stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

635views

تاملك 11-6-2019‏

مز39‏

قُلْتُ: « أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي». ‏‏2صَمَتُّ صَمْتًا، سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ، فَتَحَرَّكَ وَجَعِي. 3حَمِيَ قَلْبِي فِي جَوْفِي. عِنْدَ ‏لَهَجِي اشْتَعَلَتِ النَّارُ. تَكَلَّمْتُ بِلِسَانِي: 4«عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي كَمْ ‏هِيَ، فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ. 5هُوَذَا جَعَلْتَ أَيَّامِي أَشْبَارًا، وَعُمْرِي كَلاَ شَيْءَ قُدَّامَكَ. ‏إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ. سِلاَهْ. 6إِنَّمَا كَخَيَال يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ. إِنَّمَا بَاطِلاً ‏يَضِجُّونَ. يَذْخَرُ ذَخَائِرَ وَلاَ يَدْرِي مَنْ يَضُمُّهَا.‏

‏7«وَالآنَ، مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟ رَجَائِي فِيكَ هُوَ. 8مِنْ كُلِّ مَعَاصِيَّ نَجِّنِي. لاَ ‏تَجْعَلْنِي عَارًا عِنْدَ الْجَاهِلِ. 9صَمَتُّ. لاَ أَفْتَحُ فَمِي، لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ. 10ارْفَعْ عَنِّي ‏ضَرْبَكَ. مِنْ مُهَاجَمَةِ يَدِكَ أَنَا قَدْ فَنِيتُ. 11بِتَأْدِيبَاتٍ إِنْ أَدَّبْتَ الإِنْسَانَ مِنْ أَجْلِ إِثْمِهِ، ‏أَفْنَيْتَ مِثْلَ الْعُثِّ مُشْتَهَاهُ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍنَفْخَةٌ. سِلاَهْ. 12اِسْتَمِعْ صَلاَتِي يَا رَبُّ، ‏وَاصْغَ إِلَى صُرَاخِي. لاَ تَسْكُتْ عَنْ دُمُوعِي. لأَنِّي أَنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ. نَزِيلٌ مِثْلُ ‏جَمِيعِ آبَائِي. 13اقْتَصِرْ عَنِّي فَأَتَبَلَّجَ قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ فَلاَ أُوجَدَ».‏

الكلمة ‏
متى 10/3-17‏

وَأَعلِنوا في ٱلطَّريق، أَن قَدِ ٱقتَرَبَ مَلَكوتُ ٱلسَّمَوات.‏
إِشفوا ٱلمَرضى، وَأَقيموا ٱلمَوتى، وَأَبرِئوا ٱلبُرص، وَأَطرِدوا ٱلشَّياطين. أَخَذتُم ‏مَجّانًا، فَمَجّانًا أُعطوا.‏
لا تَقتَنوا نُقودًا مِن ذَهَبٍ وَلا مِن فِضَّةٍ وَلا مِن نُحاسٍ في زَنانيرِكُم،
وَلا مِزوَدًا لِلطَّريق، وَلا قَميصَين وَلا حِذاءً وَلا عَصًا، لِأَنَّ ٱلعامِلَ يَستَحِقُّ طَعامَهُ.‏
وَأَيَّةَ مَدينَةٍ أَو قَريَةٍ دَخَلتُم، فَٱستَخبِروا عَمَّن فيها أَهلٌ لِٱستِقبالِكُم، وَأَقيموا عِندَهُ إِلى ‏أَن تَرحَلوا.‏
وَإِذا دَخَلتُمُ ٱلبَيتَ فَسَلِّموا عَلَيه.‏
فَإِن كانَ هَذا ٱلبَيتُ أَهلًا، فَليَحِلَّ سَلامُكُم فيه. وَإِن لَم يَكُن أَهلًا، فَليَعُد سَلامُكم إِلَيكُم».‏

تأمل
‏«اذهبوا وأَعلِنوا في الطَّريق: أَنْ قَدِ اقتَرَبَ مَلَكوتُ السَّمَوات»‏

إنَّ الرّب يسوع المسيحَ الذي أعلنَ ملكوت الآب بشهادةِ حياته وقوَّةِ كلمته، يقومُ ‏بوظيفته النبويّة حتى الظهور الكامل لمجده، ليس بالسُلطَةِ التي تُعلِّمُ باسمه وسُلطانه ‏وحسب، ولكن بالعَلمانيين أيضًا الذين أقامهم شهوداً وسلَّحهم بحسِّ الإيمان ونعمة ‏الكلمة (راجع أع 2: 17 -18؛ رؤ 19: 10) حتى تتلألأ قوةُ الإنجيل من خلال ‏حياتهم اليومية والعائلية والاجتماعية. إنهم يَظهرون كأبناءِ الوعدِ إذا ما افتَدَوا ‏الوقتَ الحاضر، بثباتِهم في الإيمان والرجاء (راجع أف 5: 16 كول 4: 5) وإذا ما ‏انتظروا بصبرٍ المجدَ الآتي (راجع رو 8: 25) … هذا التبشير، أعني حَمْلَ هذه ‏البشارة بالمسيح بشهادةِ الحياة والكلمة، يرتدي علامةً مميَّزةً وفاعليَّة خاصةً بحيث ‏أنه يتم في أوضاع العالم العادية. ‏

في هذه المهمّة يظهر سموُّ تلك الحالة التي يقدسها سرٌّ خاص أي حالة الحياة ‏الزوجية والعائليّة. فيها يُمارس العَلمانيون رسالتهم ويجدون رسالةً فريدةً، حيث ‏تَدخُل الديانة المسيحية حتى الصميمِ في نظامِ الحياةِ وتبدِّله كلَّ يومٍ تبديلاً متزايداً. ‏هنا يَجِدُ الزوجان دعوتهما الخاصة: فيكونان لبعضهما البعض ولأولادهما شهوداً ‏لإيمانِ المسيح ومحبته. فالعائلة المسيحية تُعلن عالياً فضائلَ ملكوت الله الحالية ‏ورجاءَ الحياة السعيدة. وهكذا بمِثالها وشهادتها تُبَكِّتُ العالم على الخطيئة (راجع يو ‏‏16: 8) وتنير من يُفتِّشُ عن الحقيقة. وعليه، إنَّه لمِن واجب العَلمانيين وبإمكانهم ‏أيضاً من خلال مشاغلهم واهتماماتهم الزمنية، أن يُمارسوا عملاً قيماً في تبشير ‏العالم.‏
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
‏”نور الأمم (‏Lumen Gentium‏)”، دستور عقائدي في “الكنيسة”، العدد 35‏