stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

تأمل بمناسبة ختام سنة الرحمة

1.7kviews

jubilee-of-mercy11450274978

” مثل السامري الصالح ” ( لوقا ١٠ : ٢٥ – ٣٧ )

الرّبّ يسوع المسيح هو السامري الصالح :

الرجل الذي كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا يمثّل آدم ،  وأورشليم ترمز إلى الفردوس ، وأريحا ترمز إلى العالم .  أمّا اللصوص ، فهم يمثّلون القوى المعادية للإنسان ، والكاهن يمثّل الشريعة ، واللاوي يمثّل الأنبياء ، والسامري ( كلمة سامري تعني : الحارس )  يمثّل ، بل هو نفسه : ”  الرّب يسوع المسيح ” .

من ناحية أخرى ، فإنّ الجراح ترمز إلى التمرّد ، والدابة ترمز إلى جسد الربّ الحامل أوجاعنا … والدينارين رمز للعهد القديم والجديد ووعد السامري بالعودة مجدّدًا يرمز إلى مجيء الربّ الثاني ليدين الأحياء والأموات …

إنّ هذا السامري  كما جاء على لسان النَّبِيِّ  أشعيا : ” هو الذي أخذَ أسقامَنا وحَمَلَ أمراضَنا ” ( متى ٨ :  ١٧ ) ، وتألم من أجلنا . لقد حملَ المُحتَضِر المؤلّم والمعذّب وذهب به إلى الفندق ، والفندق يرمز إلى الكنيسة المقدّسة . هذه الأخيرة مفتوحة للجميع ، لا ترفض مساعدة أحد ،  والجميع مدعوّون إليها من قبل الرّبّ يسوع الذي يفتح يديه ويستقبلنا قائلاً  : ” تَعالَوا إليَّ  جَميعًا أيّها المُرهَقونَ المُثقَلون ، وأنا أريحكم ” ( متى ١١ : ٢٨ ) .

بعد مرافقة السامري للجريح إلى الفندق ، لم يغادره في الحال ولا لحظةً واحده ، بل بقي بالقربِ منه يومًا كاملاً  .

اعتنى بجراحه ، ليس في النهار فقط ، بل في الليل أيضًا ، محيطًا إيّاه بمحبّة وعناية فائقة …

بالفعل ، إنّ حارس النفوس هذا ، أظهر أنهُ أكثر قُرباً إلى البشر من معلّمي الشريعة ، وذلك من خلال أعمال الرحمة التي قام بها تجاه الذي ” وقَعَ بِأَيدي اللصوص ” وبيّن َ له أنّه قريبه بالأفعال والأعمال ، روحياً ومعنوياً ، أكثر من الكلام …

” اِقتَدوا بي كما أقتَدي أنا بِالمسيح ” ( قورنتس الأُولى  ١١ : ١ ) ،  من خلال هذه الآية التي كتبها وعلّمَها القديس بولس نستطيع جيداً أن نقتدي بالرّب يسوع المسيح وأن نشفق على الذين ” يقعون بأيدي اللصوص ” ،  وأن نقترب منهم ، وأن نسكب زيتًا وخمرًا على جراحهم وأن نضمّدها ، وأن نحملهم على دابتنا الخاصّة ونحمل أثقالهم وهمومهم ومشاكلهم . حتى تتمجّد قدرة رحمة الله .

لقد اراد ابن الله ” يسوع الرحيم ”  أن يحثّنا على القيام بأعمال الرحمّة والمحبّة ، فقال موجّهًا كلمته إلينا جميعًا ،  أكثر منه إلى علماء  الشريعة : ” اِذْهَبْ فاعمَلْ أنتَ أيضاً مِثلَ ذلك ” .

لممارسة أعمال الرحمّة في حياتنا اليومية لنتحد مع القديّسة فوستينا ونُصلّي هذه الصلاة التي كتبتها قائلين :

“أيُّها الثالوث الأقدّس ، أُريد عبادة رحمة قلبك بكُلِّ نسمةٍ من كياني ، بكُلِّ دقَّةٍ من دقّاتِ قلبي ، بكُلِّ نبضةٍ من نبضاتي .

سَيِّدي ، أرغبُ أن أتحوّلَ كلّيّاً أداةً لرحمتِكَ ، فأكون بذلك انعكاساً حياً لك . لتنسَكِبَ من خلالِ قلبي وروحي رحمتكَ اللّامحدودة على النفوس التي من حولي :

– ساعدني يا إلهي كي تكون عيناي رحومتين ، حتى لا أظُنّ بأحد ولا أحكُمَ على أحد من خلال المظاهر الخارجية ، ولكن حتى أُميِّز جمال كلّ نفس ، وأكون عوناً لها .

– ساعدني يا إلهي كي تكون أُذناي رحومتين ، حتى أميل  إلى مساعدة قريبي ، وكي لا أكون لامُبالياً ( لا مُباليةً ) لآلامه وشكواه .

– ساعدني يا إلهي كي يكون لساني رحيماً ، حتى لا أتوه بالسوءِ على أحد ولكي يكون عندي لكل واحدٍ عزاءٍ وغفران .

– ساعدني يا إلهي كي تكون يداي رحومتين ومملؤَتين بالأعمال الحسنة ، حتى أتمكّنَ من صنع الخير مع القريب وأقوم بكُلِّ الأعمال المتعبة والشَّاقة .

– ساعدني يا إلهي كي تكون قدماي رحومتين حتى أُسارع لخدمةِ القريب متغلِّباً ( مُتغلّبة ) على تعبي الذاتيٌ فإن راحتي الحقيقيّة هي في خدمةِ قريبي .

– ساعدني يا إلهي كي يكونَ قلبي رحيماً حتى أشعر بمُعاناةِ قريبي . لن أبخَلَ بقلبي على أحد ، سأكون طيباً ( طيّبة ) حتى مع الذين أعرِفُ أَنَّهُم سيستغلّون طيبة قلبي . وأنا بدوري سألتجئ إلى قلب يسوع الرحيم فأنسى مُعاناتي .

يا إلهي لتستقر فيَّ رحمتكَ .

قد أمرتني يا ربّ أن أُمارسَ الدرجات الثلاث للرحمة :

الأُولى : فعل المحبّة ( الرحمة ) مهما كان .

الثانية : الكلمة المُعزيّة ، فإذا لم أستطع المساعدة بالفعل أساعد بكلمة تعزية .

الثالثة : الصلاة ، إذا لم يكن بإستطاعتي أن أُظهِرَ رحمةً بالفعلِ أو بالكلمةِ ، بإستطاعتي تقديمها بالصلاة .

ها أنا أُرسلُ صلاتي إلى حيثُ لا أستطيع أن أكونَ بالجسدِ . يا يسوع إجعلني شبيهاً ( شبيهةً ) بِكَ فإنّكٓ قادِرٌ على كلّ شيء . آمين ” .

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك