stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تحرمون البعوضة وتبلعون الجمل – الأب وليم سيدهم

611views

شتان الفرق بين حجم البعوضة وحجم الجمل، ولكن هذه المقارنة التي يقيمها يسوع لكي يبين حجم التناقض بين كلام الفريسيين وبين عملهم المشين. تخبرنا عن هؤلاء الناس الذين يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم. إنهم ينهون عن الصغائر ليضيقوا على الناس ويرتكبون الكبائر وهم مرتاحون إلى إرتكاب هذه الكبائر، فمثلًا يطالبون يسوع بغسل ايديه قبل تناول الطعام، ولكن قلوبهم مملوءة بالنجاسة. يحرمون شفاء المرضى يوم السبت ولكنهم يحللون لأنفسهم كسر السبت، يعتبرون يسوع هرطوقيًا ويحلون موسى ويضعونه في مرتبة أعلى من يسوع ابن الله.

كيف نقبل على أنفسنا تجريم أفعال الآخرين بصفتها مناقضة للسبت ونسمح لأنفسنا بإستباحة السبت ونقضه لمصلحتنا، هذه الإزدواجية في الخطاب وفي الأفعال

إلى متى نعيش هذه الإزدواجية في حياتنا، إزدواجية في القول والفعل، لماذا نعطي لأنفسنا الحق في إرتكاب الأخطاء ونرمي باللوم على الآخرين إذا ما إرتكبوا هفوة؟!

لقد سمح سمعان الفريسي لنفسه أن يحاكم يسوع ابن الله وهو في بيته، «لَوْ كَانَ هذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئَةٌ». (لو 7: 39). ولكن يسوع يفند قول الفريسي في عقر داره، فيكشف له هشاشة منطقه المريض: «أَتَنْظُرُ هذِهِ الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ، وَمَاءً لأَجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ. وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا.” (لو 7: 44).

 إننا نعيش هذه الإزدواجية بشكل يومي في أسرنا وفي علاقاتنا وفي المدرسة والجامعة. فنحن نطلب من أطفالنا وطلابنا أن يمتنعوا عن الكلام الخارج، وأن يصبروا وأن يعانقوا الفضيلة ونحن نتلفظ بألفاظ غير مهذبة أو قميئة أحيانًا كثيرة، ونسمح لأنفسنا بأشياء كثيرة نرفضها عند ابنائنا ومرؤسينا، فتغيب القدوة وينصرف أبناؤنا عما نقوله.

فهل نستطيع أن نوحد خطابنا، ونفي بما نطلبه من الآخرين، ونمتنع عن المعاتبة حينما نكون نحن مخطئين.