stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تعالى اتبعنى – الأب وليم سيدهم

731views

تعالى اتبعنى

هذه الكلمة لها سحر خاص لدى المكرسيين والمكرسات في جميع ‏أنحاء العالم. في أعماق القلب تنبت هذه الدعوة الشخصية للإنسان ‏أو الإنسانة الذي تحرك قلبه وعقله نحو اتخاذ قرار مصيرى في ‏التخلي عن مشروعاته الشخصية والإلتحاق بمشروع الله مباشرة ‏في نشر رسالة الفرح والرجاء والإيمان بين البشر.‏
الأصل في هذه الدعوة في العهد الجديد هو يسوع الناصري فمنذ أن ‏بدأ حياته العلنية بعد الاعتماد على يد يوحنا المعمدان وحلول الروح ‏القدس عليه وسماع صوت الآب قائلًا: « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي ‏بِهِ سُرِرْتُ».” (مت 3: 17)، فمنذ حينها شرع في اختيار معاونين له ‏يدربهم ويكونهم على روح الخدمة وأساليب الخدمة وكيفية الربط بين ‏الحياة الشخصية الخفية والحياة بين المرسلين اليهم، وتوطيد العلاقة ‏بينه وبين الله وبينه وبين اخوته البشر.‏
سمع هذه الكلمة متى العشار وفيلبس وبطرس ونثنائيل ويعقوب ‏ويوحنا ابن زبدى، والمحير أنهم جميعًا دعوا وهم في غمرة نشاطهم ‏وعملهم اليومي، الصياد على البحر والعشار أمام مكتب الجباية ‏واللاوى في مكان دراسة التوراة.‏
إن الدعوة لم توجه للكسالى أو العاطلين عن العمل، أو أبناء الكهنة، ‏إنها تخاطب المجتهدين في عملهم والباحثين عن الكمال والمنتظرين ‏للخلاص. ألم يقل فيلبس لنثنائيل: “فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: ‏‏«وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ ‏يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ». (يوحنا 1 :45)، ثم أن دعوة المسيح لم ‏توجه إلى العظماء وأعضاء مجالس الوزراء ولا المشهورين وأصحاب ‏السيط والشهرة، إنما تمت في صمت عارم ودون جلجلة “أَنْتُمْ مِلْحُ ‏الأَرْضِ” (مت 5: 13) والملح في الأرض لا يمكن فرزه عن الأرض ‏نفسها.‏
تعالى اتبعنى حيث اذهب وحيث ارسلك، لم تعُد ملك نفسك وقرارك ‏ليس ملكك إنما ملك الله والمخدومين من اولاد وبنات الله. “فَقَالَ لَهُمْ: ‏‏«إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. ” (لو 10: 2) إن ملايين الفقراء ‏والمظلومين والمهاجرين والمطرودين من بيوتهم ومن بلادهم بسبب ‏تجبر وظلم الأقوياء في هذا العالم يرفعون إيديهم إلى السماء طالبين ‏العون والنجدة.‏
هؤلاء هم أبناء وبنات الله اللذين قهرهم بنو البشر ومازال الفجرة ‏والجاحدين لنعم الله عليهم يستعبدون الملايين من إخوتهم بنى ‏البشر بطرق شيطانية حقيرة، إلا أن الله يعلم أن من بين خلائقه ‏هناك من يؤمنون به ويلتصقون بروحه القادرين بنعمته على رفع هذا ‏التحدى.‏
إن دعوة الله لا تفرق بين أحد ولكنها موجهة لكل بشر يريد لمشروع ‏الله الخلاصي أن يمتد إلى آخر المسكونة ومعيار الصدق والشهادة ‏الحقة للمدعو والمرسل إلى اخوته هو الامانة لمن دعاه والايمان ‏الحقيقي بقيم التضحية والفداء والعطاء الذي ينكر ذاته من أجل ‏الآخرين.‏
أما طلاب المناصب والرتب الكهنوتية فعليهم أن يمتنعوا وحتى أن ‏أصبحوا من زمرة الخدام ، فكل مدعو يدعو لنفسه وليس للمسيح ‏تسقط عنه الدعوة تلقائيًا لأن المسيح جاء ليخدُم لا ليخدم. ‏
يارب أرسل روحك القدوس فيتجدد وجه الأرض.‏