stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

738views

تاملك 20-12-2018‏

مز124‏

لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا». لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: 2«لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا ‏عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا، 3إِذًا لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ ‏عَلَيْنَا، 4إِذًا لَجَرَفَتْنَا الْمِيَاهُ، لَعَبَرَ السَّيْلُ عَلَى أَنْفُسِنَا. 5إِذًا لَعَبَرَتْ عَلَى ‏أَنْفُسِنَا الْمِيَاهُ الطَّامِيَةُ». 6مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُسْلِمْنَا فَرِيسَةً لأَسْنَانِهِمْ. ‏‏7انْفَلَتَتْ أَنْفُسُنَا مِثْلَ الْعُصْفُورِ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِينَ. الْفَخُّ انْكَسَرَ، وَنَحْنُ ‏انْفَلَتْنَا. 8عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ، الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.‏

الكلمة
لوقا .1/26-38‏

وفي الشَّهرِ السَّادِس، أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ ‏اسْمُها الناصِرَة، ‏
إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ اسمُهُ يوسُف، وَاسمُ الفتاة ‏مَريَم. ‏
فدَخَلَ إلَيها فَقال: «السّلامُ عليكِ، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ». ‏
فداخَلَها اضطرابٌ شَديدٌ لِهذا الكَلامِ وسأَلَت نَفسَها ما مَعنى هذا السَّلام. ‏
فقالَ لها الـمَلاك: «لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله.‏
فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع.‏
سَيكونُ عَظيمًا وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود،
ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية»‏
فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك: «كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً؟»‏
فأَجابَها الـمَلاك: «إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، ‏لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوسًا وَابنَ اللهِ يُدعى.‏
وها إِنَّ نَسيبَتَكِ أَليصابات قد حَبِلَت هي أَيضًا بِابنٍ في شَيخوخَتِها، ‏وهذا هو الشَّهرُ السَّادِسُ لِتِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِرًا.‏
فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله».‏
فَقالَت مَريَم: «أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ». وَانصرَفَ ‏الـمَلاكُ مِن عِندِها.‏

تامل
‏«لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُموراً عَظيمة» (لو 1: 49)‏

 

يا اخوتي الأعزاء، تأملوا جيّدًا في مريم العذراء وانظروا كيف دخل ‏جبرائيل إليها من دون أن يلقى أيّ اعتراض منها قائلةً له: “كَيفَ ‏يَكونُ هذا” فأجابها خادم الرُّوح القدس:”ما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله”. تأملوا ‏جيّدًا بالطريقة التي صدّقت فيها مريم تلك الكلمات وأجابت: “أَنا أَمَةُ ‏الرَّبّ”. ومنذ ذلك الوقت، نزل الله في طريقة هو وحده يعلمها؛ ‏وتحرّك وجاء كما يحلو له؛ ودخل أحشائها دون أن تشعر بشيء ‏واستقبلته مريم من دون ألم؛ وحملت في أحشائها طفلا حمل العالم ‏أجمع. فهو نزل ليكون المثال الذي جدّد صورة آدم القديمة. ‏

لذلك، يجب أن تتأمل بالصمت، عندما تُبشّر بولادة الرّب يسوع ‏المسيح. وليكن كلام جبرائيل حاضرًا فيك، لأن لا شيء مستحيل أمام ‏هذه الجلالة العظيمة الذي نزل من السماء من أجلنا وتجسّد وصار ‏إنسانًا مثلنا. وفي ذاك اليوم، أصبحت مريم بالنسبة لنا السماء التي ‏تحمل الله، لأن الإله السامي نزل من السماء وأخذ من أحشاء مريم ‏منزلا له. وفي أحشائها، جعل الله نفسه صغيرًا – من دون تقويض ‏طبيعته – ليُكبر من شأننا. وفي أحشائها، نسج لنا الرداء الذي ‏بواستطه سيخلّصنا. وتحققت في مريم جميع نبوءات الأنبياء ‏والأبرار. ومنها انبعث الضوء الذي قضى على الديانة الوثنية ‏وظلمتها. ‏

يُطلق على مريم ألقابًا عدّة… فهي القصر الذي نزل فيه ملك الملوك ‏القويّ، لكنه لم يتركه كما دخله، بل أخذ منها الجسد ومنها وُلد. وهي ‏السماء الجديدة التي سكنها ملك الملوك؛ ونما الرّب يسوع المسيح في ‏أحشائها ومنها وُلد ليُنير الخليقة التي خُلقت على صورته ومثاله. هي ‏الكرم الذي حمل عنقود العنب؛ وأعطت ثمرة تفوق الطبيعة؛ وهو، ‏بالرغم من أنّه يختلف عنها بطبيعته، اتّخذ طبيعتها عندما وُلد منها. ‏هي مصدر المياه العزيرة التي تروي العطشى الذي سيحملون بدورهم ‏الثمار بالمئات.‏
أفرام السريانيّ ( 306 – 373)‏