stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

ثورة التجسّد- إكليريكي جوزيف منير

854views

san-francesco-e-il-natale-1_400

– إنَّ العام الماضي (2011م) هو عام الثّورات (تونس، مصر، ليبيا)، ولكن ثورتنا

الحقيقيَّة كانت منذُ 2011 عام أو ما يزيد عن ذلك قليلاً، وهي ثورة ولادة المسيح

(التجسّد). إنَّ الثّورة الحقيقيَّة هي انقلابٌ في مجرى الأمور وواقعها، تغيير قوي جذري

360 درجة، تغيير في الظّروف والأحداث والأشخاص… هكذا تجسّد المسيح قلب مفاهيم

الكثيرين، أعاد تصحيح تفكير البشريَّة عن الله، أعطى للعالم منطقًا جديدًا، غيّر على

كافة المستويات: التاريخيَّة (ق.م، ب.م)، الاجتماعيَّة، السّياسيَّة، الرّوحيَّة…

الخ. 

– سيدور موضوعنا حول تساؤلينِ هما: 

س1 ما الذّي قدّمه/غيّره/ثار عليه يسوع بتجسّده ؟ 

•        مفهوم الله لدّى البشر:

– في الدّيانات القديمة: كان النّاس يعبدون الله (اسم الإله في جميع الدّيانات) الذّي

في نظرهم مُبهم وغامض، ولا يتعامل مع البشر مُباشرةً؛ نظرًا لسموه وارتفاعه عن فئة

البشر، فهو جبارٌ قويٌّ يسيطر على كلِّ الأمور، فيسميّه أرسطو: العلة الأولى/المُحرك

الأول/المُطلق. وأحيانًا كثيرة يختزلوه في عنصر من عناصر الطبيعة مثلاً: الشّمس،

الجمال، الحبِّ، الخصوبة، البقرة، النّيل… الخ. 

– في الدّيانة اليهوديَّة: من مظاهر تعامل شعب ع.ق مع الله: 

1- لا ينطقون لفظ “يهوه” لفظ الجلالة الله، كما نرى ذلك في إنجيل ق متّى، حيثُ يستخدم

“ملكوت السّموات” حوالي 52 مرة بدلاً من “ملكوت الله”، وذلك لأنَّ الله في نظرهم متسامٍ

ومتعالٍ، لذا رفضوا يسوع باعتباره الإله المُتجسّد على الأرض (عثرة التجسّد)، كذلك عند

المسلمين أيضًا (الله الجبّار/المُتكبر)… أمَّا اليوم فانكشف أمامنا سرّ الثّالوث

(الآب، الابن، الرّوح القدس). 

أيُّهما أصعب بالنّسبة لنا: إنَّ الله يتجسّد أمّ إنَّ الله يموت ؟  

2- الله لا أحد يراه ويعيش: “… نموت موتًا لأنَّنا قد رأينا الله” (قض13: 22)، فقد

عبّر أمام إيليا في نسيم هواء لطيف: ” وإذا بالرّبِّ عابرٌ… صوتٌ مٌنخفضٌ خفيفٌ.

فلمَّا سمع إيليا لفَّ وجهه بردائه…” (1مل19: 11-13). ومع موسى: ” فقال أرني مجدك.

فقال أُجيزُ كُلَّ جودتي قُدّامك… لا تقدر أن ترى وجهي. لأنَّ الإنسان لا يراني

ويعيش. وقال الرّبُّ هوذا عندي مكانٌ. فتقف على الصّخرة. ويكون متى اجتاز مجدي أنَّي

أضعك في نُقرةٍ من الصّخرة وأسترك بيدي حتّى أجتاز. ثُّم أرفع يدي فتنظر ورائي. وأمَّا

وجهي فلا يُرى” (خر33: 18-23)… بالتجسّد رأينا المسيح وعاشنا معه: ” الذّي كان من

البَدء، الذّي سمعناه، الذّي رأيناه بعيوننا، الذّي شاهدناه، ولمسته أيدينا…”

(1يو1:1).    

