جئت لتكون لهم حياة – الأب وليم سيدهم
حينما يُعلن يسوع هذا الكلام على الملأ وهو يصلي للآب من أجلنا، فإننا نفرح ونبتهج ونتهلل، لأن الحياة تجسدت وسكنت بيننا، وجعلت من قلبنا مسكنًا. إن كلمة الله لم تتجسد من أجل الملائكة كما يقول الكتاب ولكن من أجل أبناء ابراهيم.
ولما رأى يسوع زكا وهو يصعد إلى الشجرة لكي يختلس النظر اليه، اسرع وطلب منه أن يتعشى معه، لقد كان ذكا مثله مثلنا، خجلان من نفسه ومن نظرات الناس إليه. لقد كان موظفًا في الضرائب وكان من وقت لآخر يختصر له كام درهم، يرفع من مرتبته الإجتماعية، ولم يكن يتخيل أن هذا السلوك الصغير اليومي سوف يجلب عليه لعنة سكان أورشليم من دافعي الضرائب.
إن جباة الضرائب اليوم بيننا، ولكن ذكا أرحم منهم، لأنه كان يبحث عن أحد يخلصه من هذا الداء. لقد توفرت الإرادة عنده ليغير من حياته، وكان الله ينظر إلى ذكا وإلى قلبه الذي بدأ يخطو نحو التوبة، كان زكا يحلم بحياة كريمة لا تنغصها نظرات دافعي الضرائب أو غيرهم، كان زكا يبحث عن الحياة الصحيحة وهو في خضم التعامل مع النقود.
فجاء رب الحياة يسوع وقال له: “يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ».” (لو 19: 5) فرح زكا وأثناء العشاء انتقد الفريسيون يسوع لأنه يتعشى مع رجل خاطيء. ولكن زكا بعد لقاءه الشخصي مع يسوع إسترد الرغبة في حياة كريمة ملئها الفرح والاستقامة وقال ليسوع: “هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ».” (لو 19: 8)
وهكذا انتقل زكا من الموت المعنوي والجسدي الى الحياة التي وهبها له يسوع من جديد بعد توبته ، لقد جاء يسوع لا ليحكم على العالم ولكنه جاء ليخلص العالم وتكون له الحياة.
فلنقبل الى الحياة ونتحد بينبوع الحياة حتى نعيش في إطمئنان وسلام وننفض عنا الكسل وعدم الإكتراث.