تاملك 29-7-2019
مز95
1هَلُمَّ نُرَنِّمُ لِلرَّبِّ، نَهْتِفُ لِصَخْرَةِ خَلاَصِنَا. 2نَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِحَمْدٍ، وَبِتَرْنِيمَاتٍ نَهْتِفُ لَهُ. 3لأَنَّ الرَّبَّ إِلهٌ عَظِيمٌ، مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ الآلِهَةِ. 4الَّذِي بِيَدِهِ مَقَاصِيرُ الأَرْضِ، وَخَزَائِنُ الْجِبَالِ لَهُ. 5الَّذِي لَهُ الْبَحْرُ وَهُوَ صَنَعَهُ، وَيَدَاهُ سَبَكَتَا الْيَابِسَةَ.
6هَلُمَّ نَسْجُدُ وَنَرْكَعُ وَنَجْثُو أَمَامَ الرَّبِّ خَالِقِنَا، 7لأَنَّهُ هُوَ إِلهُنَا، وَنَحْنُ شَعْبُ مَرْعَاهُ وَغَنَمُ يَدِهِ. الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، 8فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي مَرِيبَةَ، مِثْلَ يَوْمِ مَسَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ، 9حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي. أَبْصَرُوا أَيْضًا فِعْلِي. 10أَرْبَعِينَ سَنَةً مَقَتُّ ذلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ: «هُمْ شَعْبٌ ضَالٌّ قَلْبُهُمْ، وَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي». 11فَأَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: «لاَ يَدْخُلُونَ رَاحَتِي».
كلمة
يوحنّا .11/27-29
في ذَلِكَ الزَمان: كانَ كثيرٌ مِنَ اليَهودِ قد جاؤوا إِلى مَرْتا ومَريَم يُعَزُّونَهما عن أَخيهِما.
فلَمَّا سَمِعَت مَرتا بِمَجيءِ يسوع خَرجَت لاستِقبالِه، في حينِ أَنَّ مَريَمَ ظَلَّت جالِسَةً في البَيت.
فقالَت مَرْتا لِيَسوع: «يا ربّ، لَو: كُنتَ ههنا لَما ماتَ أَخي.
ولكِنِّي ما زِلتُ أَعلَمُ أَنَّ كُلَّ ما تَسأَلُ الله، فاللهُ يُعطيكَ إِيَّاه».
فقالَ لَها يسوع: «سَيَقومُ أَخوكِ».
قالَت لَه مَرْتا: «أَعلَمُ أَنَّه سيَقومُ في القِيامَةِ في اليَومِ الأَخير».
فقالَ لَها يسوع: «أَنا القِيامةُ والحَياة مَن آمَنَ بي، وَإن ماتَ، فسَيَحْيا
وكُلُّ مَن يَحْيا ويُؤمِنُ بي لن يَموتَ لِلأَبَد. أَتُؤمِنينَ بِهذا؟».
قالَت له: «نَعَم، يا ربّ، إِنِّي أَومِنُ بِأَنَّكَ المسيحُ ابنُ اللهِ الآتي إِلى العالَم».
تأمل
«مَن آمن بي ولو مات فسيحيا»:
لقـد فوجئت مرثـا أخت لعازر الميت بقَـوْل الـرب يسوع لهـا: «سَيَقُومُ أَخُـوكِ». وحينـذاك أجـابت الرب بما ترسَّب في وجدانها: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ». فكان ردُّ الرب يسوع عليها: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَـوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُـلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ» (يـو 11: 23-26). فمرثا حتى تلك اللحظة الفارقة لم تكن تَعْلَم حقيقة الرب يسوع، فكان في مُخيِّلتها أنه مجرَّد مُعلِّم صالح أو نبيٍّ مقتدر. ولكنها ذُهِلَت من كلام الرب، الذي ربما لم تُدركه جيداً في ذلك الحين!
+ ويُعلِّق القديس كيرلس الكبير على مـا دار من حديث بين مرثا والرب يسوع، قائلاً:
[الكلمات التي قالتها (مرثـا) له (للرب يسوع): «(أَعْلَمْ أنَّ) كُـلَّ مَا تَطْلُبُ مِـنَ اللهِ يُعْطِيكَ اللهُ إِيَّاهُ»، هي كلمات تعكس خوفها مـن أن تطلب صراحـةً مـا تريـد! وبكلماتهـا هـذه، تُبيِّن إخفاقها في معرفة حقيقته، إذ هي توجِّه كلماتها إليه وكأنـه هـو أحد القدِّيسين وليس الله ذاته. فإنَّ رؤيتها له، وهو في الجسد، جعلتها تظنُّ أنَّ كـلَّ ما يطلبه مـن الله، كأحد القدِّيسين، سوف يناله، دون أن تعـرف أنـه لكونـه هـو الله بطبيعته، وهـو قوَّة الآب، فهو يملك قدرةً فائقة لا تُقهَر على كلِّ الأشياء. لأنها لو كانت قـد عرفت أنـه هـو الله لَما كانت قـد قالت: «لو كنتَ ههنا»، لأن الله هو في كلِّ مكان…]