3- الله جبّارٌ قويٌّ عظيمٌ مُخيفٌ على جميع البشر: ” وحلَّ مجد الرّبِّ على جبل سيناء

وغطَّاه السّحاب ستَّة أيام… وكان منظر مجد الرّبِّ كنارٍ آكلةٍ على رأس الجبل أمام

عيون بني إسرائيل” (خر24: 16-17). 

4- مَنْ يُحبّه الرّبُّ يمنحه: 

        النّسل والذّرية فهما علامات بركة الرّبِّ، وعلى النّقيض العار على المرأة العاقر: 

” فأجعلك أُمّةً عظيمةً وأُباركك وأُعظّم اسمك. وتكون بركةً” (تك12: 2)

” هكذا قد فعل بي الرّبُّ… الّتي فيها نظر إليَّ لينزع عاري بين النّاس” (لو1: 25)

        الأرض: مسيرة خروج الشّعب من أرض مصر (العبوديَّة) إلى أرض الميعاد (إسرائيل)… لذا

عندما أخطأ الشّعب سُبوا إلى بابل على يد نبوخذ نصر (587 ق.م).  

•        ولادة مُخيبة للآمال: 

1- لم يُولد يسوع في روما المتسلحة (قلب العالم)، ولا في أثينا المتفلسفة (عقل العالم)،

ولا في أورشليم المتعبدة (روح العالم)… بل في بيت لحم الصغرى المتواضعة: ” وأنتِ يا

بيت لحم أرض يهوذا لست الصّغرى بين رؤساء يهوذا. لأنَّ منك يخرج مُدبّرٌ يرعى شعبي

إسرائيل” (مت2: 6).  

2- لم يأت يسوع من أسرةٍ ملوكيَّةٍ (ابن ملك)، بل كان ملكوته سماويًّا روحيًّا: “…

مملكتي ليست من هذا العالم… ليست مملكتي من هنا” (يو18: 36)… الغنى الحقيقي هو غنى

الرّوح بالله. 

3- لم يأت يسوع من أسرةٍ كهنوتيَّةٍ (ابن كاهن) مثل يوحنَّا المعمدان، ولم يكن أيضًا

كاهنًا بل علمانيًّا يهوديًّا يحمل رسالة إلهيَّة (كما هو الظّاهر)… لا فرق بين كاهن

أو راهب أو علماني في مقدار رسالته.  

4- لم يأت يسوع مُخلّصًا سياسيًّا لشعبه اليهوديِّ من الرّومان، بل نجده يدفع الجزية،

ويُنادي قائلاً: ” أعطوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر” (مر17: 12)… يسوع مُخلّصٌ

روحيٌّ – الفصل بين السّياسة والدّين.  

5- جاء يسوع مُخلّصًا لهم من مظاهر العبادة الشّكليَّة السّطحيَّة، مُتمردًا على رؤساء

الكهنة في التوبيخ “يا أولاد الأفاعي” والويلات “الويل لكم” وقلب موائد الصيارفة لتطهير

بيت أبيه: ” مكتوبٌ بيتي بيت الصّلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوصٍ” (مت21: 13)…

الكيف ليس الكم فقط، العمق وليس السّطح.  

•        معاني جديدة من ولادة يسوع: 

1- تأليه الإنسان: 

– من الله الجوهر الذّي لا يُمس/المُطلق إلى الله الملموس المحسوس الذّي تراه وتتعامل

معه، إنسانٌ يتكلمٌ ويعيش إنسانيته بكلِّ أبعادها: ” الكلمة صار بشرًا” (يو1: 14). أي

أنَّ الله امتزج فيَّ، وهذا يدعونا للتساؤل: 

هل أبقى كما أنا ؟ هل سأحافظ على صورة الله فيَّ ؟ 

– يسوع له أصلانٍ: أصل إنساني (مريم العذراء)، أصل إلهي (الرّوح القدس)… هكذا الإنسان

جسد وروح: خاضعٌ لحدود الطبيعة البشريَّة، ولكنَّه أيضًا بداخله روح الله الذّي يتجاوز

ضعف الجسد بأعمال المحبَّة.

