المطران/ عادل زكي مطران اللاتين
هل هو لحظات قليلة في الحياة نحاول بكل الجهود أن نجدها؟
وهل المؤمن لابد من أن يكون مكتئباً دائماً كما يظن البعض؟
وهل يوجد لنا طريق فيه نجد أنفسنا فرحين دوماً برغم كل الظروف؟
العالم يعطي أفكاراُ كثيرة ومشاعر مختلفة يسميها الفرح، كما أن المجتمع والناس المحيطين بنا لديهم تعريفهم الخاص بهذه الكلمة.
فهل هو في سعادة إمتلاك الأشياء؟
هل هو راحة البال تجاه الوضع المادي الممتاز؟
هل الفرح هو نجاحات العمل وتحقيق الذات؟
هل هو زواج الأبناء وإستقرارهم؟
هل الفرح في الصحة الجيدة والجسم الرياضي؟
نعم قد نجد مفاهيم وأفكار وقناعات مختلفة لدى كل الناس.
لكن ما هو الفرح الحقيقي؟
في إنجيل لو 10/ 20 وبعد أن عيّن الرب سبعون آخرون وأرسلهم إثنين إثنين ورجعوا فرحين أن الأرواح الشريرة تخضع لهم بل أن الرب نفسه أعطاهم سلطان أن يدوسوا الحيات والعقارب، قال لهم الرب يسوع: ”إفرحوا لأن أسماءكم كتبت في السموات.
هذا هو الفرح أن تكون لك علاقة حقيقية بيسوع. هذا هو الفرح الذي يتكلم عنه بولس في رسالته لأهل فيلبي 4: 4 ”إفرحوا في الرب كل حين…“ إن هذا هو الفرح الذي لا يتأثر بظروف وأحداث، لا يتغير بمرور الزمن وإختلافات الأوقات.
أنه الفرح الذي يملأ به يسوع حياتك بسبب معرفتك به وقربك منه الفرح الذي يُسكب في أعماقك لأنه مبني على عمل الرب الحقيقي في حياتك.
في إنجيل لو 15 نجد القصة الشهيرة لهذا الابن الذي سئم الحياة في كنف أبيه وظن أن الفرح خارج حدود هذا البيت – خارج حدود هذه العلاقة بل وأصرّ على أن يذهب باحثاً عن هذا الفرح في بلدة بعيدة.
وأنا وأنت نعرف ما حدث وكم كان يشتهي الخرنوب الذي تأكله الخنازير، كم تحسّر على الراحة والخير والفرح الذي كان له في بيت أبيه!
في مرات كثيرة يحدث نفس الأمر معنا وتختلط الأمور ونظن أن هناك فرحاً بل أفراحاً بعيداً عن الرب.
موقع وطنى