حوار جريدة حامل الرسالة مع النائبة هند جوزيف

النائبة هند جوزيف لحامل الرسالة :

المناخ السياسي فى مصر يتغير والمشاركة هى مفتاح التقدم

يبدو أن دراسة القانون فى كلية الحقوق بجامعة اسيوط كانت اللبنة الأولى فى مشروع السيدة هند جوزيف السياسى ، وقد ساعدها القبول الاجتماعى المتميز الذى تحظى به بين ابناء مدينتها بوسط الصعيد فى أن تجعل من منزل العائلة مقصداً للنخبة والشباب والسيدات ، يلتقون فى أحاديث ممتدة حول الوطن الواقع والحلم . اليوم ومع نجاحها فى الوصول إلى عضوية مجلس الشيوخ المصري ، ومع انفرادها بأن تكون أول سيدة من مركز القوصية تصل إلى قبة البرلمان ، كان لجريدة حامل الرسالة هذا الحديث الثرى حول قراءتها للحاضر وتطلعاتها للمستقبل .

• فى بداية الحوار نريد من سيادتكم تقديم بطاقة تعارف للقارئ الكريم ؟

• هند جوزيف امين ، ابنة مدينة القوصية بمحافظة اسيوط ، حاصلة على ليسانس الحقوق عام 1999 . وقد عملت بالمحامأة ثم الجمعية التعاونية للبترول ، من المهتمين بالشأن العام المصري ، أحمل تجربة قد تكون قصيرة نسبياً لكنها ثرية فى العمل العام . اشكر ربنا على انتخابى عضو بمجلس الشيوخ عن القائمة الوطنية للأحزاب المصرية واتطلع إلى مزيد من العمل فى خدمة الناس .
• ماذا عن تجربتك فى الحياة العامة ؟

• كانت البداية منذ عام 2009 عندما شاركت فى عدد من النشاطات الاجتماعية والخيرية مع الجمعيات الأهلية وبيت العائلة المصرية كذلك المشاركة فى اعمال لجنة المصالحات بالمحافظة وعضوية اتحاد شباب اسيوط ، إذ اعطتنى تلك الاعمال خبرات جيدة فى قراءة الواقع المحلى بمحافظة اسيوط . وقد تم ترشيحى فى 2015 إلى قائمة فى حب مصر لانتخابات مجلس النواب لكن العمل لم يكتمل ومنذ ثلاث سنوات مع التشكيل الجديد لحزب مستقبل وطن تم اختيارى امين العلاقات العامة بمحافظة اسيوط حتى اختيارى من قبل الحزب للترشح لانتخابات مجلس الشيوخ على القائمة الوطنية للاحزاب قطاع الصعيد .

• حدثينا عن تجربتك فى عقد صالون القوصية الثقافى ( هند ) ؟

• بدأت الفكرة منذ خمس سنوات تقريباً مع مجموعة من اعضاء بيت العائلة فكرنا فى تأسيس صالون ثقافى بالقوصية يناقش القضايا العامة والحوار حولها لا سيما وان مدينة القوصية بها نخبة متميزة من المثقفين واصحاب الخبرات فى مختلف المجالات وقد اعجبتنى الفكرة وعملت على نجاحها . وبحق فإن تجربة الصالون الثقافى كانت اضافة جيدة لكل اعضاء الصالون فضلاً عما احدثته من حراك ثقافى وسياسى متميز من خلال مناقشة القضايا العامة مع المتخصصين كذلك ساعد الصالون فى اكتشاف الارث التاريخى الذى يحمله ابناء اسيوط فى الحياة السياسية المصرية .

• ما هى أهم ملامح المعركة الانتخابية التى خضتيها مؤخراً للوصول إلى عضوية مجلس الشيوخ ؟

• كان ترشيح الحزب لى هو بمثابة تقييم لعمل امانة العلاقات العامة بالمحافظة وما قمنا به من مبادرات ساعدت على توسيع قاعدة انتشار الحزب بمحافظة اسيوط ولعل من اهم تلك المباردات تنظيم معارض للسلع بغرض تلبية احتياجات الاسرة المصرية فى مناسبات الاعياد كذلك تشجيع المواطنين على المشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية . أما بشان المعركة الانتخابية الحالية فقمنا خلال فترة قصيرة بعقد ثلاثة عشر مؤتمر على مستوى المحافظة ودعوة المواطنين خلالها على المشاركة لكن كانت التجربة صعبة نتيجة ضيق الوقت الذى تم تحديده للدعاية الانتخابية وكذلك قلة عدد المرشحين بالمراكز وهو ما جعل المنافسة ضعيفة بين المرشحين ولا ننسى كورونا وما اثارته عند الناس من مخاوف العدوى والبعد عن التجمعات .

