stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل للأب مايكل وليم راعى كنيسة السيدة العذراء بالحواصلية – ايبارشيةالمنيا

543views

موجز تعليم كنيستنا الكاثوليكية عن سر المعمودية
وطرح اسئلة وافكار عملية في ارض الواقع الحالي
الذي نعيشه في مصر (٢)

٣. كيف نحتفل بسر المعمودية؟

* في عهد الرسل كان الانسان يصبح مسيحيا من خلال مسيرة تنشئة تتضمن عدة مراحل: اعلان الكلمة/ قبول الانجيل/ توبة/ اعتراف بالايمان/ فيض الروح/ الشركة الافخارستية.
* اصبحت معمودية الاطفال هي الشائعة والمألوفة، ودور التعليم المسيحي هو تقديم تثقيف ديني مستمر وتفتّح مستمر لنعمة المعمودية في نمو الانسان.
وفي الطقوس الشرقية يقبل الاطفال الحياة المسيحية بالمعمودية بناء على ايمان الوالدين، ويليها حالا سر التثبيت وسر الافخارستيا.
* يظهر معنى سر المعمودية ونعمته خلال طقوس الاحتفال واهمها:
– اشارة الصليب: تشير لوسم المسيح ونعمة الفداء التي نلناها بالصليب..
– اعلان كلمة الله يشرق بنور الايمان…
– جحد الشيطان لان المعمودية تعني انعتاق من الخطيئة ومن الشيطان، ويمسح المتقدم بزيت الموعوظين، ويتم اعتراف الايمان….
– تقديس ماء المعمودية بصلاة استدعاء الروح القدس ليولد المعمدون فيها من الماء والروح ويصبحوا خليقة جديدة….
– طقس التعميد الذي يعني ويحقق موت الانسان وانضمام في حياة الثالوث القدوس، لابسا المسيح في سره الفصحي….
+++ وتتم المعمودية بأعمق معانيها بالتغطيس ٣ مرات في ماء المعمودية، ويقول الكاهن: اعمدك يا فلان باسم الاب والابن والروح القدس، وعند ذكر كل من الاقانيم الثلاثة يغطسه في الماء وينتشله.
– المسحة بزيت الميرون: وترمز لموهبة الروح القدس، فقد اصبح ممسوحا بمسحة الروح، ومتحدا بالمسيح الممسوح كاهنا ونبيا وملكا، وسر التثبيت يثبت مسحة المعمودية ويكملها. (وتكون مسحة الميرون المقدس ٣٦ رشمة علامة تخصيص وتكريس كل الجسد للمسيح)….
– الثوب الابيض يرمز إلى ان المعمد لبس المسيح، وقام معه، والشمعة ترمز الى نور المسيح الذي أنار المعمد….
– التناول من قوت الحياة الابدية، الافخارستيا، فالكنائس الشرقية تعي جيدا وحدة اسرار الدخول للحياة المسيحية، فتمنح المناولة لكل المعمدين والمثبّتين متذكرة قول الرب: دعوا الاطفال يأتون إليّ..
– البركة الاحتفالية….

٤. من هو المؤهل لقبول سر المعمودية؟

كل بشر لم يعتمد بعد، يستطيع وحده ان يقبل المعمودية.
* هناك بالطبع معمودية البالغين كحالة شائعة في الاماكن الحديثة العهد ببشارة الانجيل، فالموعوظية” اي الموعوظين الذين يستلموا حقائق الايمان ويتم اختبارهم اولا، وبعد ذلك ينالون الاسرار”، تشغل مكانا ملحوظا. فهي المدخل للايمان وللحياة المسيحية….
*يعمد الاطفال على اساس ايمان والديهم، وهذه مهمة اوكلها الله لهم ان يوفروا غذاء الحياة لابنائهم، وهذا تقليد قديم منذ القرون الاولى عندما كانت بيوت بجميع افرادها تقبل المعمودية( اع ١٦/ ١٥، ٣٣، اع ١٨/ ٨، ١ كورنتوس ١/ ١٦).

