stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

« تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ » الطّوباويّ بولس السادس

294views

الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما من 1963 إلى 1978
الإرشاد الرسولي عن الفرح المسيحي: “إفرحوا بالربّ” (Gaudete in Domino)

« تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ »

منذ عشرين قرنًا، ما زال الفرح المسيحي يتدفّق في الكنيسة وخاصّةً في قلوب القدّيسين… وفي المقام الأوّل، تأتي العذراء مريم، الممتلئة نعمة، أمّ المخلِّص. لأنّها رحّبت بالإعلان الإلهي، وكانت أمة الربّ، وعروس الروح القدس ووالدة الابن الأزلي، لقد جعلت فرحها يشعّ أمام قريبتها إليصابات، وعبّرت عن إيمانها قائلة: “تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي باللهِ مُخَلِّصِي… فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال”.

فقد أدركت مريم، ما لم يدركه أيّ مخلوق، أنّ الله يصنع أمورًا عظيمة: اسمه قدّوس، ويُظهر رحمته، ويرفع الوضعاء ويبقى أمينًا لوعوده. لقد عاشت مريم حياةً لا تختلف في الظاهر عن الحياة العاديّة، غير أنّها “كانَت تَحفَظُ جَميعَ هذهِ الأُمور (التي كانت تحدث مع الرّب يسوع) وتَتَأَمَّلُها في قَلبِها” (لو 2: 19).

كما وأنّ الآلام لم توفّرها: فنجدها عند أقدام الصليب، تشارك المخلِّص البريء آلامه، فاستحقّت لقب أمّ الأوجاع. على أنّها منفتحة أيضًا على فرح القيامة انفتاحًا لا حدود له. فقد انتقلت، بدورها، جسدًا وروحًا إلى مجد السماء. هي أولّ المُخلَّصين، وقد حُبِل بها بلا دنس منذ تكوينها في أحشاء أمِّها، وهي مسكن لا مثيل له للرُّوح القدس والمسكن الأطهر لفادي البشر، هي في الوقت ذاته، ابنة الله الحبيبة وأمّ الكون في المسيح. إنّها الرمز الأكمل للكنيسة الأرضيّة والممجّدة.