stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب جورج جميل

800views

تاملك 21-2-2019‏

مز55‏

‏1اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ لأَنَّ الإِنْسَانَ يَتَهَمَّمُنِي، وَالْيَوْمَ كُلَّهُ مُحَارِبًا يُضَايِقُنِي. ‏‏2تَهَمَّمَنِي أَعْدَائِي الْيَوْمَ كُلَّهُ، لأَنَّ كَثِيرِينَ يُقَاوِمُونَنِي بِكِبْرِيَاءَ. 3فِي يَوْمِ ‏خَوْفِي، أَنَا عَلَيْكَ أَتَّكِلُ. 4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. ‏مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ؟ 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ ‏بِالشَّرِّ. 6يَجْتَمِعُونَ، يَخْتَفُونَ، يُلاَحِظُونَ خُطُواتِي عِنْدَمَا تَرَصَّدُوا ‏نَفْسِي. 7عَلَى إِثْمِهِمْ جَازِهِمْ. بِغَضَبٍ أَخْضِعِالشُّعُوبَ يَا اَللهُ. 8تَيَهَانِي ‏رَاقَبْتَ. اجْعَلْ أَنْتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ. أَمَا هِيَ فِي سِفْرِكَ؟

‏9حِينَئِذٍ تَرْتَدُّ أَعْدَائِي إِلَى الْوَرَاءِ فِي يَوْمٍ أَدْعُوكَ فِيهِ. هذَا قَدْ عَلِمْتُهُ لأَنَّ ‏اللهَ لِي. 10اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. الرَّبُّ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. 11عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ ‏فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الإِنْسَانُ؟ 12اَللَّهُمَّ، عَلَيَّ نُذُورُكَ. أُوفِي ‏ذَبَائِحَ شُكْرٍ لَكَ. 13لأَنَّكَ نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ. نَعَمْ، وَرِجْلَيَّ مِنَ ‏الزَّلَقِ، لِكَيْ أَسِيرَ قُدَّامَ اللهِ فِي نُورِ الأَحْيَاءِ.‏

تامل

‏ لقد قال القديس ايرونيموس وعلى حق، في صدد حديثه عن سفر ‏يونان: “ان يسوع هو يونان الجديد”. فكما تكلم القديس بولس عن آدم ‏الجديد ومن بعده آباء الكنيسة، فالحديث عن “يونان الجديد” وقد سمى ‏يسوع نفسه”، اعظم من يونان “يفتح أمامنا آفاقاً لاهوتية وانسانية ‏رائعة. يسوع الناصري، هو هذا الانسان المتأصل في تاريخ وفي ‏شعب، هو هذا الانسان الذي عاش في حدود بشريتنا وشاركنا الافراح ‏والاحزان ودخل في اعماق واقعنا البشري وعاش خبرة الموت إلى ‏اقاصي الحدود وهو الانسان البريء. انه يونان، وهذا يعني انه اخذ ‏ضعفنا على عاتقه وصار خطيئة لاجلنا على حد قول القديس بولس. ‏ويسوع الناصري هذا هو يونان الجديد، هو أعظم من يونان. لقد شدّد ‏كاتب سفر يونان مرات عديدة على موقف الهرب في يونان “هرب ‏من وجه الرب” في بداية الرواية كما شدّد أيضاً على ركبة يونان في ‏الموت في آخرها:‏‎
‏”خذ نفسي مني، فانه خير لي ان أموت من ان أحيا” (4/3). أما ‏الاناجيل فتصف لنا يسوع في موقف معاكس تماماً للهرب أولاً. ‏فالأجير يهرب في انجيل يوحنا (10/12)، اما يسوع فيسير في مقدمة ‏القطيع. فيونان الجديد هو الابن أمام الاب وهو الاخ مع الاخوة. ‏والرغبة في الموت التي يتمناها يونان، وهي تعبير عن الحسد والحقد ‏والانتقام في قلب الانسان، تتحوّل في يسوع إلى رغبة في اعطاء ‏الحياة: “لا أحد يأخذ حياتي، بل أنا أعطيها”. ان يونان الجديد يعطي ‏حياته في طاعة كاملة لإله العهد وفي تضامن كامل مع إخوته البشر. ‏في موت يسوع وقيامته صارت آية يونان واقعاً، واعطي الخلاص ‏مجاناً لكل انسان تحت السماء.‏‎
ألسنا اليوم في عالم يحمل التساؤلات نفسها؟ وبشكل أدق، ألسنا في ‏عالم تتهدده دوماً تجربة الاستسلام إلى الخصوصية الضيقة والقومية ‏السهلة، وفي عالم يسعى نحو شمولية كاملة ومتحققة؟ أليست ‏المسيحية، وبشكل خاص، اليسس سر موت المسيح وقيامته هو ‏المجال الذي فيه تعاش أولاً وتعلن ثانياً في العالم ضرورة عيشِ ‏جدلية خصوصيات الشعوب وانفتاحها على بعضها البعض في حب ‏شمولي متصاعد ومتكامل؟

كانت تأملات يونان منقولة عن الاب أنطوان أدواو اليسوعي