– كلُّ منَّا مُدعوٌ أن يكون إلهًا: 

” صار الله إنسانًا، ليصير الإنسان إلهًا” (ق إيريناوس)

” صار الله حاملاً للجسد (Sarcophoros)، ليصير الإنسان حاملاً للرّوح (Pneumatophoros)”

 

“… شُركاء الطبيعة الإلهيَّة…” (2بط1: 4) 

” كونوا كاملين كما أنَّ أباكم السّماوي كاملاً” (مت5: 48)

2- الله فنانٌ ماهرٌ (يُخرج من اليابس حياةً، ومن المرارة حلاوة): 

– لقد خرج/وُلد يسوع من طبيعة البشر الخاطئة، حيثُ نجد يسوع مُتجذرٌ في التاريخ من خلال

سلسلة نسبه (سيئة السّمعة) الّتي تحوي 4 نساء (راحاب الزّانية، بثشبع الّتي زنى معها

داود، راعوث الأمميَّة، ثامار الّتي زنت مع أخيها أبشالوم)… ولكنَّه قدّسها وأعادها

إلى مرتبتها الأولى قبل الخطيئة. 

– لقد وُلد يسوع من بيت لحم: ” وأنتِ يا بيت لحم أرض يهوذا لستِ الصغرى…” (مت2: 6).

كما عاش أيضًا في النّاصرة: ” أمن النّاصرة يخرج شيئًا صالحًا” (يو1: 46).  

– الله يُحوّل الشَّر إلى خيرٍ؛ فهو يستخدم كلَّ الأشخاص والظّروف والأحداث مهما كانت،

لإتمام إرادته ومشيئته:    

“… حيثُ كثرت الخطيَّة ازدادت النّعمة جدًّا” (رو5: 20) 

3- الله سيد/قائد التاريخ البشريِّ: 

– الله حاضرٌ مع شعبه منذُ القدم من خلال إشارات وعلامات، ثم من خلال العهد مع إبراهيم،

الوصايا العشر، الأنبياء…الخ. ولكن بميلاد المسيح أصبح هذا الحضور مكتملاً ومرئيًّا

وملموسًا: ” عمانوئيل” (مت1: 23) أي الله معنا. فيسوع هو أيقونة الله: ” الذّي رآني فقد

رأى الآب…” (يو14: 9).              

– الله صانع التاريخ: يستخدم كلّ الأتقياء (مريم، يوسف النّجار، زكريا، إليصابات، سمعان

الشّيخ، حنَّة النّبية… الخ) لتنفيذ مُخطط حبّه الإلهيّ وهو تجسّد يسوع على الأرض.

كما أنَّه أقام جسرًا بين السّماء والأرض من خلال: 

        ملائكة الميلاد الذّين بشروا العذراء والرُّعاة وطمئنوا يوسف واقتادوا المجوس

والعائلة المُقدّسة هربًا من الشّرِّ. 

        مشهد العماد: إعلان عن الثّالوث وشهادة الآب عن الابن. 

        مشهد التجلّي: الالتقاء مع مُعلمي ع.ق (موسى، إيليا). 

        ملائكة التعزيَّة والقيامة والظّهورات: تعزية بستان الزّيتون، إعلان القيامة

للمريمات. 

– مهما كان شرّ الإنسان، فالله قادرٌ عظيمٌ مُحرّك التاريخ يقوده إلى إتمام مشيئته

الإلهيَّة الّتي تسود على جميع البشر، فقد: 

يهرب من بطش هيرودس مُتسببًا في مقتل أطفال بيت لحم

مُواجهًا ومُجادلاً اليهود بكلام الحقِّ

خاضعًا للموت الذّي يجلب الحياة والقيامة

4- ثورة الخلاص:   

– كان الخلاص في ع.ق يتمّ بتقديم الذّبائح الحيوانيَّة، وأصبح المبدأ اللاّهوتيَّ: “

بدون سفك دم لا تحصل مغفرة”. 

