stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

707views

تأملك 11-12-2018‏

مز114‏

عِنْدَ خُرُوجِ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَبَيْتِ يَعْقُوبَ مِنْ شَعْبٍأَعْجَمَ، ‏‏2كَانَ يَهُوذَا مَقْدِسَهُ، وَإِسْرَائِيلُ مَحَلَّ سُلْطَانِهِ. 3الْبَحْرُ رَآهُ ‏فَهَرَبَ. الأُرْدُنُّ رَجَعَ إِلَى خَلْفٍ. 4الْجِبَالُ قَفَزَتْ مِثْلَ الْكِبَاشِ، ‏وَالآكامُ مِثْلَ حُمْلاَنِ الْغَنَمِ. 5مَا لَكَ أَيُّهَا الْبَحْرُ قَدْ هَرَبْتَ ؟ وَمَا ‏لَكَ أَيُّهَا الأُرْدُنُّ قَدْ رَجَعْتَ إِلَى خَلْفٍ ؟ 6وَمَا لَكُنَّ أَيَّتُهَا الْجِبَالُ ‏قَدْ قَفَزْتُنَّ مِثْلَ الْكِبَاشِ، وَأَيَّتُهَا التِّلاَلُ مِثْلَ حُمْلاَنِ الْغَنَمِ؟ 7أَيَّتُهَا ‏الأَرْضُ تَزَلْزَلِي مِنْ قُدَّامِ الرَّبِّ، مِنْ قُدَّامِ إِلهِ يَعْقُوبَ! 8الْمُحَوِّلِ ‏الصَّخْرَةَ إِلَى غُدْرَانِ مِيَاهٍ، الصَّوَّانَ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهٍ.‏

متّى .18/12-14‏

في ذلك الزّمان: قال يسوع لتلاميذه: «ما قولكُم؟ إِذا كانَ ‏لِرَجُلٍ مِائةُ خَروف فضَلَّ واحِدٌ مِنها، أَفلا يَدَعُ التِّسعَةَ ‏والتِّسعينَ في الجِبال، ويَمضي في طَلَبِ الضَّالّ؟ ‏
وَإِذا تَمَّ لَهُ أَن يَجِدَهُ، فَٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ يَفرَحُ بِهِ أَكثَرَ مِنهُ ‏بِٱلتِّسعَةِ وَٱلتِّسعينَ ٱلَّتي لَم تَضِلّ.‏
وَهَكَذا لا يَشاءُ أَبوكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات، أَن يَهلِكَ واحِدٌ مِن ‏هَؤُلاءِ ٱلصَّغار».‏

تأمل

تخيّلوا مأساة راعٍ مسكين وقد ضلّ خروفه. فلم نعد نسمع في ‏كلّ المراعي المجاورة إلاّ صوت ذاك المسكين الذي ترك ‏قطيعه كلّه، وأخذ يركض في الغابات وعلى الهضاب مرورًا ‏بالأدغال، نائحًا وصارخًا بكلّ قوّته، رافضًا أن يعود إلى ‏دياره ما لم يجد خروفه ويُعِده إلى الحظيرة. ‏

هذا ما فعله ابن الله حين خرج البشر عن طاعة خالقهم؛ نزل ‏إلى الأرض، ولم يدّخر أيّ عناية أو تعب ليُعيدنا إلى الحالة ‏التي كنّا عليها قبل سقوطنا في الخطيئة. وهذا ما يستمرّ في ‏القيام به كلّ يوم، من أجل أولئك الذين يبتعدون عنه بسبب ‏الخطيئة؛ هو يتعقّب أثرهم، ويستمرّ في مناداتهم حتّى يعيدهم ‏إلى درب الخلاص. بالتأكيد، لو لم يقم بذلك، لكان انتهى أمرنا ‏بعد الخطيئة الأصليّة؛ ولكان استحال علينا أن نعود. كان عليه ‏أن يقوم شخصيًّا بكلّ محاولات التقرّب، وأن يهبنا نعمته، وأن ‏يتعقّب أثرنا، وأن يدعونا لنشفق على أنفسنا حتّى يسعنا أن ‏نسأله الرحمة… ‏

إنّ الحماسة التي يلاحقنا الربّ بها هي بدون أدنى شكّ نتيجة ‏رحمته الواسعة. لكنّ اللطف الذي يرافق هذه الحماسة يشير ‏إلى طيبة مثيرة للدهشة. وبالرغم من رغبته القصوى في ‏إعادتنا إلى درب الخلاص، فهو لا يستعمل العنف أبدًا؛ ولا ‏يلجأ إلاّ إلى الوسائل اللطيفة لتحقيق هذه الغاية. فإنّي لم أرَ ‏خاطئًا واحدًا في الإنجيل كلّه دُعِي إلى التوبة بغير الملاطفات ‏والنِّعم.‏
قديس راهب يسوعي كلود دو لا كولومبيار (1641 – ‏‏1682)‏