stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

692views

تاملك 12-2-20‏

مز12‏

لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ عَلَى «الْقَرَارِ». مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ
‏1خَلِّصْ يَا رَبُّ، لأَنَّهُ قَدِ انْقَرَضَ التَّقِيُّ، لأَنَّهُ قَدِ انْقَطَعَ الأُمَنَاءُ مِنْ بَنِي ‏الْبَشَرِ. 2يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ صَاحِبِهِ، بِشِفَاهٍ مَلِقَةٍ، بِقَلْبٍ فَقَلْبٍ ‏يَتَكَلَّمُونَ. 3يَقْطَعُ الرَّبُّ جَمِيعَ الشِّفَاهِ الْمَلِقَةِ وَاللِّسَانَ الْمُتَكَلِّمَ بِالْعَظَائِمِ، ‏‏4الَّذِينَ قَالُوا: «بِأَلْسِنَتِنَا نَتَجَبَّرُ. شِفَاهُنَا مَعَنَا. مَنْ هُوَ سَيِّدٌ عَلَيْنَا؟ ».‏
‏5«مِنِ اغْتِصَابِ الْمَسَاكِينِ، مِنْ صَرْخَةِ الْبَائِسِينَ، الآنَ أَقُومُ، يَقُولُ الرَّبُّ، ‏أَجْعَلُ فِي وُسْعٍ الَّذِي يُنْفَثُ فِيهِ».‏
‏6كَلاَمُ الرَّبِّ كَلاَمٌ نَقِيٌّ، كَفِضَّةٍ مُصَفَّاةٍ فِي بُوطَةٍ فِي الأَرْضِ، مَمْحُوصَةٍ ‏سَبْعَ مَرَّاتٍ. 7أَنْتَ يَا رَبُّ تَحْفَظُهُمْ. تَحْرُسُهُمْ مِنْ هذَا الْجِيلِ إِلَى الدَّهْرِ. ‏‏8الأَشْرَارُ يَتَمَشَّوْنَ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ عِنْدَ ارْتِفَاعِ الأَرْذَالِ بَيْنَ النَّاسِ

الكلمة
متّى 12:38-41‏

أَجَابَ بَعْضُ الكَتَبَةِ والفَرِّيِسِيِّينَ يَسوعَ قَائِلين: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ ‏آيَة».‏
فَأَجَابَ وقَالَ لَهُم: «جِيْلٌ شِرِّيرٌ فَاجِرٌ يَطْلُبُ آيَة، ولَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ ‏يُونَانَ النَّبِيّ.‏
فكَمَا كَانَ يُونَانُ في بَطْنِ الحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ ‏الإِنْسَانِ في قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيَال.‏
رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذَا الجِيلِ ويَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا ‏بِإِنْذَارِ يُونَان، وهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان!‏

تأمل

هنا يبدأ القسم الثاني من السفر إذ نقرأ «ثم صار قول الرب إلى يونان ‏ثانية قائلاً: قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة، وناد لها المناداة التي أنا ‏مُكلمك بها» (يون 1:3،2). وهذه الكلمة «ثانية» لها معناها العظيم في ‏هذا المكان. فعندما تفشل المسيحية المعترفة في واجبها كشاهدة لله في هذا ‏العالم تُقطع إلى الأبد بعد أن تكون الكنيسة الحقيقية قد اختُطفت إلى ‏السماء. أما في حالة البقية الإسرائيلية فالقساوة الحاضرة جزئية وسيعود ‏تاريخها يتصل من جديد ويصير لهم قول الرب ثانية لكي يقوموا ويذهبوا ‏للمناداة للعالم مرة أخرى بعد أن يكونوا قد اجتازوا في الضيقة العظيمة ‏التي تجعلهم يصرخون للرب ويكون لسان حالهم فيها كلسان حال يونان ‏في جوف الحوت. ومَنْ يقارن بين لغة صلاة يونان من جوف الحوت ‏ولغة مزامير البقية في الأيام الأخيرة يستطيع أن يميز أن الروح واحد في ‏الاثنين. فالضيق الذي اجتازه يونان في الأصحاح الثاني هو صورة ‏للضيقة العظيمة التي ستجتاز فيها البقية التقية، وفي اليوم الثالث يظهر ‏يونان مرة أخرى ويُستخدم كأداة للبركة لأهل نينوى. وهذه هي صورة ‏مسبقة لرجوع إسرائيل إلى الرب عندما يُحضرون إلى مكان البركة في ‏العصر الألفي السعيد ويستخدمهم الله بركة لكل العالم (رو ‏‏11:11،12،15؛ إش 1:60-5، 1:62-3).‏

وهكذا يعود السفر من الأصحاح الثالث يكلمنا من جديد عن نينوى، ‏ويعرض أمامنا صورة تختلف عن صورة الأصحاحين الأولين كل ‏الاختلاف. فالصورة الثانية لا تمثل لنا أفراد الأمم كما رأيناهم في ‏النوتية، بل تحدثنا عن العالم أجمع، بل عن الخليقة كلها – ليس الناس ‏فقط – بل والبهائم أيضاً. وهذا ما نراه في نداء الملك وعظمائه «لا تذق ‏الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئاً. لا ترع ولا تشرب ماء. ‏وليتغط بمسوح الناس والبهائم» (يون 7:3،8). وأيضاً في قول الله في ‏ختام السفر «أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يُوجد فيها ‏أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس .. وبهائم كثيرة؟» (يون 11:4).‏