stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تأمل للأب مايكل وليم راعي كنيسة السيدة العذراء بالحواصلية – ايبارشية المنيا _موجز تعليم كنيستنا الكاثوليكية عن المعموديةوطرح اسئلة وافكار للحياة (٣)

602views

٦. ضرورة المعمودية:

يؤكد السيد المسيح نفسه ضرورة المعمودية للخلاص، ولذلك أمر تلاميذه ان يعلنوا البشارة ويعمدوا جميع الامم. وتعتقد الكنيسة منذ القدم ان الذين يموتون في سبيل الرب ولم ينالوا المعمودية، انما يعتمدون بموتهم لأجل المسيح ومع المسيح، وهذه تسمى معمودية الدم، وكذلك معمودية الشوق.
اما الاطفال الذين يموتون بلا معمودية، فالكنيسة تسلم امرهم لرحمة الله، ولا شك ان واسع رحمة الله ومحبته للاطفال يتيحان لنا الأمل بان يجد هؤلاء الاطفال الطريق للخلاص، لهذا تنادي الكنيسة وبإلحاح الا يُمنع الاطفال من ان ياتوا للمسيح بالمعمودية.

٧. نعمة المعمودية:

+لمغفرة الخطايا:

بها تغفر الخطايا كلها، فالذين وُلدوا ثانية لا يبقى فيهم ما يحجبهم عن دخول ملكوت السموات، ولكن المعمد يبقى عرضة لبعض مفاعيل الخطيئة الزمنية، كالالام والمرض والميل للخطيئة، والتي يجب التصدي لها بالجهاد الروحي المستمر.

+ الخليقة الجديدة:

تجعلنا المعمودية خليقة جديدة، ابناء الله بالتبني، شركاء في الطبيعة الالهية، أعضاء في جسد المسيح، ووارثين معه، وهياكل الروح القدس.
ويمنح الثالوث الاقدس المعتمد النعمة المقدِسة والمبرّرة، وهي: – تمكّن المعتمد ان يتوجه لله بالايمان والرجاء والمحبة( الفضائل الالهية).
– تقوية المعتمد ليحيا ويعمل بدافع من الروح القدس عن طريق مواهب الروح القدس.
– تتيح له ان ينمو في الخير بواسطة الفضائل الادبية.
هكذا نرى ان كل بناء الحياة الفائقة الطبيعة لدى المسيحي له جذوره الاساسية في المعمودية المقدسة.

+ مندمجون في الكنيسة جسد المسيح:

المعمودية تجعلنا اعضاء جسد المسيح. ” أولسنا من ثم، اعضاء بعضنا لبعض؟ ( اف ٤/ ٢٥)، فمن جرن المعمودية يولد شعب الله، شعب العهد الجديد الذي يتخطى كل الحدود الطبيعية والبشرية القائمة بين الامم والثقافات والاعراق والاجناس: ” اننا قبلنا المعمودية جميعا في روح واحد لنكون جسدا واحدا” ( ١كورنثوس ١٢/ ١٣).
اصبح المعمدون حجارة حية لبناء بيت روحي وكهنوت مقدس( ١ بطرس ٢/ ١٥)، فبالمعمودية نشترك في كهنوت المسيح ورسالته النبوية والملوكية، ( اشتراكنا في الكهنوت العام).
فالمعمّد الذي صار عضوا في الكنيسة، لم يعد مِلك ذاته، بل ملك من مات وقام لاجلنا، فبالتالي فهو مدعو لخدمة الاخرين ومحبتهم وطاعة الكنيسة، وان ينال الاسرار ويتغذى بكلمة الله ويشترك في خدمة الرسالة.

+المعمودية رباط الوحدة الاسراري بين المسيحيين:

المعمودية هي الاساس الذي تقوم عليه الشركة بين جميع المسيحيين، وايضا مع الذين ليسوا في شركة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية :
(((( ان الذين يؤمنون بالمسيح وقبلوا المعمودية قبولا صحيحا، هم على شركة، وان غير كاملة، مع الكنيسة الكاثوليكية. وبما انهم تبرروا بالايمان الذي نالوه في المعمودية، وصاروا به اعضاء في جسد المسيح، فانهم بحق يحملون الاسم المسيحي، وبحق يرى فيهم أبناء الكنيسة الكاثوليكية اخوة في الرب)))).
المعمودية اذن هي الرباط الاسراري للوحدة القائمة بين الذين وُلدوا بها ثانية .

+ سمة روحية لا تُمحى:

المعمودية تختم المسيحي بختم روحي لا يزول ، يكرّس انتماءه للمسيح، ومن ثم فالمعمودية تُمنح مرة واحدة ولا تتكرر.
هذه السمة بواسطتها يتجنّد المسيحيون لخدمة الله من خلال: المشاركة الحية في الليتورجيا/ ممارسة كهنوتهم العمادي بشهادة السيرة المقدسة والمحبة الفاعلة/ ودعوة المسيحي ان يحفظ الختم سالما حتى النهاية، فختم المعمودية هو ختم الحياة الابدية….

