تعظم نفسي الرب – الأب وليم سيدهم
لقد نالت العذراء مريم من الله ما لم تنله إمرأة أخرى، فقد اصطفاها الله وأرسل لها الملاك جبرائيل ليبشرها بالحمل بيسوع المسيح. ولا شك أن مريم كانت دائمًا شفيعة لمن يدعوها لعمل ذلك، ففي عرس قانا الجليل انقذت الفرح من الفشل المحتوم بعد ان نفذت الخمر، فلجأت الى ابنها يسوع قائلة “الخمر قد نفذت” وما هي إلا لحظات حتى تحول الماء إلى خمر بأمر من ابنها يسوع المسيح.
وحينما حبلت اليصابات نسيبتها بيوحنا المعمدان، اسرعت مريم لتخدم نسيبتها لمدة ثلاثة أشهر، أقامت فيها مريم في بيت اليصابات الحامل بيوحنا، تخدمها وتخفف عنها عناء الحمل وتهتم بكل حياتها اليومية.
لقد أصبحت مريم العذراء أمًا ليوحنا، أمًا للكنيسة بإشارة من ابنها يسوع المسيح على الصليب، فقد قال ليوحنا الحبيب الذي كان حاضرًا تحت الصليب “هذه أمك” ثم قال لمريم “هذا هو ابنك”.
ولا شك أن نشيد مريم “فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي” (لوقا 1: 46- 48) اصبح نشيد الكنيسة، ونشيد كل مؤمن.
إن الابتهاج والفرح اللذان كللا مريم العذراء، مرده إلى الخطوة التي نالتها مريم كما عبر لها الملاك جبرائيل “لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ 31 وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.” (لوقا 1: 30- 31) بدون موافقة مريم العذراء على استقبال يسوع في احشائها، لما كان ممكنا أن ننال الخلاص والمغفرة من خطايانا، لذلك نحن نمجدها ونكرمها ونطلب شفاعتها من اجل احتياجاتنا.
نعظمك يا ام النور