stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

703views

تاملك 21-3-2019‏

مز 88‏

يَا رَبُّ إِلهَ خَلاَصِي، بِالنَّهَارِ وَاللَّيْلِ صَرَخْتُ أَمَامَكَ، 2فَلْتَأْتِ قُدَّامَكَ صَلاَتِي. أَمِلْ ‏أُذُنَكَ إِلَى صُرَاخِي، 3لأَنَّهُ قَدْ شَبِعَتْ مِنَ الْمَصَائِبِ نَفْسِي، وَحَيَاتِي إِلَى الْهَاوِيَةِ دَنَتْ. ‏‏4حُسِبْتُ مِثْلَ الْمُنْحَدِرِينَ إِلَى الْجُبِّ. صِرْتُ كَرَجُل لاَ قُوَّةَ لَهُ. 5بَيْنَ الأَمْوَاتِ فِرَاشِي ‏مِثْلُ الْقَتْلَى الْمُضْطَجِعِينَ فِي الْقَبْرِ، الَّذِينَ لاَ تَذْكُرُهُمْ بَعْدُ، وَهُمْ مِنْ يَدِكَ انْقَطَعُوا. ‏‏6وَضَعْتَنِي فِي الْجُبِّ الأَسْفَلِ، فِي ظُلُمَاتٍ، فِي أَعْمَاق. 7عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ، وَبِكُلِّ ‏تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي. سِلاَهْ. 8أَبْعَدْتَ عَنِّي مَعَارِفِي. جَعَلْتَنِي رِجْسًا لَهُمْ. أُغْلِقَ عَلَيَّ فَمَا ‏أَخْرُجُ. 9عَيْنِي ذَابَتْ مِنَ الذُّلِّ. دَعَوْتُكَ يَا رَبُّ كُلَّ يَوْمٍ. بَسَطْتُ إِلَيْكَ يَدَيَّ.‏

‏10أَفَلَعَلَّكَ لِلأَمْوَاتِ تَصْنَعُ عَجَائِبَ؟ أَمِ الأَخِيلَةُ تَقُومُ تُمَجِّدُكَ؟ سِلاَهْ. 11هَلْ يُحَدَّثُ فِي ‏الْقَبْرِ بِرَحْمَتِكَ، أَوْ بِحَقِّكَ فِي الْهَلاَكِ؟ 12هَلْ تُعْرَفُ فِي الظُّلْمَةِ عَجَائِبُكَ، وَبِرُّكَ فِي ‏أَرْضِ النِّسْيَانِ؟

‏13أَمَّا أَنَا فَإِلَيْكَ يَا رَبُّ صَرَخْتُ، وَفِي الْغَدَاةِ صَلاَتِي تَتَقَدَّمُكَ. 14لِمَاذَا يَا رَبُّ ‏تَرْفُضُ نَفْسِي؟ لِمَاذَا تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي؟ 15أَنَا مَِسْكِينٌ وَمُسَلِّمُ الرُّوحِ مُنْذُ صِبَايَ. ‏احْتَمَلْتُ أَهْوَالَكَ. تَحَيَّرْتُ. 16عَلَيَّ عَبَرَ سَخَطُكَ. أَهْوَالُكَ أَهْلَكَتْنِي. 17أَحَاطَتْ بِي ‏كَالْمِيَاهِ الْيَوْمَ كُلَّهُ. اكْتَنَفَتْنِي مَعًا. 18أَبْعَدْتَ عَنِّي مُحِبًّا وَصَاحِبًا. مَعَارِفِي فِي الظُّلْمَةِ.‏

الكلمة
لوقا 16: 19-31‏

‏19″كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلبَسُ الأُرجُوانَ والكَتَّانَ
النَّاعِم، ويَتَنَعَّمُ كُلَّ يَومٍ تَنَعُّماً فاخِراً. 20وكانَ رَجُلٌ فَقيرٌ اسمُهُ لَعازَر مُلْقىً عِندَ بابِهِ ‏قد
غطَّتِ القُروحُ جِسْمَه. 21وكانَ يَشتَهِي أَن يَشبَعَ مِن فُتاتِ مائِدَةِ الغَنيّ. غَيرَ
أَنَّ الكِلابَ كانت تأتي فتَلحَسُ قُروحَه. 22وماتَ الفَقيرُ فحَمَلَتهُ
المَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبراهيم. ثُمَّ ماتَ الغَنيُّ ودُفِن. 23فرَفَعَ عَينَيهِ وهوَ في مَثْوى ‏الأَمْواتِ يُقاسي العَذاب،
فرأَى إِبْراهيمَ عَن بُعدٍ ولَعازَرَ في أَحضانِه. 24فنادى: يا أبتِ إِبراهيمُ ارحَمنْي
فأَرسِلْ لَعاَزر لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصبَعِهِ في الماءِ ويُبَرِّدَ لِساني،
فإِنِّي مُعَذَّبٌ في هذا اللَّهيب. 25فقالَ إِبراهيم: يا بُنَيَّ،
تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلتَ خَيراتِكَ في حَياتِكَ ونالَ لَعاَزرُ البَلايا. أَمَّا
اليَومَ فهو ههُنا يُعزَّى وأَنت تُعَذَّب. 26ومع هذا كُلِّه، فبَيننا
وبَينَكم أُقيمَت هُوَّةٌ عَميقة، لِكَيلا يَستَطيعَ الَّذينَ يُريدونَ الاجتِيازَ
مِن هُنا إِلَيكُم أَن يَفعَلوا ولِكَيلا يُعبَرَ مِن هُناك إِلَينا. 27فقال: أَسأَلُكَ إِذاً يا أَبتِ أَن ‏تُرسِلَهُ إِلى بَيتِ أَبي،
‏28فإِنَّ لي خَمسَةَ إِخَوة. فَلْيُنذِرْهُم لِئَلاَّ يَصيروا هُم
أَيضاً إلى مَكانِ العَذابِ هذا. 29فقالَ إِبراهيم: عندَهُم موسى
والأَنبِياء، فَلْيَستَمِعوا إِلَيهم. 30فقال: لا يا أَبتِ إِبراهيم،
ولكِن إذا مَضى إِليهِم واحِدٌ مِنَ الأَمواتِ يَتوبون. 31فقالَ له: إِن لم يَستَمِعوا
إِلى موسى والأَنبِياء، لا يَقَتَنِعوا ولو قامَ واحِدٌ مِنَ الأَموات”. ‏

 

بعض نقاط التأمّل

أتأمّل في قصر الغنيّ وأضوائه، والفقير على بابه. أضع نفسي في المكان أطلب ‏نعمة تمييز ما الذي يعطيني حياة ممتلئة
حياة الغنيّ. لا نعرف اسمه بل صفته كغنيّ، وكأنّ الناس لا يتقرّبون منه إلا لهذا ‏السبب، أو هو لا يرى هويّته إلا في ما يملك. أتأمّل الوحدة والعذاب الذي يكتنف ‏حياة من هذا النوع
حياة لعازر. هو فقير ولكنّنا نعرفه كشخص. رغم حالته المدقعة، أدرك كيف يعرّف ‏عن نفسه للآخرين كإنسان. هو مرتاح “في أحضان ابراهيم” رغم واقعه القاسي
أتأمّل في “الهوّة العظيمة” التي يضعها الناس فيما بينهم بفعل تصرّفاتهم