“أيها الحمل الحقيقي الذي لله الآب؛ الذي قام من بين الأموات في اليوم الثالث. سهل أدامنا إلى سبيل السلامة؛ احفظنا من كل شر جميع أيام حياتنا أنعم لنا بغفران خطايانا…” (من قداس الطقس القبطي).
إنها حقًا لنعمة القيامة أن يسهل المسيح أقدامنا إلى سبيل السلامة. ألم تسمع بولس الرسول يقول لأهل كورنثوس “إن كان المسيح لم يقم فإيمانكم باطل وأنتم بعد في خطاياكم”.
لقد كفر المسيح عن خطايانا بعذاباته وآلامه. ومنحنا كنز نعمه بقيامته المجيدة وها نحن الآن نتمكن من السير بسهولة في طريق السلامة أي في الطريق البعيدة عن الخطيئة لأن المسيح مثالنا وحياتنا قد قام من بين الأموات ليحيا إلى الأبد ويكون منبع حياة لنا.
وكأن القيامة قد جلت ما اكتسبه المسيح المسيح من استحقاق في آلامه وموته. ولذا فبفضل القيامة تغفر لنا خطايانا وبفضل القيامة تمطر علينا نعم الأب بواسطة الذبيحة الإلهية والأسرار السبعة. وبفضل القيامة نعطي النعمة الكافية في حياتنا ليس فقط لنحفظ أنفسنا من الخطيئة والشر ولكن لنتقدم في سبيل السلامة والخير وننمو في القداسة. ولقد بدأ المسيح بمحو الصك الذي كان يقضي علينا بالهلاك الأبدي بعد خطيئة آدم أبينا وبعد خطايانا الشخصية وسمر هذا الصك في الصليب.
وبعد ذلك أحيانا المسيح معه في قيامته. ولذا أعلن لنا بولس الرسول أننا مدفونون معه في المعمودية التي فيها أيضًا أقمنا معه بإيماننا بعمل الله الذي أقام المسيح من بين الأموات. “وحين كنتم أمواتًا في الذلات وفي قلف أجسامكم أحياكم معه مسامحًا لكم بجميع الزلات” (كولو 12:2و13).
فلا عجب أن تكون القيامة أكبر عيد لدينا وعيد النصر. وقد انتصر المسيح على الموت والخطيئة “قد ابتلع الموت في الغلبة فأين غلبتك أيها الموت وأين شوكتك أيها الموت” (أولى كور 55:15).
ونحن نتحد مع المسيح في موته وقيامته منذ عمادنا. وقد علمنا من بولس الرسول أننا في سر العماد نموت مع المسيح ونحيا معه. نحيا حياة روحية إلهية لا يجوز لنا بعدها أن نميت أنفسنا بارتكاب الخطيئة ولذا جاء سر العماد الباب الذي يدخلنا إلى جنة النعيم الإلهية لأنه السر الذي يشركنا في قيامة المسيح بعدما أشركنا في موته ودفنه. (وكان طالبو العماد قديمًا ينزلون في الماء حتى يغطيهم تمامًا ثم يخرجون منه رمزًا إلى قيامتهم من الموت بعد دفنهم مع المسيح).
فالقيامة هي رمز الحياة الصالحة والبعيدة عن كل خطيئة، ورمز قيامتنا وحياتنا الأبدية في السماء لأن المسيح بعدما قام من الأموات لن يموت بعد إلى الأبد. وبما أن الميح مثالنا في جميع هذه الأسرار فقيامته تؤكد لنا قيامتنا ودوام غبطتنا السماوية إذا خلصنا.
وقد شرح لنا هذه الحقائق بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية قائلاً: “لأنا إذا كنا قد غرسنا معه على شبه موته فنكون على شبه قيامته أيضًا فإننا نعلم أن إنساننا العتيق قد صلب معه لكي يتلف جسم الخطيئة حتى لا نعود نستعبد للخطيئة. لأن الذي مات قد تبرأ من الخطيئة. فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أنا سنحيا أيضًا معه إذ نعلم أن المسيح من بعد أن أقيم من بين الأموات لا يموت أيضًا. لا يسود عليه الموت من بعد. لأنه من حيث أنه مات فقد مات للخطيئة مرة وأما من حيث أنه يحيا فيحيا لله فكذلك أنتم أيضًا احسبوا أنفكم أمواتًا للخطيئة أحياء لله بربنا يسوع المسيح إذا لا تملك الخطيئة في جسدكم المائت حتى تطيعوا شهواته، ولا تجعلوا أعضاءكم سلاح إثم للخطيئة بل اجعلوا أنفسكم لله كالذين هم أحياء من الأموات” (رومية 5:6 إلى 13).
فلنفرح إذًا مع المسيح المنتصر وليكن فرحنا عظيمًا! ولكن برهان قيامتنا مع المسيح (إن لم تكن قيامة كاذبة) يكون في اجتنابنا كل شر وكل خطيئة لأن من قام من موت الشر لن يعود إليه بل يحيا إلى الأبد وتكون حياته مع المسيح في الله “فإنكم متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله. ومتى ظهر المسيح الذي هو حياتنا فأنتم أيضًا تظهرون حينئذ معه في المجد”.
الأب روفائيل خزام اليسوعي
عن مجلة صديق الكاهن