تاملك 29-1-2019
مز27
اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟ 2عِنْدَ مَا اقْتَرَبَ إِلَيَّ الأَشْرَارُ لِيَأْكُلُوا لَحْمِي، مُضَايِقِيَّ وَأَعْدَائِي عَثَرُوا وَسَقَطُوا. 3إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ. 4وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ. 5لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ. يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ. عَلَى صَخْرَةٍ يَرْفَعُنِي. 6وَالآنَ يَرْتَفِعُ رَأْسِي عَلَى أَعْدَائِي حَوْلِي، فَأَذْبَحُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ الْهُتَافِ. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ لِلرَّبِّ.
7اِسْتَمِعْ يَا رَبُّ. بِصَوْتِي أَدْعُو فَارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي. 8لَكَ قَالَ قَلْبِي: «قُلْتَ: اطْلُبُوا وَجْهِي». وَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ. 9لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي. لاَ تُخَيِّبْ بِسَُخْطٍ عَبْدَكَ. قَدْ كُنْتَ عَوْنِي فَلاَ تَرْفُضْنِي وَلاَ تَتْرُكْنِي يَا إِلهَ خَلاَصِي. 10إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي. 11عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ، وَاهْدِنِي فِي سَبِيل مُسْتَقِيمٍبِسَبَبِ أَعْدَائِي. 12لاَ تُسَلِّمْنِي إِلَى مَرَامِ مُضَايِقِيَّ، لأَنَّهُ قَدْ قَامَ عَلَيَّ شُهُودُ زُورٍ وَنَافِثُ ظُلْمٍ. 13لَوْلاَ أَنَّنِي آمَنْتُ بِأَنْ أَرَى جُودَ الرَّبِّفِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. 14انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ.
الكلمة
القدّيس مرقس 3/31-35
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، جاءَت أُمُّ يَسوعَ وَإِخوَتُهُ، فَوَقَفوا في خارِجِ ٱلدّار، وَأَرسَلوا إِلَيهِ مَن يَدعوه.
وَكانَ ٱلجَمعُ جالِسًا حَولَهُ، فَقالوا لَهُ: «إِنَّ أُمَّكَ وَإِخوَتَكَ في خارِجِ ٱلدّارِ يَطلُبونَكَ».
فَأَجابَهُم: «مَن أُمّي وَإِخوَتي؟»
ثُمَّ أَجالَ طَرفَهُ في ٱلجالِسينَ حَولَهُ، وَقال: «هَؤُلاءِ هُم أُمّي وَإِخوَتي.
لِأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي».
تامل
«لِأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات، هُو أَخي وَأُختي وَأُمّي» (مت 12: 50)
لقد أشار بهذه الكلمات إلى القرابة الروحيّة الّتي تربطه بذاك الشعب الّذي افتداه. فإنّ إخوته وأخواته هم الرجال والنساء القدّيسون الشركاء معه في الميراث السماويّ (راجع رو 8: 17).
إنّ أمّه هي الكنيسة جمعاء، لأنّها بنعمة الله تلد أعضاء الرّب يسوع المسيح، أي هؤلاء الّذين هم أمناء له. أمّه هي أيضًا كلّ نفس مقدّسة تنفّذ مشيئة أبيها، والتي تظهر محبّتها الخصبة من خلال أولئك الذين تلدهم له “حتَّى يُصوَّرَ فيهمِ المسيح” (غل 4: 19)…
من بين كلّ النساء، مريم هي الوحيدة الأمّ والعذراء في الوقت نفسه، ليس فقط بحسب الرُّوح إنّما بحسب الجسد أيضًا. إنّها أمّ بحسب الرُّوح لأعضاء الرّب يسوع، أي أمّ لنا، لأنّها شاركت بواسطة محبّتها بولادة المؤمنين في الكنيسة، هؤلاء الّذين هم أعضاء مخلّصنا الإلهيّ، ورأسنا (راجع أف 4: 15-16)، التي هي أمّه بحسب الجسد. في الواقع، كان يجب أن يولد مُخلِّصنا بحسب الجسد من عذراء، لكي يعلّمنا أنّ أعضاءه يجب أن يولدوا بحسب الرُّوح من عذراء أخرى، وهي الكنيسة. إذًا، وحدها مريم هي أمّ وعذراء في الوقت عينه بحسب الجسد وبحسب الرُّوح. لكنّ الكنيسة جمعاء، في القدّيسين الّذين يجب أن يرثوا ملكوت الله، هي أيضًا بحسب الرُّوح أمّ الرّب يسوع المسيح وعذراءه.