ولا بد للايمان ان ينمو بعد المعمودية، فالمعمودية حياة جديدة في المسيح، وهذه هي مهمة الاشبين تربية الايمان للمعمد.

٥. من يُعمِد؟
الاسقف والكاهن، وفي الكنيسة اللاتينية الشماس الانجيلي ايضا، وفي حال الضرورة يجوز لكل انسان ان يمنح سر المعمودية، بشرط توفر النية السليمة واستعمال صيغة العماد الثالوثية، والحجة في ذلك ان الكنيسة ترى ضرورة الخلاص لجميع الناس.

نصوص تأملية للحياة:
يوحنا ٣/ ١- ٢١ مرقس ١٦/ ١٤- ٢٠
١كورنثوس ٦/ ١١: اغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا.
١كورنثوس ١٢/ ١٣: لاننا جميعنا بروح واحد اعتمدنا إلى جسد واحد، يهودا كنا ام يونانيين، عبيدا ام احرارا، وجميعنا سُقينا روحا واحدا.
غلاطية ٣/ ٢٦- ٢٨: لانكم جميعا ابناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع. لان ملكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر وأنثى، لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع……

افكار عن الواقع وأسئلة للتفكير وللحياة:

1. المعمودية سر الحياة الجديدة في المسيح، فكيف نتشبه بالمسيح في حياتنا وشغلنا ودراستنا وايماننا، كيف نظهر المسيح في افعالنا واقوالنا؟ وهل نحاول دائما التشبه به في محبته ووداعته وتواضعه؟
إلى اي مدى يربي الاباء والامهات اطفالهم على الايمان المقدس، ويعلمانهم بالقول والفعل القيم والمباديء الانسانية المسيحية؟

2. المعمودية تجعلنا واحدا في المسيح بحسب فكر الكتاب المقدس واباء الكنيسة، إلى اي مدى نعيش الوحدة مع الاخر المختلف عني، هل اقبله كأخ لي في المسيح وفي البشرية؟ ام اراه عدوا منافسا خاطئا لانه لا يتبعني؟

3. وهنا نحن بحاجة لعمل هام وشاق، محاولة خلق مبادرات رعوية جديدة على مستوى القيادات الكبرى بالكنيسة في كل الايبارشيات والكنائس بطوائفها المختلفة، تحث على حياة الروح الواحد، ونشر الوعي الديني بقبول بعضنا بعضا لان رباط المحبة المسيحية يربطنا بعضنا بعضا بالرغم من اختلافاتنا، فالمعمودية سرٌّ يربط كل البشر بعضهم بعضا برباط المحبة الشاملة والاخوَّة الشاملة في المسيح، وفي الاصل والاساس نحن كلنا اخوة في البشرية والانسانية بحسب رغبة الله التي خلقنا بها ولها.

4. المعمودية اغتسال/ تقديس/ تبرير: إلى أي مدى اعيش القداسة كمشروع حياة ألتزم به طوال مسيرة وجودي؟ ما هو الحلم الذي اسعى لاحققه: احلام ارضية فقط، ام احلم دائما ان اكون واعيش قديسا خبيرا في الروحيات متطلعا للسمائيات؟
( هنا ضرورة عيش فكرة ان المعمودية موت عن الانسان العتيق، وقيامة للانسان الجديد، وتتحقق هذه العملية باستمرار بالصلاة وعمل المحبة والتوبة والافخارستيا ومعايشة الفضائل)….

5. السيد المسيح قال عمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس، وليس باسم الاسقف او الكاهن او السلطة او كنيسة عينها، اساس المعمودية الايمان بالثالوث القدوس وبسر الفداء، وبالمعمودية نندمج في جسد المسيح السري الواحد، هذا كل الايمان، وخلاصة الايمان، وجوهر الايمان، ومن يعمل ويعلّم عكس ذلك فهو في ضلالة كبيرة.

