تأمل الأحد ٢٦ يونيو / حزيران ٢٠١٦
” كلُّ ما تَرْبُطُنهُ على الأرضِ يكُونُ مَرْبُوطاً في السماء ، وكُلُّ ما تَحلّونه على الأرض يكُونُ مَحلُولاً في السماء “.
قالَ الرَبُّ يَسوعُ : ” إِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوك ، فَٱذْهَبْ وعَاتِبْهُ بِيْنَكَ وبَيْنَهُ على ٱنْفِرَاد . فَإِنْ سَمِعَ لك رَبِحْتَ أَخَاك . وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ ٱثْنَيْن ، لِكَي تَثْبُتَ كُلُّ كَلِمَةٍ بِشَهَادَةِ ٱثْنَيْنِ أَو ثَلاثَة .
وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا ، فَقُلْ لِلْكَنِيسَة . وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْكَنِيسَةِ أَيْضًا، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالوَثَنِيِّ والعَشَّار .
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم : ” كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء ، وكُلُّ مَا تَحلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السماء ” .
مَنَحَ الربّ يسوع الرُّسل قدرته على غفران الخطايا، ومنحهم بها أيضًا السّلطة لمصالحة الخطأة مع الكنيسة . يظهر هذا البعد الكهنوتي لِمُهمّتهم خاصّة بكلمة الرّب يسوع لسمعان بطرس : ” سأُعطيكَ مَفاتيحَ مَلَكوتِ السَّمَوات. فما رَبَطتَهُ في الأَرضِ رُبِطَ في السَّمَوات . وما حَلَلتَه في الأَرضِ حُلَّ في السَّمَوات ” (متى ١٦ : ١٩ ). ” فهذه المهمّة بالربط والحلّ التي أُعطِيَت لبطرس أُعطِيَت أيضًا لجماعة الرُّسل ومن بعدهم للأساقفة ومنهم للكهنة المتّحدين برئيسهم ( متى ١٨ : ١٨ ).
إنّ عبارة الغفران المعتمدة في الكنيسة تُعبّر عن العناصر الأساسيّة لهذا السرّ : الله ” أب المراحم ” هو نبع كلّ غفران . يحقّق مصالحة الخطأة من خلال فصح ابنه يسوع وهبة روحه ، ومن خلال الصلاة وخدمة الكنيسة : ” ليظهر لكم الله أبونا رحمته . بموت ابنه وقيامته ، صالح العالم معه وأرسل روحه القدّوس لغفران الخطايا. ليمنحكم الغفران والسلام بواسطة خدمة الكنيسة . وأنا أغفر لكم كلّ خطاياكم باسم الآب والابن والرُّوح القدس “…
يعمل الرّب يسوع المسيح في كلّ الأسرار. يتوجّه شخصيًّا إلى كلّ خاطئ : ” يا بني، غُفِرَت لك خطاياك ” (متى ٢ : ٥ ). هو الطبيب الذي ينحني على كلّ المرضى الذين يحتاجون إليه ليشفيهم ( متى ٢ : ١٧ ) . يقيمهم ويعيدهم إلى جماعة الأخوة . إذاً ، الاعتراف الشخصيّ هو أكثر الأشكال تعبيرًا عن المصالحة مع الله ومع الكنيسة ، أي مع القريب . نسأل الروح القدس أن ينوّر عقولنا وضمائرنا و قلوبنا لنعرف خطايانا ونعترف بها لكي نستحق أن نتصالح مع الله والكنيسة والقريب ، ونتابع حياتنا بمحبةٍ وضميرٍ صافٍ وقلب طاهرٍ نقي .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك