stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

974views

تاملك 17-9-2018‏

مز 10‏
‏1يَا رَبُّ، لِمَاذَا تَقِفُ بَعِيدًا؟ لِمَاذَا تَخْتَفِي فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ؟ ‏‏2فِي كِبْرِيَاءِ الشِّرِّيرِ يَحْتَرِقُ الْمِسْكِينُ. يُؤْخَذُونَ بِالْمُؤَامَرَةِ الَّتِي ‏فَكَّرُوا بِهَا. 3لأَنَّ الشِّرِّيرَ يَفْتَخِرُ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ، وَالْخَاطِفُ ‏يُجَدِّفُ. يُهِينُ الرَّبَّ. 4الشِّرِّيرُ حَسَبَ تَشَامُخِ أَنْفِهِ يَقُولُ: «لاَ ‏يُطَالِبُ». كُلُّ أَفْكَارِهِ أَنَّهُ لاَ إِلهَ. 5تَثْبُتُ سُبْلُهُ فِي كُلِّ حِينٍ. ‏عَالِيَةٌ أَحْكَامُكَ فَوْقَهُ. كُلُّ أَعْدَائِهِ يَنْفُثُ فِيهِمْ. 6قَالَ فِي قَلْبِهِ: «لاَ ‏أَتَزَعْزَعُ. مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ بِلاَ سُوءٍ». 7فَمُهُ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً ‏وَغِشًّا وَظُلْمًا. تَحْتَ لِسَانِهِ مَشَقَّةٌ وَإِثْمٌ. 8يَجْلِسُ فِي مَكْمَنِ ‏الدِّيَارِ، فِي الْمُخْتَفَيَاتِ يَقْتُلُ الْبَرِيَّ. عَيْنَاهُ تُرَاقِبَانِ الْمِسْكِينَ. ‏‏9يَكْمُنُ فِي الْمُخْتَفَى كَأَسَدٍ فِي عِرِّيسِهِ. يَكْمُنُ لِيَخْطَفَ الْمِسْكِينَ. ‏يَخْطَفُ الْمِسْكِينَ بِجَذْبِهِ فِي شَبَكَتِهِ، 10فَتَنْسَحِقُ وَتَنْحَنِي وَتَسْقُطُ ‏الْمَسَاكِينُ بِبَرَاثِنِهِ. 11قَالَ فِي قَلْبِهِ: «إِنَّ اللهَ قَدْ نَسِيَ. حَجَبَ ‏وَجْهَهُ. لاَ يَرَى إِلَى الأَبَدِ».‏

‏12قُمْ يَا رَبُّ. يَا اَللهُ ارْفَعْ يَدَكَ. لاَ تَنْسَ الْمَسَاكِينَ. 13لِمَاذَا ‏أَهَانَ الشِّرِّيرُ اللهَ؟ لِمَاذَا قَالَ فِي قَلْبِهِ: «لاَ تُطَالِبُ»؟ 14قَدْ ‏رَأَيْتَ. لأَنَّكَ تُبْصِرُ الْمَشَقَّةَ وَالْغَمَّ لِتُجَازِيَ بِيَدِكَ. إِلَيْكَ يُسَلِّمُ ‏الْمِسْكِينُ أَمْرَهُ. أَنْتَ صِرْتَ مُعِينَ الْيَتِيمِ. 15اِحْطِمْ ذِرَاعَ ‏الْفَاجِرِ. وَالشِّرِّيرُ تَطْلُبُ شَرَّهُ وَلاَ تَجِدُهُ. 16الرَّبُّ مَلِكٌ إِلَى ‏الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. بَادَتِ الأُمَمُ مِنْ أَرْضِهِ. 17تَأَوُّهَ الْوُدَعَاءِ قَدْ ‏سَمِعْتَ يَا رَبُّ. تُثَبِّتُ قُلُوبَهُمْ. تُمِيلُ أُذُنَكَ 18لِحَقِّ الْيَتِيمِ ‏وَالْمُنْسَحِقِ، لِكَيْ لاَ يَعُودَ أَيْضًا يَرْعَبُهُمْ إِنْسَانٌ مِنَ الأَرْضِ.‏

