stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل الأب وليم سيدهم

1.1kviews

‏”وكان هيرودس يريد ان يرى يسوع”‏

وصلت أخبار إلى هيرودس الملك مفادها أن هناك شخص يشفى المرضى و يقيم الموتى و يطهر البُرص و ‏يفتح آذان الطرشان و يستقبل العرجان. استفزت هذه الأخبار هيرودس الملك فمن ذا الذى يجرؤ على العبث ‏بأفراد مملكته دون إذنه شخصياً إن السلطة عند هيرودس مطلقة و لا سقف لها فهو ملك البشر و الحجر و ‏السماوات و الأرض أى تهاون فى ممارسة هذه السلطة المطلقة ليست من شيمة مثل هؤلاء المستبدين ‏الأقحاح.‏
و لكن ترددت أسماء على مسمع هيرودس كان يعرفها جيداً و اتخذ منها مواقفاً صارمة مثل يوحنا المعمدان، ‏‏”فَقَالَ هِيرُودُسُ: «يُوحَنَّا أَنَا قَطَعْتُ رَأْسَهُ. فَمَنْ هُوَ هذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْهُ مِثْلَ هذَا؟‎«‎‏” .‏
لم يكن شوق هيرودس لرؤية يسوع هو شوق بطرس و يوحنا اللذان كانا ينتظران المسيا. إنه شوق القاتل ‏ومن لا يتورع عن سحق أى شخص يظهر أى نوع من السلطة على رعيته مهما كانت هذه السلطة روحية أم ‏سياسية أم دينية.‏
فى مثل هذه الظروف كان يسوع ينساب مثل الماء بين الصخور يسقى العطاش من الفقراء و الظمأى إلى ‏العدالة و المتشوقين إلى السلام و الحنان و الحب. و ليس فى مقدور هيرودس أن يتحكم فى مياه المطر و لا ‏فى تلوين الزهور الذى تُزين ربيع صباه “المتقين لله” ثم أن يسوع كان فى صلبه و الحكم عليه مناسبة سارة ‏ليتصالح هيرودس مع بيلاطس على ظهره و هما يمارسان سلطة التلاعب باليهود من فريسيين و كتبة و ‏منهم يسوع بنى بلدتهم الذين صمموا على صلبه دون أى فهم من السلطة السياسية الرومانية لما يدور فى ‏كواليس الصراعات اليهودية اليهودية واليهودية المسيحية.‏
و رغم أن هيرودس صُدم من طلب إبنه هيروديا بتقديم رأس يوحنا المعمدان على طبق، فإنه لم يتورع عن ‏تنفيذ حكم القتل على من كان يحبه فى اعماق قلبه و من كان معجب بشجاعته فى الدفاع عن الحق. هكذا ‏سلاطين هذا العالم يضعون أنفسهم مكان الله و يتوهمون أن سلطانهم لا يعترف بضابط للكون أو خالق للدنيا ‏بما فيها و السماوات و الأرض.‏
ألم يطع يسوع وهو في بطن أمه لأوامر قيصر في الاكتتاب فى أورشليم و تجشم مريم أمه و يوسف مشقة ‏السفر لكى يسجلون أسمائهم فى أورشليم؟ هكذا المسيح كالنسيم الذى شعر به ايليا النبى وهو في قمة جبل ‏سيناء و تعرف من خلاله على حضور الله رب السماوات و الأرض و هو يزوره فى أحلك لحظاته حينما ‏كان هارباً من أمام وجه ايزابل إمرأة الملك التى كانت تريد قتله.‏
إن قوة الله السرمدية لا يضيرها قوة و سلطان الملوك الذين اكثر ما يمكن أن يفعلوه أن يقبضوا بيديهم على ‏الريح و مشورتهم تبيد أمام مشورة رب الأرباب، إن رغبة هيرودس فى رواية يسوع لا تساوى شيئاً عند ‏الله أمام رؤية البرص و العميان و الكسحان الذين يرونه كل حين و كل ساعة يحتضنهم و يربت عليهم .‏
لن يفهم هيرودس ما قاله يسوع للنشطاء “من رآنى فقد رأى الآب”‏