حوار جريدة حامل الرسالة مع السفير الباباوى
القاصد الرسولي في أسيوط :
من يعيش الرجاء المسيحى لأبد أن يختبر الفرح الحقيقى
شهدت ايبارشية اسيوط للاقباط لكاثوليك سلسلة من الاحتفالات الروحية ابتهاجاً بزيارة القاصد الرسولى بمصر سيادة المطران برونو موزارو بدعوة كريمة من صاحب النيافة الانبا كيرلس وليم مطران اسيوط للأقباط الكاثوليك . وتأتي الزيارة الميمونة تزامناً مع انطلاق احتفالات الايبارشية بتساعية الصلاة من أجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية . حول دور القاصد الرسولى فى خدمة الكنيسة الكاثوليكية بمصر وعن رؤيته للعديد من الملفات الكنسية والقضايا المحلية والعالمية ، كان لحامل الرسالة هذا الحوار الثري …. فإلى التفاصيل .
• فى بداية حديثنا نرحب بكم وندعوكم إلى تقديم فكرة مبسطة للقارئ عن دور القاصد الرسولى فى خدمة الكنيسة الكاثوليكية بمصر ؟
– القاصد الرسولى هو ممثل قداسة البابا الراعى الاعلى للكنيسة الكاثوليكية وللقاصد الرسولي دوران اساسيان يقوم بهما الأول هو ممثل البابا لدى الكنيسة المحلية والدور الثانى ممثل دولة الفاتيكان لدى الدول التى لها علاقة بالكرسي الرسولي مثل مصر . وبالتاكيد فى كلا الدورين يسعى القاصد الرسولي إلى الاهتمام بشأن الكنيسة المحلية ودراسة شئونها بالتعاون مع الآباء الاساقفة .
• تأتى زيارتكم إلى أسيوط كبرى ايبارشيات الصعيد بالكنيسة القبطية الكاثوليكية .. ماذا تقول عن زيارتكم لايبارشية اسيوط ؟
– زيارة ايجابية جداً جداً حيث شاركت فى لقاءات روحية عديدة مع الكهنة والراهبات والشباب إلى جانب زيارة عدد من كنائس الايبارشية وسعدت جداً بما رأيته فى الناس من عمق الإيمان المسيحى الكاثوليكى . كذلك فرحت كثيراً بالدور الاجتماعى الذى تقوم به الايبارشية من خلال العمل فى التنمية .
• شاركتم خلال هذه الزيارة فى لقاء الشباب بيوم الدعوات الايبارشي والذى حضره عدد كبير من ابناء الايبارشية … الأ يدفعكم هذا الغنى فى العنصر البشري إلى مزيد من الدعم لأبناء الكنيسة القبطية الكاثوليكية ؟
– كنت سعيداً جداً باللقاء وتحدثت مع الشباب حول خطاب البابا فرنسيس بمقر الامم المتحدة . ولمست كيف ان الايبارشية باسيوط تبذل جهداً كبيراً مع الشباب من خلال لجنة الشباب والدعوات وبالتأكيد من ثمار هذا العمل الجاد ان يخرج من ابناء الايبارشية دعوات كهنوتية ورهبانية وكما قال سيادة المطران كيرلس وليم انه فى هذا العام فقط تمت سيامة ستة كهنة من بين الايبارشيين والرهبان من ابناء الايبارشية .
• فى 8 ديسمبر 2015 يعلن البابا فرنسيس افتتاح يوبيل الرحمة الالهية … ماذا عن تعاونكم مع الايبارشيات الكاثوليكية بمصر نحو معايشة هذا الحدث التاريخى ؟
– اتحد روحياً بالصلاة مع كل مبادرات الاباء الاساقفة حتى تعيش الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوبيل بطريقة روحية عميقة .
