تأمل اليوم العاشر من الشهر المريمي ٢٠٢١
” يا أُمّ الله أعضديني بأجنحة صلواتكِ ” ( القديس كريكور ناريكاتسي ) ( غريغوريوس الناريكي )
مريم في مغارة بيت لحم ( لوقا ٢ : ٧ )
عندما نتأمل بالطفل يسوع، تحضرنا صورته وهو مُضجعاً في المذود يُحيط به يوسف ومريم يتأملانه بحب وشوق ( لوقا ٢ : ١٩ ). هذا المشهد الجميل للعائلة المقدسة هو صورة و مثال للعائلة المسيحية المعاصرة . العائلة هي نواة في الكنيسة وفي المجتمع. والأولاد هم هبة من الله ووديعة استودعها الخالق للوالدين، وسيؤدون عنها حساباً يوم الدين.
ومن هنا تظهر ضرورة الإهتمام بالأولاد روحياً ومادياً.
فيجب على الأولاد أن يتعلموا منذ نعومة أظفارهم وتجاوباً مع الإيمان الذي يقبلونه في سرّ العماد المُقدّس ، كيف يكتشِفونَ الله ويكرمونه وكيف يحبون القريب ويساعدونه . ومن هنا ، اي في العائلة ، يبدأ إختبارهم للكنيسة وللحياة الإنسانية الصحيحة في المجتمع، وعن طريق الأسرة يندمجون شيئاً فشيئاً في المجتمع البشري وفي شعب الله.
إن توجيه الأولاد توجيهاً صحيحاً نحو خدمة الله، ومحبة الوطن، وغرس الخصال الحميدة في قُلوبِهم ، هو من أهم واقدس واجبات الأهل نحو اولادهم . وعليهم ايضاً واجب القدوة الحسنة أعني أن يكونوا مثالاً صالحاً في تصرفاتهم وأقوالهم لأنَّ الأولاد يقتبسون من والديهم كل العادات ويقلدونهم في تصرفاتهم.
فلنطلب من العائلة المقدسة أن تبارك عائلاتنا، وتمنح الوالدين القوة والنعمة والحكمة والفطنةِ في تكميل واجبهم التربوي المقدس.
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك