بالأمس كنتم ظلامًا وأنتم اليوم نور في الرب – الأب وليم سيدهم
ما الذي حدث بين الأمس واليوم؟ بالأمس كنت ظلامًا، ما معنى كنتم ظلامًا؟ أن يكون المرء ظلامًا يعني أنه لا يمكن الإعتماد عليه في السير إلى الأمام، لأنه يشبه الليل البهيم حيث لا يمكن أن يرى الناس خليقة الله، وجمال الطبيعة، بل يصبح كالستارة السوداء التي تحجب كل أفق وكل بصيص من الأمل.
البذاءة والسخافة والمجون والزنى والدعارة والطمع، كل هذه خيوط ينسج منها الثوب الأسود الذي يحجب الأفق أمام ابناء الله. ونحن هكذا يشبهنا القديس بولس في رسالته إلى أهل أفسس “لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً” (أف 5: 😎. أما إذا أردنا أن نكون نورًا للآخرين فأفعالنا هي أفعال أبناء النور، المحبة والغفران والثقة والسلام والحنان والرافة، هذا هو النور الذي يبحث عنه الناس الأسوياء.
إن الظلام هو الشر المستطير الذي يمثله كل من يقوم بالأفعال الظلامية نحن ننتقل من أعمدة ظلام تحجب الضوء عن الطريق الصحيح لأبناء الله، ونمجد هذا الطريق المليء بالشوك والحجارة والذي لا يمكن أن تنمو فيه كلمة الله بل يترعرع فيه اعداء الله كما يترعرع الزؤان في وسط حقل القمح.
أما النور الذي يحل محل الظلام فهو استعادة صورة الله لدى الإنسان الذي آمن بأن المسيح القائم من بين الأموات أصبح حجر الزاوية في حياته الجديدة والمتجددة، إستعادة الدور الايجابي للإنسان المؤمن هو خلع الثوب العتيق الظلامي وإرتداء ثوب القيامة وثوب الحياة الجديدة لإطلاق طاقات النور الذي يتسرب منه إلى الخارج لتغيير الطريق لبقية البشر.
بالأمس كنا ظلامًا وأما اليوم فنحن بنعمة المسيح، أصبحنا نورًا.