stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

222views

تامل الثلاثاء

أعطني يا رب أن أستقبل هذا اليوم بسلام. ساعدني أن أتكل على إرادتك في كل شيء. اكشف لي ما هي إرادتك في كل ساعة من ساعات النهار. بارك سلوكي مع من حولي. علمني أن أتقبل كل ما يحصل في هذا النهار بروح هادئة، امنحني أن أكون متيقنا من أن لا شيء يحدث دون أن تسمح أنت به.

أرشد أفكاري وشعوري في كل كلمة أقولها وكل عمل أعمله، وأن أتذكر دائما أنك سمحت بكل حدث مفاجئ يحصل. علمني أن أتصرف بحزم وحكمة وأن ﻻ أجعل الآخرين يشعرون بمرارة أو حرج. أعطني أن أتحمل كل تعب النهار، وجه إرادتي، علمني أن أصلي، صلّ أنت فيّ، آمين.

توبة

كلما ابتعد القلب عن الله شعر بأن الحياة جافّة المعنى؛ ركضٌ خالٍ من دوافع الحياة، وسيرٌ متخبّط.. شتاتٌ روحي، وظمأ لا يهدأ.. كلّ ذلك لا يرويه إلا موارد القرب من الله؛ أن يعود هذا القلب لربّه الذي هو خالقه وهو أعلم بما يؤنِسه.

المزامير

وَإِنّا نَجِدُهُ عَونًا كَبيرًا في ٱلعُسر
لِذَلِكَ لا نَخافُ لَو ٱنقَلَبَتِ ٱلأَرض
وَهَوَتِ ٱلجِبالُ في لُجَّةِ ٱلبَحر

جَداوِلُ ٱلنَّهرِ تُفَرِّحُ مَدينَةَ ٱلإِلَه
وَهِيَ مَساكِنٌ مُقَدَّسَةٌ لِلأَعلى
بِها ٱللهُ حَلَّ فَلا، لَن تُدَمَّر
يُؤَيِّدُها ٱللهُ مُنذُ ٱلسَّحَر.

إِنَّ رَبَّ ٱلقُوّاتِ مَعَنا
إِلَهُ يَعقوبَ حِصنٌ لَنا
هَلُمّوا، ٱنظُروا إِلى فِعالِ ٱلرَّبّ
وَما صَنَعَ في ٱلأَرضِ مِن أَعاجيب

إنجيل القدّيس يوحنّا 22-13:2

اقتَرَبَ فِصحُ اليَهود، فصَعِدَ يسوعُ إِلى أُورَشَليم،
فَرَأَى في الهَيكَلِ باعةَ البقَرِ والغَنَمِ والحَمام، والصَّيارِفَةَ جالِسين إلى طاولاتِهم.
فَصَنَعَ مِجلَدًا مِن حِبال، وطَرَدَهم جَميعًا مِنَ الهَيكَلِ مع الغَنَمِ والبَقَر، ونَثَرَ دَراهِمَ الصَّيارِفَةِ وقلَبَ طاوِلاتِهم،
وقالَ لِباعَةِ الحَمام: «اِرفَعوا هذا مِن ههُنا، ولا تَجعَلوا مِن بَيتِ أَبي بَيتَ تِجارَة».
فتَذَكَّرَ تلاميذُه أَنَّه مَكْتوب: «الغَيْرَةُ على بَيتِكَ ستَأكُلُني».
فأجابَه اليَهود: «أَيَّ آيةٍ تُرينا حتَّى تَفْعَلَ هذا؟»
أَجابَهم يسوع: «اُنقُضوا هذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثَلاثَةِ أَيَّام!»
فقالَ اليَهود: «بُنِيَ هذا الهَيكَلُ في سِتٍّ وأَربَعينَ سَنَة، أوَأَنتَ تُقيمُه في ثَلاَثةِ أيَّام؟»
أَمَّا هو فكانَ يَعْني هَيكَلَ جَسَدِه.
فلمَّا قامَ مِن بَينِ الأَموات، تذكَّرَ تَلاميذُه أَنَّه قالَ ذلك، فآمنوا بِالكِتابِ والكَلِمَةِ الَّتي قالَها يسوع.

تامل

الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 – 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ

«أُنقُضوا هذا الهَيكَل أُقِمْهُ في ثلاثَةِ أيّام»

كان الهيكل اليهوديّ المرئيّ والماديّ، محصورًا بمكان واحد. لا يمكن للعالم بأسره أن يسكن فيه، ولا حتّى أمّة بأكملها، بل قلّة من الأكثريّة. غير أنّ الهيكل المسيحيّ غير مرئيّ وروحانيّ ويمكن أن يكون في أيّ مكان… قال الرّب يسوع للمرأة السّامريّة: “تأتي ساعةٌ فيها العِبادُ الصادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ” (يو 4: 23). “بِالرُّوحِ والحَقّ” لأنّه ما لم يكن حضوره غير مرئيّ، لا يمكن أن يكون حقيقيًّا. ما هو مرئيّ ليس هو الحقيقة؛ ما هو ماديّ سيتفتّت؛ ما هو في مكان ليس أكثر من جزء.

إنّ هيكل الله، في النظام المسيحيّ، هو حيثما وُجد مسيحيّون باسم الرّب يسوع المسيح؛ كما أنّه موجود تمامًا في كلّ مكان كما لو أنّه لم يكن موجودًا في أيّ مكان آخر. ويمكننا أن ندخل إليه وننضمّ إلى القدّيسين الذين يسكنونه، إلى عائلة الله الإلهيّة، بشكل حقيقيّ كما كان المؤمن اليهوديّ يدخل الرحاب المرئيّة للهيكل. لا نرى شيئًا من هيكلنا الروحيّ، وهذا هو الشرط الضروريّ لكي يكون في كلّ مكان. ولا يكون في كلّ مكان لو رأيناه في مكان واحد؛ لا نرى شيئًا لكنّنا ننعم بكلّ شيء.

هذا ما أخبرنا إيّاه أنبياء العهد القديم. قال إشعيا: “ويَكونُ في آخرِ الأيّام أنّ جَبَلَ بَيتِ الربِّ يُوَطَّدُ في رأسِ الجِبالِ وَيرتَفعُ فَوقَ التِّلال. وتَجْري إلَيه جَميعُ الأُمَم” (إش 2: 2). كُشف الهيكل المسيحيّ ليعقوب… عندما رأى في الحلم: “سُلَّمٌ مُنتَصِبٌ على الأَرض ورأسُه يُلامِسُ السَّماء، وإذا مَلائِكَةُ اللهِ صاعِدونَ نازِلونَ علَيه” (تك 28: 12) ولخادم الكنيسة: “فكَشَفَ الرَّبُّ عن عَينَيِ الخادِمِ فرأى، فإذا الجَبَلُ مَمْلوءٌ خَيلاً ومَركَباتِ نارٍ حَولَ أليشاع” (2مل). كان استباقًا لما سيحصل عندما يأتي الرّب يسوع المسيح “ويفتح ملكوت الله لكلّ المؤمنين”. ما جعل كاتب الرّسالة إلى العبرانيين يقول: “أمَّا أَنتُم فقَدِ اقتَرَبتُم مِن جَبَلِ صِهْيون، ومَدينةِ اللهِ الحَيّ، أُورَشَليمَ السَّماوِيَّة، ومِن رِبْواتِ المَلائِكَةِ في حَفْلَةِ عيد” (عب 12: 22).