تاملك 15-12-2018
مز120
إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيْقِي صَرَخْتُ فَاسْتَجَابَ لِي. 2يَا رَبُّ، نَجِّ نَفْسِي مِنْ شِفَاهِ الْكَذِبِ، مِنْ لِسَانِ غِشٍّ. 3مَاذَا يُعْطِيكَ وَمَاذَا يَزِيدُ لَكَ لِسَانُ الْغِشِّ؟ 4سِهَامَ جَبَّارٍ مَسْنُونَةً مَعَ جَمْرِ الرَّتَمِ. 5وَيْلِي لِغُرْبَتِي فِي مَاشِكَ، لِسَكَنِي فِي خِيَامِ قِيدَارَ! 6طَالَ عَلَى نَفْسِي سَكَنُهَا مَعَ مُبْغِضِ السَّلاَمِ. 7أَنَا سَلاَمٌ، وَحِينَمَا أَتَكَلَّمُ فَهُمْ لِلْحَرْبِ.
الكلمة
متّى .17/10-13
بينما كان التلاميذ نازلين من الجبل سأَلوا يسوع: «لِماذا يقولُ الكتَبَةُ إِنَّهُ يَجِبُ أَن يَأتيَ إِيلِيَّا أَوَّلاً؟»
فأَجابَهم: «إِنَّ إِيلِيَّا آتٍ وسيُصلِحُ كُلَّ شَيء.
ولكن أَقولُ لَكم إِنَّ إِيلِيَّا قد أَتى، فلَم يَعرِفوه، بَل صَنَعوا بِه كُلَّ ما أَرادوا. وكذلك ابنُ الإِنسانِ سَيُعاني مِنهُمُ الآلام».
ففَهِمَ التَّلاميذُ أَنَّه كَلَّمهم على يُوحَنَّا المَعمَدان.
تامل
«ولكن أَقولُ لَكم إِنَّ إِيلِيَّا قد أَتى، فلَم يَعرِفوه»
مَن هو ذاك الذي أُعطيَ السلطان لكي “لا يَكونُ في هذه السِّنينَ نَدًى ولا مَطر إِلاَّ بِأمره”؟ (1مل 17: 1)… ومَن كان باستطاعته أن يجعل ”نار الرَّبِّ تَهبِطُ وتأَكَلُ المُحرَقَةَ والحَطَبَ والحِجارَةَ والتُّراب حتَّى لَحِسَتِ الماءَ الَّذي في القَناة” (1مل 18: 38)، وتأكل أيضًا قائد الخمسين ورجاله (2مل 1: 10)؟ ومَن هو ذاك الذي أهلك أنبياء البعل بِغَيرَة مضطرمة بسبب عبادتهم المشينة للأوثان؟ (1مل 18: 40)؟ مَن ذاك الذي رأى الله في “صَوتِ نَسيمٍ لَطيف”؟ (1مل 19: 12)؟ هذه الأعمال كلّها هي أعمال النبيّ إيليّا وحده والرُّوح الذي كان حالاًّ فيه.
غير أنّه يمكننا التكلّم أيضًا عن أعماله الأخرى المذهلة… إيليّا هو الذي حتّى يومنا هذا لم يعانِ الموت، إنّما “صَعِدَ إيليا في العاصِفَةِ نَحوَ السماء” (2مل 2: 11)، وهو باقٍ لا يموت؛ يظنّ بعضنا أنّه يعيش مع الملائكة، وقد تمثّل طيلة حياته النقيّة بعدم فسادهم وتنزّههم عن المادّة… كما ظهر إيليّا في تجلّي ابن الله، وقد رأى الابن بوجه مكشوف، وجهًا لوجه أمامه (مت 17: 3). وفي نهاية الأزمنة، عندما يتجلّى خلاص الله، سيذيع إيليَّا مجيء ابن الله قبل الآخرين وسيظهره للآخرين؛ وبكثيرٍ من العلامات الإلهيّة الأخرى، سيبيّن اليوم الذي بقي حتّى يومنا هذا أمرًا سريًّا. في هذا اليوم نحن أيضًا، إن كنّا مُهَيّئين، نأمل في أن نسير نحو هذا الرجل الرائع الذي يعدّ الطريق المؤدّي إلى ذلك اليوم. لكي يدخلنا إلى المساكن السماويّة، بالمسيح يسوع ربّنا، الذي له المجد والعزّة، الآن ودائمًا وإلى دهر الداهرين.
القدّيس يوحنّا الدمشقي