الغني والفقير، الشاب والكهل، المريض والسليم كلّنا متساوون أمام الموت، وهذا واضح من كلام الإنجيل من مَثَل الغني والفقير وإن كانا يختلفان اختلافاً كبيراً في وجوه متعدّدة، ولكن أمام الموت فالكل متساوٍ. وحده من تحلّى بالإعمال الصالحة له نصيب بقربه.
وقف الغني والفقير في آخر الحياة ولكن شتّان ما بين الوقفتين. الآن هما متساويان. بالموت يتساوى كل البشر إذ يُنتزع كل شيء منهم. وهو نهاية كل شيء. الغنى والفقر، البؤس والملك، السلطان واللّذة. هو انفصال عن الأصحاب، والأصدقاء والأقارب والعظماء. في تلك الساعة الرهيبة نظر الغني إلى الحياة السالفة فتحسّر وحزن. فأين اللذائذ التي تنعّم بها؟ أين بهجة الحياة والحفلات الصاخبة؟ أين الغنى الفاحش؟ أين السلطان والجبروت؟ أين الأعيان والوجوه؟ كل شيء قد انتهى وزال.