1.9kviews
اليوم الثالث عشر من الشهر المريمي :
” تكريس العالم لقلب مريم الطاهر “
اليوم ١٣ مايو / أيار ، تذكار ظهور العذراء مريم في مدينة فاطمة ( البرتغال ) وقد طلبت أن يُكرّس العالم لقلبها الطاهر لينتصر على الشر .
لماذا تكريس الجنس البشري وعائلاتنا وبلادنا لقلب مريم الطاهر ؟
إنّ الإنسان بخطيئته يخسر نعمة الله ويقطع الشركة معه ويجرح محبّته ، ولذلك يستمّر تسلّط الشرير على هذا العالم ، حتّى يُجّدّد الروح القدس وجه الأرض . وبما أنّ روح الله لم يُثمر إلاّ في قلب مريم الطاهر ، وذلك من خلال حبلها الإلهي بإبن الله المتجسّد ، فلا بُدّ للعالم أن يلتجىء إلى هذا القلب ، لذلك استحقت مريم أن تصبح بتمام الإستحقاق ، مُصلحة العالم الضائع والتائه ، ولذا فهي موزعة كلّ النِعَم .
فعل التكريس لقلب مريم الطاهر :
يا أُمّنا العذراء القديسة ، يا من كان قلبكِ الطاهر ، مسكِناً للإلهِ المُتجسّد فيه ، ها نحنُ اليوم ، نُسلِّمُ ذواتنا لكِ ، ونُكرّسُ لكِ ، كلّ حياتِنا ، كلّ ما نملِك ، كلّ ما نُحِبّ ، كلّ ما نحن عليه . لكِ نُقدّم أجسادَنا لتُطّهريها ، وقلوبنا لتنقيّها ، ونفوسنا لتباركيها .
لكِ نُقدّم حاضرنا ومستقبلنا . لكِ نُقدّمُ بيوتنا ، عائلاتنا ، مدارسنا ، مستشفياتنا ، لكِ نُقدّم وطننا لتزرعي سلام المسيح فيه .
نحنُ نرغب بأن يكونَ كلُّ ما فينا وحولنا لكِ ، وينال معونةَ بركتكِ الأموميّة . وأن يكون فعلُ التكريس هذا مُثمراً ودائماً حقاً .
لذلكَ نسألكِ يا أُمّنا ، أن تقدّمينا على يديكِ الطاهرتين ليسوع ابنكِ ، وأن تستمدي لنا منه النعم التي تؤهَلنا لحياةٍ مسيحيّةٍ حارةٍ ، وأمانه تامة . إننا نجّدّدُ اليوم عند قدميكِ مواعيد معموديتنا ، ونتعهّدُ بأن نُعلِنَ ونعيشَ بشجاعةٍ فنتجّنب الخطيئة ونتعهّد بأن نحفظ وصايا الله ، وخصوصاً المحبّة ، وأن نمارس العبادة لله ، وخصوصاً يوم الأحد ، بمشاركتِنا في الذبيحة الإلهيّة والتناول ، وتوقير اسم الله والقربان المقدّس ، والتقرّب من سر المصالحة ، وعيش الفضائل المسيحية : الإيمان والرجاء والمحبّة ، في حياتنا .
وأخيراً ، نَعِدُكِ ، بأن ننشرَ التكريس لقلبكِ الطاهر ، حتى نعجِّلَ ونؤكد من خلال الدور الامومي لقلبكِ الطاهر ، مجيء ملكوت قلب ابنكِ الأقدس ، في قلوبِنا ، وقلوب كلِّ البشر ، في وطننا وفي العالم أجمع ، كما في السماء كذلك على الأرض ، آمين .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الإسكندرية واورشليم والاردن
للأرمن الكاثوليك
