stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

تعظم نفسي الرب – الأب وليم سيدهم

970views

تعظم نفسي الرب

أجمل نشيد لأجمل إمرأة لتسبيح وتمجيد الرب، أعمق ما يمكن أن ينطق به ‏مؤمن لتسبيح وتمجيد الخالق على كل عطاياه “تعظم نفسي الرب “فَقَالَتْ ‏مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّب، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي” (لوقا 1 : ‏‏46-47) .‏
لماذا هذا الإعتراف بجميل الله عليها وهذا الفرح العارم؟ ” لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى ‏اتِّضَاعِ أَمَتِهِ” (لوقا 1 :48) نعم وهل من تواضع أكثر من التى أختيرت لتكون ‏ملتقى السماء مع الأرض؟ تذهب مرنمة تلبي نداء الخدمة لنسيبتها اليصابات. ‏لم تتكبر مريم ولم تعاير اليصابات كونها تحمل هى أيضًا بالفتى يوحنا المعمدان ‏الذي سيكون خادمًا وممهدًا لحضور إبنها يسوع إلى الأرض.‏
هذا التواضع المريمى لا يضاهيه تواضع إلا تواضع إبنها يسوع وتجرده من هيبته ‏ومجده الإلهى في حضن ابيه، هل نحن قادرين على مثل هذه الدرجة من ‏التواضع الذى يُفضل الآخرين دائمًا على ذاته؟ أم أغلب الأحيان نتهاون في ‏تقديم أبسط الخدمات لإخوتنا وأخواتنا.‏
لقد تهلل الجنين في بطن اليصابات حينما سمع صوت مريم وفي بطنها ملك ‏الملوك “فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي ‏عَظَائِمَ” (لوقا 1 :48) نعم، نحن نطوب مريم العذراء ونجلها من جيل إلى ‏جيل لأنها حظيت وهي الفتاة الفقيرة البسيطة بنعمة إختيارها أمًة لله، تعترف ‏مريم أن لا فضل لها في هذا الاختيار الإلهى وأن النعم التى نالتها من الله هي ‏نعم مجانية تمامًا. فقط انفتاحها على الله وتسليمها نفسها له، من سمح ‏لمشروع التجسد أن يتم بطريقة عادية وبسيطة، إن إيمانها الحقيقي بعمل الله ‏وقدرته هم من سمح لها أن تحظى بكل هذه النعم.‏
‏”وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ” (لوقا 1 :48) يلخص هذا ‏النشيد موقف مريم العذراء من مسيرة الخلاص التى أصبحت إلى الأبد جزًء ‏جوهريًا فيها، فلم تنسى ابراهيم أبو الإيمان والمسيرة التي تمت منذ ابراهيم ‏إلى اسحق ويعقوب وموسى وايليا.‏
هكذا نحن نرى انفسنا عنصرًا هامًا في مسيرة الله الخلاصية على الأرض ‏وبقدر ما نعي رسالتنا ودورنا في بناء مملكة الله على الأرض بقدر ما نستطيع ‏أن نشكر ونعترف ونمجد الله الذي جعل من نفسه رفيقًا ومرشدًا لنا في كل ‏خطوة نخطوها في حياتنا لنخط بها سيرتنا المقدسة في خدمة الله وخدمة ‏شعب الله في كل مكان.‏
نعم، نفتخر ونفرح مع مريم لأن الله إختارنا شركاء له يعملون بكل قوتهم في ‏تغيير القلوب وفي تمهيد الطرق لتمديد الله إلى أبناءه وبناته البشر فتحولهم ‏إلى أناس فرحين متهللين في حياتهم وخدماتهم. ‏
نعم يارب، ها أنذا خادم لك.‏