stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

جعلت خدي كالصوان – الأب وليم سيدهم

678views

في اسبوع الآلام لم يعد فقط التعليم “من ضربك على خدك الأيمن حول له الأيسر” بل أصبح كل جسم يسوع مباحًا للقاصي والداني “بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ. “وَالسَّيِّدُ الرَّبُّ يُعِينُنِي، لِذلِكَ لاَ أَخْجَلُ. لِذلِكَ جَعَلْتُ وَجْهِي كَالصَّوَّانِ وَعَرَفْتُ أَنِّي لاَ أَخْزَى.” (إش 50: 6-7).”

هذا الوصف الذي تنبأ به اشعياء النبي، تحقق في شخص يسوع المسيح، العبد المتالم. هكذا تعامل أجدادنا الفريسييون مع رب المجد منذ الفين عامًا. لقد قسى قلبهم لدرجة قصوى، الموت، اصلبه.. اصلبه، دمه علينا وعلى أولادنا.

وكما حدث قبل ذلك في تاريخ ومسيرة الشعب اليهودي مع يوسف الصديق وإخوته، إذ باعوه بثلاثين من الفضة لأحد التجار. فإن هذا المشهد يتكرر بعد مئات السنين مع يسوع الابن، الوارث، الذي أرسله الاب ليحصد ثمرًا من الكرمة، هذه الكرمة التي يرمز غاليها الكتاب المقدس بالشعب المختار، ولكن العمال في الكرمة، الكتبة والفريسيون، الذين سرقوا الكرمة من صاحبها الله قالوا: “هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ!” (مت 21: 38).

“جَعَلْتُ وَجْهِي كَالصَّوَّانِ” يقول يسوع على لسان اشعياء النبي. ذلك أن الرسول الحقيقي هو الذي يصمُد ويتحمل، ويعاني، ويصبر ويتالم، في سبيل إبلاغ الرسالة والمحافظة عليها من أي تهديد، قد ينزعها منه، إن حجر الصوان الذي يصنع منه القدماء المصريين، الفراعنة، مجدهم، فظلوا بفضل نوعية حجر الصوان الذي لا يخضع إلا قليلًا لتأثير الشمس والرياح وتغيير المناخ، هو الصنف من المادة التي اختارها النبي اشعياء ليصف قوة وصلابة يسوع الناصري آثام جلاديه ومعذبين من الكفرة المنافقين اليهود.

ونحن اليوم، في عالم مضطرب وشرير، يهلك البسطاء والفقراء والصديقيين، لأنه لا يطيق وجودهم بدونه، فهو يسحقهم ليتخلص من تأنيب الضمير الذي يسببونه بحضورهم المزعج.

نحتاج كمؤمنين أن نتبنى موقف يسوع المُهان المُتألم فنحول خدودنا إلى مادة صُلبة غير قابلة للوقوع وسط المعركة بين الحق والباطل، علينا أن نصمد ونتقوى، ونقف أمام الظلمة، والطغاة والمتجبرين اينما كانوا. ليعلموا أننا لا نستمد قوتنا من أنفسنا، إنما نستمدها من خالق الصوان والحرير وكل أنواع الوجود.

إننا نصمد، فنمجد الرب على قوته وصلاحه ونتمجد به، لذلك في اسبوع الآلام نتطهر من خطايانا لنستطيع الحصول على هذه المساندة الوجودية الإيمانية. ونكمل صلاتنا في كل وقت ونحن صامدين، ثوك تاتي جوم نبي او، لك القوة والمجد والبركة والقوة إلى الأبد، أمين سيدي يسوع مخلصنا الصالح، لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.