افكار شخصية في واقعنا المصري:

١. تُمنح المعمودية لمغفرة الخطايا، فإلى أي مدى نعيش ونجسّد غفران الله لنا خلال غفراننا بعضنا لبعض؟ اغفروا يغفر لكم، فالغفران والتسامح هو سمة المسيحي الحقيقي، وهنا تكمن قوة شهادتنا للعالم، بقدرتنا على عيش الغفران والمحبة المتبادلة الفاعلة المجانية مع الجميع.
الكنيسة القوية هي الكنيسة التي تعترف بحدودها وضعف امكانياتها، لتتيح لله بنعمته ان يعمل فيها، لديها الشجاعة ان تعتذر اذا اخطأت، وان تغفر اذا وُجّهت لها الاساءات.

٢. تمنح المعمودية للمعتمد نعما عظيمة: يصبح ابنا لله الاب، اخا ليسوع المسيح، هيكلا للروح القدس.
يا لعظمة هذه العطية الالهية التي منحها لنا الله بوافر رحمته ومحبته اللانهائية. لذلك فنداء الكنيسة لكل انسان مسيحي: اعرف نفسك من انت ايها الانسان!!!! اكتشف باستمرار عظمة الدعوة الالهية التي دعيت اليها، عش ايمانك بوعي وبمسئولية تجاه الكون والبيئة بان تحافظ عليها وتخدمها وتحميها، وان تخدم اخوتك البشر وتحبهم وتقبلهم اخوة لك. كيف نجسّد نعم ومفاعيل المعمودية في خدمة مجتمعنا المصري؟

٣. المسيح مسيح الكل، مسيح العالم كله، جمع في شخصه بناسوته ولاهوته، وفي فدائه كل البشرية. قال المتنيح مثلث الرحمات الانبا ميخائيل مطران اسيوط في احدى عظاته: لو كان المسيح مسيح الارثوذكس فقط لكان مسيحا هزيلا. مسيحنا هو مسيح العالم كله……ياليتنا نتعلم هذا الفكر الشامل في نظرتنا لسر المسيح، فالمسيح سره الخلاصي يتخطى كل الحدود والامكانيات والافكار البشرية، فالسر بحسب القديس اغسطينوس هو ما لا ينتهي الانسان من فهمه………

ونحن في ايماننا وخدمتنا، هل ننفتح على الكل، ونقبل الكل، ونخدم الكل بمجانية وبلا شروط، ام نحب ونخدم فقط الذين يحبوننا والذين نشعر بالارتياح معهم، المعمودية تدعونا للخروج والانفتاح نحو الكل والتحرر من الروح العنصرية/القومية/الذاتية/ الانطوائية، وعيش التواضع في التعامل مع الجميع: ” بهذا يعرفون انكم تلاميذي اذا احببتم بعضكم بعضا” ( يو ١٣/ ٣٥).

٤. بالمعمودية نلنا نعمة الرسالة، فنحن معمدون ومرسلون، كل المسيحيين بنعمة عمادهم هم شركاء في خدمة وبناء رسالة الملكوت…..
وخدمة الرسالة بحاجة الى اشخاص منفتحة على صوت الله ومستعدة باستمرار ان تعمل حسب مشيئته المقدسة، اسخياء في العطاء والحب، نماذج حية للقيم والمباديء الانسانية المسيحية، فرسالتنا ان نكون نورا للعالم وملحا للارض….وعيش الرسالة لا يكون فقط داخل الكنيسة، بل خارجها ايضا، في الشارع، العمل، والدراسة، في التعامل مع كل انسان، وفي كل مكان نوجد فيه، ان نحمل بشرى الانجيل للعالم اجمع، ونصلي لاجل كل المرسلين الذين يضحون بحياتهم في سبيل خدمة الرسالة.
( ويلٌ لي ان لم ابشّر. ١كو ٩/ ١٦)

٥. المعمودية علامة وحدة المسيحيين……
تعلّم كنيستنا الكاثوليكية تعليما واضحا وثابتا بوحدة المعمودية وقبول معمودية الكنائس الاخرى، لاننا جميعا بالمعمودية صرنا اعضاء في جسد المسيح السري الواحد، فالمسيح الذي نشترك في موته وقيامته بالعماد يوحّد جميع الاعضاء الذين يندمجون في جسده السري بفعل روحه القدس.
ما اجمل كنيستنا في محبتها للكل، وقبولها للكل كاخوة في المسيح الواحد.

+++ ومن هذا المنطلق نؤكد بحسب تعليم الكنيسة وفكر الاباء القديسين على ان إعادة المعمودية بدعة وضلالة وهرطقة يجب محاربتها بكل شجاعة، لانها تهدم وتلوّث كل أسس الخلاص والايمان المسيحي السليم……

علينا ان ننشر هذا الفكر الرائع والتعليم الصحيح فيما يتعلق بوحدانية العماد كي يصبح لغة تفكيرنا وطريقة حياتنا وخدمتنا في كل المجالات، فنكون حقا كنيسة المسيح الحقيقية التي احبها واسلم ذاته لاجلها….

+++ نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا+++
+++لتنقضِ انقسامات الكنيسة+++

الرب يبارك الجميع
بشفاعة امنا مريم العذراءوجميع القديسين. امين

++ جوزيف مكرم .. المنسق الإعلامى لايبارشية المنيا ++