تاملك 22-8-2019
مز124
«لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا». لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: 2«لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا، 3إِذًا لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا، 4إِذًا لَجَرَفَتْنَا الْمِيَاهُ، لَعَبَرَ السَّيْلُ عَلَى أَنْفُسِنَا. 5إِذًا لَعَبَرَتْ عَلَى أَنْفُسِنَا الْمِيَاهُ الطَّامِيَةُ». 6مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُسْلِمْنَا فَرِيسَةً لأَسْنَانِهِمْ. 7انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ. الْفَخُّ انْكَسَرَ، وَنَحْنُ انْفَلَتْنَا. 8عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ، الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.
متّى .20/ 1-….
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ هَذا ٱلمَثَل: «مَثلُ مَلكوتِ ٱلسَّمَوات كَمَثلِ رَبِّ بَيتٍ خَرَجَ عِندَ ٱلفَجرِ لِيَستأجِرَ عَمَلةً لِكَرمِه.
فاتَّفقَ معَ ٱلعَمَلةِ عَلى دينارٍ في ٱليَوم وأَرسَلهم إِلى كَرمِه.
ثُمَّ خَرَجَ نَحوَ ٱلسّاعةِ ٱلتّاسِعة، فرَأى عَمَلةً آخَرينَ قائمينَ في ٱلسّاحَةِ بَطّالين.
فَقالَ لَهُم: إِذهَبوا أَنتُم أَيضًا إِلى كَرمي، وسَأُعطيكُم ما كانَ عَدلًا.
فذَهَبوا. وخرَجَ أَيضًا نَحوَ ٱلظُّهر ثُمَّ نَحوَ ٱلثّالِثَةِ بَعدَ ٱلظُّهر، ففَعلَ مِثلَ ذَلِكَ.
وخَرَجَ نَحوَ ٱلخامِسةِ بَعدَ ٱلظُّهر، فَلَقِيَ أُناسًا آخرينَ قائمينَ هُناك، فَقالَ لَهُم: لِماذا بَقيتُم هَهُنا طَوالَ ٱلنَّهارِ بَطّالين؟
قالوا له: لم يَستأجِرنا أَحَد». قالَ لَهُم: «إِذهَبوا أَنتُم أَيضًا إِلى كَرمي.
وَلَمّا جاءَ ٱلمساء قالَ صاحِبُ ٱلكَرمِ لِوَكيلِه: أُدعُ ٱلعَمَلَةَ وادفَع لَهُمُ ٱلأُجرَة، مُبتَدِئًا بِٱلآخِرين مُنتَهِيًا بِٱلأَوَّلين.
فجاءَ أَصحابُ ٱلسّاعةِ ٱلخامِسةِ بَعدَ ٱلظُّهر وأَخَذَ كُلٌّ مِنهُم دينارًا.
ثُمَّ جاءَ ٱلأَوَّلون، فظَنّوا أَنَّهُم سيَأخُذونَ أَكثَرَ مِن هَؤُلاء، فَأَخَذَ كُلٌّ مِنهُم أَيضًا دينارًا.
وكانوا يأخُذونَه ويقولون مُتَذَمِّرينَ عَلى ربِّ ٱلبَيت:
هَؤُلاءِ ٱلَّذينَ أَتَوا آخِرًا لم يَعمَلوا غَيرَ ساعةٍ واحدة، فساوَيتَهم بِنا نحنُ ٱلَّذينَ ٱحتَمَلنا ثِقَلَ ٱلنَّهارِ وَحَرَّه ٱلشَّديد.
فَأَجابَ واحِدًا مِنهُم: يا صَديقي، ما ظَلَمتُكَ، أَلَم تَتَّفِق مَعي عَلى دينار؟
خُذ مالَكَ وَٱنصَرِف. فَهَذا ٱلَّذي أَتى آخِرًا أُريدُ أَن أُعطِيَهُ مِثلَكَ.
أَلا يَجوزُ لي أَن أَتَصَرَّفَ بِمالي كَما أَشاء؟ أَم عَينُكَ حَسودٌ لِأَنّي كَريم؟
فَهَكَذا يَصيرُ ٱلآخِرونَ أَوَّلين، وَٱلأَوَّلونَ آخِرين».
تأمل
كلّ واحد في حينه
“اذهَبوا أنتُم أيضًا إلى كَرْمي، وسَأُعطيكُم ما كانَ عَدْلاً”. ربّما تتساءلون يا إخوتي، لماذا لم يؤتَ بكلّ هؤلاء العمّال في الوقت نفسه إلى كرم الربّ؟ أجيبكم بالقول إنّ مخطّط الربّ كان بأن يدعوهم منذ الساعة الأولى وفي الوقت نفسه. ولكنّهم لم يشاؤوا القدوم حين تلقّوا الدعوة في الساعة الأولى وهذا يعود إلى رفضهم. لذلك، أراد الله أن يدعوهم بنفسه بشكل خاص… في الوقت الذي ظنّ الله أنهم سيستسلمون ويلبّون دعوته.
هذا ما لاحظه بوضوح الرسول بولس فيما خصّ دعوته، فقال في رسالته إلى أهل غلاطية: “ولكن لَمَّا حَسُنَ لدى اللهِ الذي أفرَدَني، مُذ كُنتُ في بَطنِ أُمّي، ودَعاني بنِعمَتِه” (غل 1: 15). متى حسن ذلك لدى الله؟ ألم يكن ذلك حين لبّى بولس نداءه؟ لقد أراد الله بالتأكيد أن يدعوه منذ بداية حياته، ولكنّ بولس لم يكن ليلبّي النداء في حينه؛ فاختار الله أن يؤخّر الدعوة إلى حين عرف أنّ بولس سيلبّي النداء. كذلك، فإنّ الله لم يَدعُ اللص إلاّ في الساعة الأخيرة على الصليب، مع إنّه كان يمكنه أن يدعوه من قبل، لو كان واثقًا من أنّه سيلبّي النداء.
إذًا، حين قال العمّال -في هذا المثل- إنّ أحدًا لم يدعُهم، يجب أن نتذكّر صبر الله… لقد أظهر بشكل جليّ أنّه فعل كلّ ما بإمكانه عمله ليتمكّن الجميع من أن يأتوا في الساعة الأولى من النهار. هكذا، فإنّ المثل الذي أعطاه الربّ يسوع يرينا أنّ الناس يعطون ذواتهم لله في أعمار مختلفة جدًّا، ويرينا هذا المثل أيضًا أنّ الله يريد أن يمنع بأيّ ثمن أن يحتقر المدعوّون الأوّلون مَن تأخّر في تلبية النداء.