– في ع.ج أصبح يسوع هو الذّبيحة الّتي تفتدي العالم كلّه (عبر)، ليس ذبيحة: “… جعل

نفسه ذبيحة إثمٍ”     (إش53: 10) فقط بل: ” صار لعنةً لأجلنا” (غلا3: 13). فالخلاص أصبح

ليس بدم الحيوانات، بل بدم الإله المُتجسّد.  

– إنَّ الخلاص الحقيقيَّ يتم بالضُعف والموت، وليس بالقوة والجبروت، فمسيحيتنا مبنيةٌ

على ذلك، ولنتذكر تعاليم يسوع لنا: 

” ليس التلميذ أفضل من معلمه…” (لو6: 40)

” كما اضطهدوني سيضطهدونكم…” (يو15: 20)

” ولكن ثقوا. أنا قد غلبتُ العالم” (يو16: 33)

أيُّهما تُفضل: جاء المسيح ليُعلن لك عن حبَّه أمّ: جاء المسيح ليُخلّصك من خطاياك ؟

5- ثورة المحبَّة: 

– المحبَّة هي خارطة الطريق… الثّورة الحقيقيَّة لتغيير فعلي للأفضل على جميع

المستويات، وذلك من خلال: 

        إنَّ محبَّة الله دومًا أعظم من خطايا البشر، ومضمون هذه المحبَّة: “… أن تُحبُّوا

بعضكم بعضًا كما أحببتكم. ليس لأحدٍ حُبٌّ أعظم من هذا أن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبّائه”

(يو15: 12-13).

        التجسّد تعبيرٌ عن الحبِّ الفقير: “…  تعرفون نعمة ربّنا يسوع المسيح أنَّه من

أجلكم افتقر وهو غنيٌّ لكي تستغنوا أنتم بفقره” (2كو8: 9).  

        مقابلة الشّرّ بالخير (العظة على الجبل): ” سمعتم أنَّه قيل تُحبُّ قريبك وتُبغض

عدوّك. وأمَّا أنا فأقول لكم أحبَّوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم.

وصلّوا لأجل الذّين يُسيئون إليكم ويطردونكم”           (مت5: 43-44).

        المساواة الكاملة وانعدام التفرقة بين النّاس: ” ليس يهوديٌّ ولا يونانيٌّ. ليس عبدٌ

ولا حرٌّ. ليس ذكرٌ وأنثى لأنَّكم جميعًا واحدٌ في المسيح يسوع” (غلا3: 28) لا فرق بين

شرقي أو غربي… لا فرق بين مسيحي أو مُسلم… لا فرق بين ديني أو ليبرالي… لا فرق

بين كاثوليكيّ أو أرثوذكسيّ أو بروتستانتي. المساواة بين الرّجل والمرأة: “… أنَّ

الذّي خلق من البَدء خلقهما ذكرًا وأنثى” (مت19: 4).

س2 ما الذّي قدّمه/غيّره/ثار عليه يسوع بتجسّده في حياتي الشّخصيَّة ؟

•        ثورة توبة: اهتداء زكا (لو19: 1-10)

– الثّورة الحقيقيَّة هي ثورة التوبة والتغيير والرّجوع لله… ومن توبة واهتداء زكا

نتعلّم العبّر الآتية: 

        “… دخل واجتاز في أريحا” (1) يسوع بتجسّده يدخل عالم البشر ويمرّ في أرضهم، فهو في

هذا العام يزورنا بلدنا مصر عامةً، ومدينتنا خاصّةً، ويمشي في شوارعها ويعرف بيوتنا

وذواتنا، فزيارته دليل محبَّته، وينتظر منَّا أن ندعوه ليدخل حياتنا وقلوبنا، أن نصنع

من قلبنا مغارةً ليُولد فيها. 

        زكا رئيس العشارين، خاطئ في نظر المجتمع لسببينِ هما: يظلم ويغتصب أموالاً من النّاس

بدون وجه حقّ، كما أنَّه غير وطني/خائن؛ حيثُ يأخذ أموال أهله وعشيرته ويمنحها للمحتل

الرّومانيِّ. 

        إنَّ النّقطة الإيجابيَّة في حياة زكا هي رغبته العميقة في رؤية يسوع وتصميمه على

ذلك: ” وطلب أن يرى يسوع مَنْ هو…” (3).          

