في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَنا مِن يَسوعَ رَجُلٌ فَجَثا لَهُ، وَقال:
«يا رَبّ، أَشفِق عَلى ٱبني. فَإِنَّهُ يُصرَعُ في رَأسِ ٱلهِلال، وَهُوَ يُعاني آلامًا شَديدَة. فَكَثيرًا ما يَقَعُ في ٱلنّارِ وَكَثيرًا ما يَقَعُ في ٱلماء.
“الرَّبّ قَريبٌ مِن جَميعِ الذينَ يَدْعونَه مِن جَميعِ الذينَ بِالحَقِّ يَدْعونَه. لأنَّ اللهَ لا يُحابي أحَدًا. إنَّ الآبَ يُحِبُّ الابن فجَعَلَ كُلَّ شيءٍ في يَدِه” (مز 145[144]: 18؛ رو 2: 11؛ يو 3: 35). شرط أن نحبّ أبانا السماوي حقًّا كأبناء، فإنّ الربّ يصغي إلى راهب وإلى رجل مسيحي علماني بالطريقة عينها. شرط أن يتحلّى الاثنان بالإيمان الحقيقي، وأن يحبّا الربّ من صميم القلب وأن يملكا إيمانًا “قَدْر حَبَّةِ خَردَل”، فإنّهما سيتمكّنان من “نقل الجبال”. قال الربّ بنفسه: “كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ لِلَّذي يُؤمِن” (مر 9: 23). كما صرخ القدّيس بولس: “أستَطيعُ كُلَّ شيَءٍ بِذاكَ الذي يُقوِّيني” (فل 4: 13). رائعة أكثر هي كلمات الربّ بشأن أولئك الذين يؤمنون به: “الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن آمَنَ بي يَعمَلُ هو أَيضًا الأعمالَ التي أعمَلُها أنا بل يَعمَلُ أعظَمَ مِنها لأنّي ذاهِبٌ إلى الآب. فكُلَّ شيءٍ سألتُم بِاسْمي أعمَلُه لِكَي يُمَجَّدَ الآبُ في الابْن. إذا سَألتُموني شَيئًا بِاسمي، فإنّي أعمَلُه” (يو 14: 12-14).
هكذا هو الأمر، يا صديق الربّ. كلّ ما تطلبه من الربّ، ستحصل عليه شرط أن يكون طلبك لمجد الربّ أو لخير القريب. لأنّ الربّ لا يفصل بين مجده وبين خير القريب: “كُلَّما صَنعتُم شَيئًا مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إخوتي هؤلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه” (مت 25: 40)