stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الويل لكم أيها الفريسيون – الأب وليم سيدهم

3.6kviews

الويل لكم أيها الفريسيون

شتان الفرق بين ما قاله القديس بولس بعد إرتداده من الفريسية إلى المسيحية وبين ما يقوله يسوع ‏بحزن شديد للفريسيين اللذين كانوا يعانون من إنفصام في حياتهم إذ كانوا يقولون شيء ويفعلون ‏عكسه.‏

“الويل الويل لكم أيها الفريسيون” لماذا الويل؟ يعدد يسوع الأسباب الأساسية لهذه الإنذارات بالويلات، ‏أولها:‏
‏-‏ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، ‏وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. ‏‏(إنجيل متى 23: 23)‏

‏-‏ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ ‏جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. (إنجيل متى 23: 27)‏

‏-‏ ‏”وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي ‏الأَسْوَاقِ.” (لو 11: 43)‏

هناك أوصاف أخرى للفريسيين حذر فيها تلاميذه منها: “وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا، وَتَحَرَّزُوا مِنْ ‏خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ».” (مت 16: 6) وأيضًا “قَائِلًا: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ ‏وَالْفَرِّيسِيُّونَ،3 فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، ‏لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.” (مت 23: 2- 3) وهناك الكثير من المشاهد التي ينتقد فيها الكتبة ‏والفريسيين.‏

إن الشفافية التي بها عامل ومازال يعامل يسوع الفريسيين في الماضي والحاضر لا يمكن بأى حال ‏من الأحوال تجاهلها، فيسوع المسيح لم يجامل أحدًا على حساب رسالته التي تسلمها من الآب: رسالة ‏الخلاص لكل إنسان ، وحينما سُلم ظلمًا إلى بيلاطس البنطي دافع عن نفسه في حدود اللياقة ولخص ‏مجمل رسالته “36 أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، ‏لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». فَقَالَ لَهُ ‏بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ ‏إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي».(يوحنا 18: 36- 37)‏
حينما يُحذر المسيح الفريسيين والكتبة فإنه يذكرهم بواجبهم الأول وهو أن لا يشككوا الرعية التي ‏أئتمنهم الله عليها ولا يرضوا لأنفسهم ما يحرمونه على رعيتهم.‏

ولقد كان يسوع عنيفًا جدًا مع الفريسيين حينما صرّح بالويل لمن يشكك هؤلاء الأطفال الصغار “خَيْرٌ ‏لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحىً وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ، مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ.” (لو 17: 2) ‏
إلا أننا يجب أن نفهم أن هذا التهديد المقصود منه أن يساعد المخطئين والخطأة على عدم الإستمرار في ‏غيهم، فلو أنهم ابتعدوا عن الشكوك فإن شيئًا من ذلك لن يحدث.‏

لا يُمكن أن يعرف الإنسان أنه توجد حفرة عميقة أمامه وأنه أُنذر بأن يأخذ حذره حتى لا يقع ورغم ‏ذلك يصمم على الوقوع في الحفرة.‏

فإن وقع في الحفرة فلا يلوم إلا نفسه ولا يمكن المساواة بين الخطايا المتعمدة مع سبق الإصرار وبين ‏الخطايا النابعة عن جهل.‏

إن نور الشمس معطى نعمة لجميع الناس ولكن أن يغلق إنسان ما شباك حجرته ليمنع النور من الدخول ‏فلا يلومن إلا نفسه إذا إختار الظلمة على النور.‏

فهل نستطيع أن نميز بين إختياراتنا اليومية؟ ويل لنا إن لم نميز. ‏