• تحدث قداسة البابا فرنسيس بالامم المتحدة فى 25 سبتمبر حول العديد من القضايا العالمية .. ماذا عن دوركم تجاه جامعة الدول العربية ؟
– سفير الكرسي الرسولي بمصر هو ممثل الفاتيكان بجامعة الدول العربية وحيث اننى قدمت اوراق اعتمادي منذ فترة قصيرة فإننى لم اتصل بالجامعة حتى الآن وبالتأكيد سيكون هناك تعاون فى المستقبل .
• كانت زيارة الرئيس السيسي لقداسة البابا فرنسيس بمثابة عهد جديد بين مصر والكرسي الرسولي … ماذا عن زيارة البابا فرنسيس إلى مصر ؟
– بالفعل كانت زيارة الرئيس السيسي للبابا فرنسيس طيبة جداً وقد قدم سيادة الرئيس دعوة لقداسة البابا لزيارة مصر كذلك البابا تاوضروس ايضاً كما ان الاباء الاساقفة فى الكنيسة الكاثوليكية بمصر قدموا الدعوة من قبل وننتظر جميعاً قرار البابا فرنسيس فى هذا الأمر .
• كانت زيارة البابا تاوضروس إلى البابا فرنسيس علامة فارقة .. ماذا عن افاق التعاون بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الارثوذكسية ؟
– بدون شك كانت زيارة البابا تاوضروس إلى البابا فرنسيس طيبة للغاية واعطت املا كبيرا فى التعاون المسكوني كما ان شخص البابا تاوضروس وانفتاحه يبشران بكل خير .
• ينظر الكرسي الرسولى بتقدير كبير إلى مشيخة الازهر الشريف … ماذا عن مستجدات الحوار بين الازهر والكنيسة ؟
– الحوار معلق منذ فترة لكن الكرسي الرسولي لديه الاستعداد فى كل لحظة للحوار مع الازهر الشريف لما له من مكانة رفيعة فى العالم الاسلامى .
• يواجه العالم فى الشرق والغرب حرباً شرساً ضد الارهاب … ما رؤيتكم فى علاج قضية الارهاب فى العالم ؟
– بالتأكيد نحن نشجب بشدة كل الاعمال الارهابية التى تزهق ارواح الابرياء ودائماً يندد البابا فرنسيس معلناً رفضه ونتضامن بالصلاة مع كل الحزانى والمتألمين من جراء هذه الاعمال التخريبية .
• ظهرت مؤخراً قضية المهاجرين كأزمة اختلفت ردود فعل الدول إذاءها … كيف ترى قضية الهجرة وما سبل علاجها برأيك ؟
– الكنيسة دائماً تحث دول العالم على استقبال المهاجرين الذين خرجوا من بلادهم لسوء الاحوال المعيشية كما ان الكنيسة من خلال مؤسساتها الاجتماعية مثل كاريتاس تسعى إلى مساعدة هولاء المهاجرين وتشغيلهم لكن لكل دولة معاييرها وسياساتها فى التعامل مع القضية .
• لماذا تبدو العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية بمثابة أدبيات نظرية لا تجد لها تطبيق على ارض الواقع ؟
– العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية هى ترجمة الانجيل فى واقع الحياة بل هى مبادئ عامة للبشرية كلها وكل شخص أو جماعة يمكن أن تجد فى هذه المبادئ العامة سبل عملية فى اقرار العدل وتحقيق السلام .
• ختاماً .. كيف تكون الكنيسة علامة فرح ورجاء فى العالم المعاصر ؟
– إن هذا الأمر هو الموضوع الاساسي الذي يلح عليه البابا فرنسيس فى كل اعماله وكلماته وفى رسالته العامة ” فرح الانجيل ” يدعونا إلى أن نعيش الإيمان بفرح لأن قوةالقيامة في داخلنا وهذا ما يدفعنا إلى معايشة الفرح ومن ثم حمله إلى العالم وفى تقديري إن من يعيش الرجاء المسيحى لأبد أن يختبر الفرح الحقيقي .
أجرى الحوار : ناجح سمعـان