بطريركية الاسكندرية للأرمن الكاثوليك – صوت الراعي – تأملات مريمية إستعداداً لعيد انتقال العذراء مريـم إلى السماء ( اغسطس / آب ٢٠٢٠ )
” لا أفهم مريـم العذراء من غير يسوع “
اليوم الثاني :
تكريم مريم :
من الكتاب المقدّس نقرأ : ” كلّك جميلةٌ يا حبيبتي ولا عيب فيكِ ” (نشيد الأناشيد ٤ : ٧) ، ” لأنه نظر إلى أمَتِهِ الوضيعة . سوفَ تُهَنِّئُني بعد اليوم جميعُ الأجيال ، لأنَّ القَديرَ صَنَعَ إليَّ أُموراً عظيمة : قُدُّسٌ اسمه ، ورحمَتُهُ من جيلٍ إلى جيلٍ للذين يتقونَهُ ” . (لوقا ١ : ٤٨-٤٩) .
يقول البابا فرنسيس : ” مريم هي مركز شركة القديسين ، فكل من يريد أن يتبع يسوع على طريق الإنجيل يمكنه العثور على مرشد آمن في مريم . وفي فرحة مشاركتنا عائلة القديسين العظيمة ، لا تنسوا أن تصلوا من أجلي ” .
كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الجامعة والعذراء مريـم :
بسبب دور العذراء مريـم الفريد في حمل يسوع، ابن الله في هذا العالم ، ترى الكنيسة أيضًا أن مريم ” بقيت عذراء في الحمل والولادة لابنها. تُظهِر عذرية مريم مبادرة الله المطلقة والقوة الإلهية في مريم التي تحبل وتلد يسوع المسيح ” بقوة الروح القدس بدون زرع رجل ” ( رقم ٤٩٦-٥٠٧). هذه الأمومة لمريم في ترتيب النعمة تستمر بلا انقطاع من الرضى الذي أعطته بإخلاص في البشارة والتي كانت تحملها دون أن ترتعد تحت الصليب ، حتى الإكتمال الأبدي لجميع المختارين . رُفِعت الى السماء هي التي لم تضع جانباً مهامها الخلاصي فشفاعتها المتعددة لا تزال تجلب لنا هدايا الخلاص الأبدي … لذلك يتم التضرّع لها في الكنيسة المقدسة تحت ألقاب المُحامية ، والمساعدة ، والمحسنة ، والوسيطة (رقم ٩٦٩) .في الأعياد والصلوات الليتورجية ، يسأل المسيحيون مريم ، أمنا ، والقديسين للتوسّط إلى الله نيابةً عنا . فتعكس “شركة القديسين” إيماننا بقوة صلاة الشفاعة . ” لإن الشفاعة صلاة طلب تجعلنا شديدي المطابقة لصلاة يسوع ، إنَّه هو الشفيع الوحيد عند الآب في كلِّ البشر ، وخصوصاً الخطأة . ” إنَّه قادر أن يُخلِّص تماماً الذين به يتقرَّبون إلى الله ، إذ إنَّه على الدوام حيٌّ ليشفع فيهم ” ( عبرانيين ٧ : ٢٥ ) (. والرُّوح القُدُس نفسه ” يشفع فينا … لأنَّه بحسب الله يشفع في القديسين ” ( رومة ٨ : : ٢٦ – ٢٧ ) ( رقم ٢٦٣٤ ) . وشفاعة المسيحيّين لا تعرف حدوداً ، ” لأجل جميع الناس ، جميع الذين في منصب ، ولأجل المضطهدين ، ولأجل خلاص من يرفضون الإنجيل . (رقم ٢٦٣٦).
مريـم وخلاص النفوس :
لقد أكّدت مريم العذراء في فاطيما – البرتغال سنة ١٩١٧ قائلةً : “صلوا، صلوا كثيراً … من أجل الخطاة : لأن أرواح كثيرة تذهب إلى الجحيم لأنه لا يوجد من يصلى من أجلهم … هل تريدون أن تقدِّموا أنفسكم لله وأن تتحملوا كل الآلام التي يسمح بها لكم من أجل الخطايا ومن أجل توبة الخطأة ؟ ضحّوا بأنفسكم من أجل الخطأة وكرِّروا في كل مرة تصلون فيها قائلين : ” يا يسوع أغفر لنا خطايانا، من أجل حُبِك ، ومن أجل توبة الخطأة ” . ” فأغاثتِ الأرضُ المرأة ، ففتحت الأرضُ فاها وابتلعتِ النهرَ الذي أفراغه التنّين من فمه . فغضب التنين على المرأة، ومضى يُحاربُ سائِرَ نسلِها الذين يحفظونَ وصايا الله وعندهم شهادةُ يسوع المسيح “( رؤيا يوحنا ١٢ : ١٧ ) ، ” وقد غلبوه بدم الحَمَل وبكلمةِ شهادَتِهم، ولم يُفَضِّلوا حياتَهم على الموت “.(رؤيا يوحنا ١٢ : ١١)
صلاة التكريس :
” يا مريم أمي، إنني أختاركِ اليوم، في حضرة البلاط السماوي أجمعه، أُمّاً لي وملكةً عَلَيّ ، وأهَبُكِ جسدي ونفسي وخيراتي الداخلية والخارجيّة، وقيمة أعمالي الحَسَنة ذاتها، الماضية ، والحاضرة ، والمستقبلة جميعها، وأُکَرّسها لكِ بکل تسليم وحبّ تاركاً لكِ ملء الحق بأن تتصرّفي بي وبكل ما يعود لي بدون إستثناء وبِحَسَبِ هواكِ، لمجدِ الله الأعظم ، في هذا الزّمن وفي الأبدية ، آمـيـن ” . (القديس لويس ماري – غرينيون دي مونفور)
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك