تأمل للأب مايكل وليم راعي كنيسة السيدة العذراء بالحواصلية – ايبارشية المنيا ((((( تكفيك نعمتي ))))
قالها الرب لبولس، ليقوي ايمانه به وسط الالم والضعف والصعوبات والقلق، فنعمة الله ينبوع قوتنا وايماننا ورجاءنا، ويقولها لنا الرب اليوم ليشددنا ويقوينا…..
النعمة:
+ هي شخص يسوع المسيح الحاضر معنا والماكث فينا بروحه القدس…
+ هي بركة الخلاص المقدم للعالم اجمع بتجسد وموت وقيامة المسيح….
+ هي القوة الفاعلة في حياة الكنيسة وخدمتها السرائرية والكرازية…..
النعمة في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية هي: ((جميلٌ وعونٌ مجانيٌّ يعطينا الله اياهما لتلبية ندائه بأن نصير أبناء الله بالتبني، مشاركين في الطبيعة الالهية وفي الحياة الابدية…..النعمة مشاركة في حياة الله، تدخلنا في صميم الحياة الثالوثية، انها النعمة المبررة والمؤلّهة المقبولة في المعمودية، انها ينبوع عمل التقديس……))
النعمة هي الله، والمؤمن يعيش كل شيء كنعمة من الله، وهذه هي قمة الايمان والرجاء والمحبة عندما نرى كل شيء انه نعمة من الله وان ندرك ان كل الاشياء تعمل للخير لمن يحبون الرب…
تكفيك نعمتي…..الخلاص هو ثمرة تفاعلك الشخصي مع نعمة الله، عندما تتضافر ارادتك مع ارادة الله، وتحيا متحدا به، تنمي علاقتك به وبذاتك وبالاخرين، وتسعى للنضوج الروحي والايماني والعلائقي والنفسي والاجتماعي، فالنعمة بحاجة إلى دورنا الخاص في تفعيلها وتنميتها وتجسيدها في الواقع الخاص بنا، النعمة مسيرة ابداع متجدد واسلوب حياة ذات معنى…
تكفيك نعمتي….لا يجب ان نعتمد فقط على مجهودنا الذاتي للوصول للرب وللخلاص كما نادت البدعة البلاجية، فالانسان بحاجة لنعمة الرب وقوته لتسنده في جهاده وسعيه نحو الكمال و القداسة…..
تكفيك نعمتي….شعار عاشه القديسون فتغلبوا على الصعاب، ونالوا المواعيد، وصبروا اكثر اكثر في الضيقات الموضوعة، فاخمدوا لهيب النيران ونجوا من حد السيف، فالنعمة تجعلنا ننتصر على الشر والشرير، النعمة تقدسنا وتجعلنا بشرا مؤلهين مشابهين للرب قديسين:كونوا قديسين لاني انا قدوس……
“صار الاله انسانا، ليصير الانسان الها”( ق. ايريناوس)
تكفيك نعمتي….النعمة فاعلة في الاسرار، الاسرار هي علامات منظورة ننال من خلالها نعمة غير منظورة، الاسرار السبعة هي قنوات النعمة التي بها يستمر الله في محبته وعطاءه وغفرانه وتجديده وتقديسه للكنيسة وللبشرية وللعالم اجمع……
النعمة تقدس، تجدد، تنقي، تسند، تقوي، تبرر، تخلق من جديد، تشفي، تغفر، تحيي، ترشد، تبارك، تفرح القلب وتملاه سلاما…….
+ فهل نقبل نعمة الله في حياتنا باتحادنا بالرب وتواضعنا وتوبتنا وتوقنا للحق وللخير؟ ام نرفضها بكبرياءنا وجهلنا وتعصبنا وقسوة قلوبنا واختيارنا للشر؟
يا اله كل نعمة، اغمرنا بنعمتك، فما احوج عالمنا اليوم لعمل نعمتك…العالم لا يراك لانه لا يريدك…” الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله”…. ازرع فينا الشوق اليك، والاتحاد بك، والثبات فيك، والعمل معك في نشر ملكوتك، ملكوت المحبة والتسامح والغفران واحترام الاخرين، ونشر حضارة الرحمة والانسانية………امين
++ جوزيف مكرم .. المنسق الإعلامى لايبارشية المنيا ++