هل نريد أن نرى يسوع ؟ هل نريد أن نختبر العيشة مع يسوع ؟ 

– هي الرّغبة العميقة لكلِّ إنسانِ، أن يرى يسوع في الآخرين الذّين يتكلمون باسمه… في

الكنيسة الشّاهدة عنه… في نفسه الّتي تحمل روحه. إنَّنا نرى قداساتٍ وطقوسًا

وأسرارًا… نرى احتفالاتٍ وترانيم ومظاهر للعبادة… نرى أنشطةً وخدماتٍ ومباني…

ولكن هل نرى يسوع في ذلك ؟!!! 

        ما هي المُعوقات الّتي تمنعنا عن رؤية يسوع ؟ 

1- المكانة الاجتماعيَّة (البرستيج): الاكتفاء بالوضع والمكانة في المجتمع (رئيس

عشارين… دكتور… مهندس… خادم… شماس… كاهن…الخ). 

2- الإمكانيات المحدودة: إمكانيات عقليَّة – حركيَّة – قياديَّة – أسريَّة – شخصيَّة…

الخ.

” مَنْ سيفصلنا عن محبَّة المسيح..” (رو8: 35)

        زكا أراد (رغبة داخليَّة في رؤية يسوع) وركض (صعد إلى الجميزة) ونال (رؤية يسوع –

زيارة يسوع له في بيته – الخلاص – التعبير عن الخلاص).

        وسط كلّ ما يدور داخل زكا، نرى أنَّ للمجتمع والبيئة المحيطة لها تفكيرٌ آخر: “…

تذمَّروا… إنَّه دخل ليبيت عند رجلٍ خاطئٍ” (7). لقد غلّط النّاس يسوع على زيارته بيت

رجل خاطئ، كما غلّطوا زكا على نواله الخلاص. كثيرًا ما نكون هؤلاء النّاس الذّين وصفهم

يسوع قائلاً: “… ويلٌ لكم أيُّها الكتبة الفريسيون المُراؤون لأنَّكم تُغلقون ملكوت

السّموات قُدّام النّاس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الدّاخلين يدخلون” (مت23: 13). وذلك

من خلال: 

– الظّن بأنَّنا نمتلك وحدنا الحقيقية، فنحن فقط الأتّباع الحقيقيّون ليسوع (الكنيسة

الواحدة الوحيدة). 

– لا نسلك بأمانةٍ في علاقتنا بالله. 

– نحكم على الآخرين بأخطائهم وخطاياهم وعيوبهم. 

– نسخر من محاولاتهم في تصحيح العلاقة مع يسوع.  

– ولكن وسط هذا الجو الغير مُعقم، فقد نجح يسوع في رسالته، ونال زكا الخلاص، وعبّر عنه

بتقديم نصف أمواله للمساكين، وتعويض مَنْ ظلمه بأربعة أضعاف. قد يكون زكا في نظر النّاس

مجنون… وهو فعلاً مجنونٌ بحبِّ يسوع الذّي اختبره في هذه الزّيارة. ونحن نتساءل: ماذا

حدث يا زكا ؟ كيف تفعل ذلك ؟ كيف تتنازل عن أموالك بهذه السّهولة فقط نتيجة زيارة يسوع

لك في بيتك ؟ فأنت عشارٌ وظيفتك تحصيل المال من شعبك لصالح المحتل الرّومانيِّ، كما

تحصل على نسبتك منهم. ألم تخشى أنَّك ستكون فقيرًا ؟ وأنَّ النّاس سيعتبرونك مجنونًا

فقدتَ عقلكَ ؟ وأنَّ العشارين الذّين تحت رئاستك سيهزئون بك ؟ تُرى ماذا حدث في بيت زكا

؟ ماذا فعل يسوع معه ؟ ماذا رأى واختبر زكا في زيارة يسوع له ؟!!! فنحن اليوم علينا أن

ندعو يسوع ليزور بيوتنا وحياتنا وقلوبنا لنرى ونختبر مَنْ هو يسوع، حتّى نتغيّر مثلما

تغيّر زكا.