‏ لوقا .7/ 1-10‏
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا أَتَمَّ يَسوعُ جَميعَ كَلامِهِ بِمَسمَعٍ مِنَ ٱلشَّعب، ‏دَخَلَ كَفَرناحوم.‏
وَكانَ لِقائِدِ مائَةٍ عَبدٌ مَريضٌ قَد أَشرَفَ عَلى ٱلمَوت، وَكانَ ‏عَزيزًا عَلَيه.‏
فَلَمّا سَمِعَ بِيَسوع، أَوفَدَ إِلَيهِ بَعضَ أَعيانِ ٱليَهود، يَسأَلُهُ أَن يَأَتِيَ ‏فَيُنقِذَ عَبدَهُ.‏
وَلَمّا وَصَلوا إِلى يَسوع، سَأَلوهُ بِإِلحاح، قائِلين: «إِنَّهُ يَستَحِقُّ ‏أَن تَمنَحَهُ ذَلِكَ،
لِأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنا، وَهُوَ ٱلَّذي بَنى لَنا ٱلمَجمَع».‏
فَمَضى يَسوعُ مَعَهُم. وَما إِن صارَ غَيرَ بَعيدٍ مِنَ ٱلبَيت، حَتّى ‏أَرسَلَ إِلَيهِ قائِدُ ٱلمائَةِ بَعضَ أَصدِقائِهِ يَقولُ لَهُ: «يا رَبّ، لا ‏تُزعِج نَفسَكَ، فَإِنّي لَستُ أَهلًا لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقفي.‏
وَلِذَلِك، لَم أَرَني أَهلًا لِأَن أَجيءَ إِلَيك، وَلَكِن قُل كَلِمَةً يُشفَ ‏خادِمي.‏
فَأَنا مَرؤوسٌ وَلي جُندٌ بِإِمرَتي، أَقولُ لِهَذا: إِذهَب! فَيَذهَب، ‏وَلِلآخَر: تَعالَ! فَيَأتي، وَلِعَبدي: إِفعَل هَذا! فَيَفعَلُهُ».‏
فَلَمّا سَمِعَ يَسوعُ ذَلِك، أُعجِبَ بِهِ وَٱلتَفَتَ إِلى ٱلجَمعِ ٱلَّذي يَتبَعُهُ، ‏فَقال: «أَقولُ لَكُم، لَم أَجِد مِثلَ هَذا ٱلإيمانِ حَتّى في إِسرائيل».‏
وَرَجَعَ ٱلمُرسَلونَ إِلى ٱلبَيت، فَوَجَدوا ٱلعَبدَ قَد رُدَّت إِلَيهِ ‏ٱلعافِيَة.‏

تأمل

‏«يا رَبّ، لا تُزعِج نَفسَكَ، فَإِنّي لَستُ أَهلًا لِأَن تَدخُلَ تَحتَ ‏سَقفي»‏

في قراءة الإنجيل، سمعنا الرّب يسوع يمتدح إيماننا المقرون ‏بالتواضع. حين وعدَ الرّب يسوع قائد المئة بالذهاب إلى بيته ‏ليشفيَ خادِمه، أجابه هذا: “إنّي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ ‏سَقْفي، لِذلِكَ لَمْ أَحسَبْ نَفْسي مُسْتَحِقًّا أَنْ آتِيَ إِلَيْك، لكِنْ قُلْ ‏كَلِمَةً فَيُشْفَى فَتَاي”. فبقوله لست أهلاً، أظهر ذاته أهلاً، لا ‏ليدخل المسيحُ بيته فحسب، بل قلبه أيضًا… ‏
فلو دخل الربّ يسوع بيته بدون أن يلِج قلبه، فإنّه لن يكون له ‏الكثير من السعادة. في الواقع، إنّ الرّب يسوع المسيح لم ‏يدخل بيت قائد المئة، لكنّه ملك قلبه…‏
هكذا إذًا امتدح الربّ إيمان قائد المئة المقرون بالتواضع. ‏فحين قال: “لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي”، أجابه الربّ: ‏‏”أَقولُ لَكُم: لَمْ أَجِدْ مِثْلَ هذَا الإِيْمَانِ حَتَّى في إِسْرائِيل”… لقد ‏أتى الربّ إلى الشعب الإسرائيلي بحسب الجسد، لكي يبحث ‏أوّلاً في هذا الشعب عن الخروف الضّال (راجع لو 15: ‏‏4)… ونحن أيضًا، كبشرٍ، لا يُمكننا أبدًا تقييم إيمان البشر ‏الآخرين. إنّ ذاك الذي يرى أعماق القلوب، والذي لا يُضلّه ‏أحدٌ، شهِد عمّا كان قلب ذاك الرجل، سامعًا كلمته المليئة ‏بالتواضع ومانحًا إيّاه بالمقابل كلمةً تشفي.‏