لكن فى تقديرى ان اصعب التحديات جاءت نتيجة عدم وجود قائمة اخرى منافسة وهو ما جعل الامر يبدو للناخب وكأنه نجاح بالتزكية كذلك عدم معرفة بعض الناخبين بعملية التصويت نفسها ولعل فى مؤشر الخمسين الف صوت الباطلة بمحافظة اسيوط خير دليل . لكن الحمد لله جاء ترتيب مركز القوصية فى الموقع الثانى بالمحافظة وقد صوت بها اكثر من اربعة وثلاثين الف ناخب .

• تاريخياً أنت أول إمراة تدخل البرلمان من مركز القوصية .. ماذا يعنى لك ذلك ؟

• يبدو الأمر طيباً والكلام جميلاً لكنه يحملنى مسئولية كبيرة ، صدقنى انه امتحان حقيقى ليس لشخصي فحسب بل لكل إمراة مدعوة إلى اثبات الوجود فى موقعها لأنه ربما اذا لم نحقق التقدم فى هذه المسئولية قد نكون سبباً فى التراجع . لكنى اثق فى عزيمة المرأة المصرية وتفانيها لا سيما متى كانت تعمل بمؤسسة واعية تستطيع ان تستثمر ما لديها من مهارات .

• كيف ترين موقع مجلس الشيوخ فى الحياة السياسية المصرية ؟

• اعتقد ان الصلاحيات التى منحها الدستور لمجلس الشيوخ عالية جداً وهو ما يساعد المجلس بإذن الله فى القيام بدوره فى الحياة العامة لكن لا ننسى احتياجات الناس اليومية من خدمات هى تحديات حقيقية للنائب واعتقد ان فى ترجمة مواد الدستور فى شأن مجلس الشيوخ وتطبيقها فى صورة افعال ملموسة فى الواقع المصري هو من اهم الادوار التى على اعضاء مجلس الشيوخ القيام بها .

• ربما تساعد المحليات حال اتمامها فى معالجة قضايا الخدمات .. ما رأيك ؟

• بالتأكيد ان المجالس المحلية المنتخبة هى الاكثر قرباً من المواطن فى واقعه المحلى واليومى وهى المنوط بها معالجة ملف الخدمات وهذا ما يدعونا على المستوى الحزبي إلى الدفع نحو تهيئة الظروف لاجراء انتخابات المحليات ونتمنى ان يكون عام 2021 هو عام المحليات .

• ماذا عن قضايا المرأة المصرية عامة والصعيدية خاصة على اجندة اعمالك ؟

• تحتاج المرأة المصرية إلى الدعم الأول من اسرتها فهى الحاضنة الأساسية لها فى تنمية قدراتها ورسم احلامها ومن ثم شق طريقها وهو ما اشكر الله عليه فى حالتى فإن دعم زوجى ومشاركته لى فى كل نشاطاتى قوة حقيقية . وهكذا كل إمراة تحتاج هذا الدعم والمساندة من عائلتها واعتقد ان هناك استعداد طيب من السيدات حالياً للمشاركة فى الخدمة العامة فنصف فريق العمل الذى يعمل معى هو من البنات والسيدات وهو ما يجعلنى ادعوهن جميعاً إلى الانضمام إلى الأحزاب السياسية ، فهى مدرسة حقيقية فى التنشئة السياسية والممارسة الواقعية من خلال العمل المؤسسي والرؤية الحزبية حتى يكون الدور اكثرا تنظيماً .

• بماذا تعدي ناخبيك فى بداية مسيرتك النيابية ؟

• ما يتاح لى ان اقدمه فى خدمة المواطن المصري لن اتردد فى القيام به ، أقول للجميع ان المناخ السياسي فى مصر يتغير والمشاركة هى مفتاح التغيير الأساسي لذا على المواطن ان يكون مشاركاً برأيه وصوته ووقته وجهده فى كل عمل وطنى . السلبية هى المعوق الأساسي فى التقدم اما المشاركة فهى بوابة العبور نحو الرقي .

أجرى الحوار :
ناجح سمعـان