6. وهنا أتساءل: لماذا يظهر كل حين اشخاص متعصبون ينادون بالتشكيك في معمودية الكاثوليك ورفضها؟ وما هي حجتهم في ذلك؟
في الواقع نحن اكبر من ان ننشغل بقضية مثل هذه، فكنيستنا الكاثوليكية تعدادها اكثر من مليار في العالم، الكنيسة الوحيدة التي تحمل في ذاتها كل سمات وشروط الكنيسة الاساسية بصورة متكاملة وصحيحة: واحدة مقدسة جامعة رسولية……
فكنيستنا اعظم من ان تدخل في مهاترات سخيفة على هذا المستوى، ولكن عرض السؤال هو للتفكير في اسباب وجود هذا الفكر الخاطيء لمحاولة التصدي له ونشر الوعي الديني السليم بين صفوف المؤمنين.

اظن ان حجتهم في ذلك ذات نزعة ذاتية / سياسية/ عنصرية/ انطوائية فقط، حفاظا على هويتهم وخوفهم يجعلهم ينغلقون على ذواتهم فلا يقبلوا الا هويتهم.

اذا نظرنا للتاريخ القبطي جيدا وقرأناه قراءة أصيلة، نجد ان بطاركة الاسكندرية ال ١١٦ بطريرك لم يتكلموا عن هذا الامر، بل كان هناك قبول مشترك للمعمودية وللاسرار، وتشهد عن ذلك المخطوطات المختلفة والتي اشار اليها الشهيد انبا ابيفانيوس في محاضرته عن طقس الانضمام للكنيسة القبطية بحسب المخطوطات،
وجاء البابا شنودة البطريرك ١١٧، وبدأ ينهج فكرا عكسيا لكل سابقيه، فالسؤال المطروح هو: هل سابقيه جميعا كانوا في ضلال وجهل، وهو فقط الذي اظهر الحق!!!!وكل من علّم بالفكر المستنير الابائي السليم يتم محاربته ورفضه، مثل الاب متى المسكين، الانبا ابيفانيوس…الخ، وحاليا قداسة البابا تواضروس الثاني البطريرك ال ١١٨ للكنيسة، يسعى للعودة للجذور المسيحية السليمة، ويحارب كثيرا من اعداء المسيح بسبب فكره المستنير والمتواضع، نصلي ليعينه الرب ليواصل قيادة دفة الكنيسة رغم العواصف المحيطة به.

7. في الواقع ان الايمان المسيحي هو واحد، لان جوهره واحد “الله الثالوث”، اما طرق التعبير عنه وصياغته تختلف من كنيسة لاخرى، من ثقافة لاخرى، ولكننا كلنا نشترك في الايمان الواحد، الروح الواحد، القلب الواحد، الجسد الواحد، الافخارستيا الواحدة التي تقدم لكل العالم لخلاصه، كذلك يمكننا ان نقول كما قال الاب ميلاد صدقي استاذ اللاهوت العقائدي باكليريكية المعادي في احدى محاضراته: ان الكنيسة واحدة، لانها جسد المسيح الواحد، ولكن المسيحيون منقسمين…..
(((هنا نحن بحاجة لفهم صحيح وسليم لمعنى الايمان الواحد ومضمونه)))

8. إنّ سر خلاصنا يا أحبائي لن يتحقق ويكتمل ويتجلى فينا إلا بقدرتنا على عيش روح الوحدة والمحبة والمصالحة مع الله/ الاخرين/ ذواتنا/ الكنيسة/ المجتمع/ والعالم اجمع، (وحدة كونية شاملة)، وهذه الوحدة هي سر البناء والنمو والترابط للعالم ونمو الكنيسة وللمجتمعات، اما الضغينة والانقسام والتكبر فهو علامة خراب وهدم وضلال وانحلال للعالم و ضعف للكنيسة والمجتمعات البشرية.

+ في عالمنا وواقعنا المصري اليوم ما أكثر وجود انبياء الدمار والتعصب والجهل والتخلف والحقد، وما اقل انبياء الحب والصلح والسلام والاخاء والترابط والوحدة!!!!!

فلنكن يا احبائي رسلا للوحدة وللمحبة وللمصالحة، فنحقق رغبة المسيح ليكونوا واحدا….امين
الرب يبارك الجميع
للموضوع بقية،،،،،

++ جوزيف مكرم ..المنسق الأعلامى لأيبارشية المنيا + +