stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

تأمل الأحد دعوة الرسل : للمطران كريكور اوغسطينوس

1.6kviews

8957

« ولـمَّا طَلَعَ الصَّباح دعا تَلاميذَه ، فاختارَ مِنهُمُ اثَنيْ عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلاً »

في تِلْكَ الأَيَّام ، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي ، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله .

ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً ، وَهُم :

سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس ، وأَنْدرَاوُس أَخُوه ، ويَعْقُوب ، وَيُوحَنَّا ، وَفِيلِبُّس ، وبَرْتُلْمَاوُس ، ومَتَّى ، وَتُومَا ، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى ، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور ، ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب ، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا.

وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل ، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب ، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة ، وأُورَشَليم ، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا ، جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه ، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم . والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون .

وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع . ( لوقا ٦ : ١٢ – ١٩ )

أقام ربّنا يسوع المسيح ، المعلّم الإلهي ، مرشدين ومعلّمين ومترجمين ورعاة للعالم كلّه ” ووُكَلاءَ أَسرارِ الله ” ( قورنتس الاولى ٤ : ١ ) . ودعاهم ليكونوا لامعين ومنوِّرين كالمصابيحِ والمشاعل ، لكن ليس في بلاد اليهود فقط … بل في كلّ مكان تحت أشعّة الشمس ، وللناس أجمعين القاطنين في أنحاء العالم كلّه . إذًا، فالقدّيس بولس الرسول كان على حقٍّ عندما قال : ” ما مِن أَحَدٍ يَتَوَلَّى بِنَفْسِه هذا المَقام ، بل مَن دَعاهُ اللهُ ” ( عبرانيين ٥ : ٤ ) … 

إن كان الرّب يسوع يعتبر أنه عليه إرسال تلاميذه كما أرسله الآب ( يوحنا ٢٠ : ٢١ )، كان ضروريًّا جدًّا أن يكتشف هؤلاء المدعوّين للامتثال به ، وما هي المهمّة التي أرسل الآب ابنه من أجلها. لذا، شرح لنا بطرق مختلفة طبيعة مهمّته الخاصّة . فقد قال يومًا : ” ما جِئتُ لأُدعُوَ الأَبرار ، بَلِ الخاطِئينَ إِلى التَّوبَة ” ( لوقا ٥ : ٣٢ ) . وأيضًا : ” قَد نَزَلتُ مِنَ السَّماء لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي بل بِمَشيئَةِ الآب الَّذي أَرسَلَني” ( يوحنا ٦ : ٣٨ ). . . وفي مرّة أخرى قال : ” فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم فمن يؤمن بهِ لا يُحكم عليه ” ( يوحنا ٣ : ١٧ ) . 

لقد لخّص الرب يسوع مهمّة الرسل ببضع كلمات عندما قال إنه أرسلهم كما أرسله الآب : بذلك ، سيفهمون أنه يتوجّب عليهم أن يدعوا الخطأة إلى التوبة ، وأن يشفوا المرضى جسديًّا وروحيًّا . وفي مهمّتهم كوكلاء ، ألاّ يحاولوا أبدًا العمل وفقًا لإرادتهم الخاصّة ، بل وفقًا لإرادة الذي أرسلهم . أخيرًا ، أن يخلّصوا العالم بقدر ما يتلقّى هذا الأخير تعاليم الرّب يسوع المسيح . المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك