا وراءه في حياة القيامة الجديدة ويغلب كلّ شكل من ‏أشكال الظلمة. إنّه يوم الله الجديد، وهو لنا جميعًا. لكن كيف يمكن أن ‏يحدث هذا؟ كيف يمكن أن يصل إلينا كلّ هذا حتّى لا يبقى مجرّد كلام، بل ‏يصبح واقعًا نشارك فيه؟ من خلال سرّ المعموديّة ومهمّة الإيمان، بنى ‏الربّ جسرًا لنا، يأتي إلينا من خلاله اليوم الجديد. في المعموديّة، يقول ‏الربّ لمن يقبله… “ليكن نور”. اليوم الجديد، يوم الحياة غير القابلة للفناء، ‏يأتي أيضًا إلينا. يأخذك الرّب يسوع المسيح بيدك. من الآن فصاعدًا، سيتمّ ‏سندك بواسطته وسوف تدخل في النور وفي الحياة الحقيقيّة