إنّ الرّب يسوع المسيح يطلب منّا أمرين: أن ندين خطيئتنا وأن نغفر للآخرين خطاياهم، وأن نعمل الأمر الأوّل من أجل الأمر الثاني الذي يصبح أسهل بهذه الحال، لأنّه عندما نفكّر في خطايانا، سوف نكون أقل قسوة تجاه إخوتنا الذين يشاركوننا شقاء الخطيئة عينه. والغفران المطلوب منّا ليس غفرانًا كلاميًّا إنّما غفرانًا حقيقيًّا من أعماق قلبنا لكيلا يتحوّل نحو صدرنا الرّمح الذي يخيّل لنا إنّنا نوجّهه إلى الآخرين. أيُّ شرّ يمكن لعدوك أن يفعله لك مقارنة مع ما تفعله أنت لنفسك بسبب خشونتك؟
تأمّلوا إذًا كم سنجني من الفوائد من خلال جرح نتحمّله بتواضع وبشاشة. سوف ننال أوّلاً، وهذا الأهم، مغفرة خطايانا. وسوف نتمرّن على الصبر والشجاعة. كما سوف نكتسب الوداعة والمحبّة لأن الذي يستطيع أن يلجم غضبه تجاه مَن سبّبوا له الحزن سوف يكون أكثر محبّة تجاه مَن يحبّونه. وفي مرحلة لاحقة، سوف تقتلعون الغضب من قلبك وهو خير لا مثيل له. إنّ الذي يخلّص نفسه من الغضب، فهو يخلّصها بدون شكّ من الحزن: فهو لن يمضي حياته في أحزانٍ وفي قلق لا طائل منه. هكذا، فإننّا نعاقب أنفسنا بِكُرهِنا للآخرين، وبالعكس كذلك فإننا نأتي بالخير لأنفسنا بحُبِّنا لهم. أضِفْ إلى ذلك أنّ الجميع سوف يُجِلّونكم حتّى الأعداء منهم وإن كانوا شياطين. والأفضل من ذلك إنّه لن يعود لديك أعداء إذا تصرّفت بهذا الشكل…